الأمن المركزي.. رواية موت غادر يكتبها العدوان

أكثر من 250 شهيدا وجريحا من الجنود والمواطنين ضحايا العدوان على مقر قيادة الأمن المركزي وسط حدة على امتداد شارع بغداد كان البشر يتحركون جيئة وذهابا كالمعتاد كنت أراقب ذلك الحراك بنوع من التفاؤل حيث العاصمة تستعيد حركتها رغم العدوان المستمر.. كانت الساعة تشير إلى العاشرة والأربعين دقيقة تقريبا.

البشر يمضون بصمت ولم يلتفت أحد من ذلك الزحام الذي بدأ يستعيد روحه في شوارع صنعا إلى أصوات المضادات الجوية المستميتة في مقارعة أحدث الأسلحة الأمريكية دون جدوى.. فالكل يمضي بلا توقف.. أصحاب الباصات يصرخون في وجوه المارة: بغداد بغداد بغداد .. أو العكس هائل. الجامعة. الحصبة..

فجأة ترتعد الأرض فتسبق أبصار البشر شاخصة للجو الجميع يقول متسائلا : أيش ضربوا بيت الزعيم .. ¿ ضربوا جامع الصالح ..¿ ضربوا..¿ لا أحد يعلم أين الانفجار هز الأرض حتى فاحت من الطرقات والمباني رائحة الغبار النشاز الذي يعقب كل خراب.. الكل في شارع بغداد ينظر شرقا ليعلو لحظتها دخان كثيف يغطي سماء حدة والسبعين.. فماذا جرى هناك وكيف..¿

أصحاب المحلات التجارية وسط حدة المكتظة بالأحياء السكنية والحركة البشرية على الدوام منكبين على أعمالهم كأن الأمل أكد لهم أن الحياة تستمر بأمان في حدة حيث مراكز التسوق والمدارس ورياض الصغار وكوافير النساء وعيادات المرضى ومكاتب السفر والسياحة وغيرها ابتدأ من تقاطع الزبيري وانتهاء بجولة المصباحي غير أن الموت الآتي من الجو عبر طيران التحالف اللدود.. وحتى تلك اللحظة كانت النفوس محاطة بالأمل والعمل رغم احتدام أصوات المضادات.. كل هذه المشاعر والأجواء انتهت.. في طرفة عين ارتعشت أرجاء حدة كما لو أنها تتحرك على فوهة بركان.. العمائر والأبراج والمساكن والمحال التجارية ومراكز التسوق تنفض لباسها الزجاجي والأسمنتي إلى الشوارع وإلى الساحات في لحظة انفجار عنيف استهدف عنابر وساحات ومباني معسكر الأمن المركزي…

علا الدخان واستبانت ألوانه المخيفة والقاتمة في سماء العاصمة تبين لكل الناس أن معسكر الأمن المركزي هو المستهدف هذه المرة من قبل العدوان كتعبير جنون عن فشله وكانعكاس للضربات الموجعة التي يتلقاها على الحدود.. هرع الكل للاتصال بقريب أو صديق يعمل ويسكن في حدة أو يتبع معسكر الأمن المركزي وما أكثرهم..
لماذا معسكر الأمن المركزي الذي يتوسط أكثر أحياء صنعاء حياة وحركة وتجارة وسكانا ¿.. هكذا تساءل الكثير وفي نفس الوقت يجيبون على ذلك بأن هذا عمل متوقع من العدوان الذي طالت صواريخه المدن والحارات والمساجد ولم يغفل من في القبور..

يقول علي عبدالله – من سكان حدة : سمعنا سبعة انفجارات متتالية لسبعة صواريخ هزت حدة.. وما يحز في نفوسنا هو هلع الأطفال وذعر النساء في الوقت الذي فيه حدة مكتظة بالسكان وبرياض الأطفال ومراكز التسوق.. لم نعد نفكر بأنفسنا بقدر ما صرنا نفكر بالأطفال والنساء..

يذكر أحمد عبده – كان في الباص بجواري- تفجير السبعين الإرهابي الذي استهدف الأمن المركزي في 21 مايو 2012م مؤكدا أنه لم ينس بعد أخاه وابن خاله وعمه الذين قضوا في ذلك التفجير الإرهابي الجبان.. تنهد قائلا بصوت ملؤه النقمة على العدوان: هل يفهم اليمنيون جميعهم أن من استهدفهم بالأمس عبر القاعدة يستهدفهم اليوم عبر عاصفة الحزم.. لا فرق بينهما.. بل هذا الإجرام يؤكد للعالم أن من يدعم الإرهاب والتطرف هو من يقصفنا اليوم ويقصف الأحياء السكنية والمراكز التجارية والمصانع دون أن يرف له جفن..

وتساءل قائلا: هل يصحو اليمنيون .. ¿ أم أنهم لا يزالون جثامين لا حراك لهم أمام الفضائيات المشتراة بالمال السعودي..

الإحصائيات تتوالى وتزداد على طول الساعات التي تلت لحظة قصف مقر قيادة الأمن المركزي وحتى الرابعة عصرا أشارت إلى أن الإحصائيات المتناقلة من المستشفيات ( “الجمهوري الثورة آزال الشرطة المتوكل العسكري العلوم الألماني الحديث والألماني اليمني”.. تحكي نتائج كارثية حيث تجاوز الضحايا نحو 250 بين شهيد وجريح.. والأرقام كانت ولم تزل مرشحة للزيادة..

صحيفة الثورة

قد يعجبك ايضا