قالت الناشطة الحقوقية في المجال الإغاثي والإنساني بشرى المساوي –رئيسة مؤسسة الرائدة حورية المؤيد- أن عدم تكاتف الجهود في العمل الإغاثي وعدم وجود قاعدة بيانات موحدة لعدد النازحين واحتياجاتهم يؤدي إلى ازدواجية في التوزيع وحصول بعض المستهدفين على المساعدة وعدم حصول البعض الآخر على المساعدة.
“الثورة” أجرت لقاء مع بشرى المساوى كأحد الناشطات البارزات في العمل الإغاثي والإنساني للحديث حول أبرز المشاكل التي يواجهها النازحون والعمل الإغاثي في اليمن.. فكانت الحصيلة التالية:
بداية.. أنت ناشطة حقوقية في المجال الإغاثي والإنساني.. كيف ترين أوضاع النازحين اليمنيين جراء العدوان السعودي الأمريكي والحروب التي تشنها القوات المسلحة والأمن بمساندة اللجان الشعبية ضد أعداء الإنسان اليمني والوطن في عدد من محافظات الجمهورية¿
– أوضاع النازحين سيئة ويحتاجون إلى المساعدات الغذائية والإيوائية والصحية بصورة رئيسية.
مشاكل
* ما هي أبرز المشاكل التي يواجهها النازحون في الوقت الراهن¿
– المشاكل كثيرة مثل عدم وجود مخيمات وأماكن للإيواء.. وعدم وجود الغذاء وعدم توفر المستلزمات الصحية وبصورة خاصة للأطفال والنساء وكبار السن.
* المخيمات التي فتحتها أمانة العاصمة والسلطات المحلية في عدد من المحافظات هل ترين أنها كافية لأعداد النازحين والذين فقدوا منازلهم ومساكنهم خلال الفترة الماضية¿
– في أمانة العاصمة توجد مدارس هناك عدة مدارس تم فتحها وهناك مدارس للنازحين الآتين من صعدة وهناك نازحون من منطقة نقم ومن فج عطان وأماكن أخرى متضررة.. والمدارس التي تم توفيرها غير كافية وهناك نازحون متواجدون ويسكون لدى أسر خارج المدارس التي تم تحديدها لتسكين النازحين لعدم قدرة المدارس على استيعابهم.. وهؤلاء يحتاجون بصورة كبيرة إلى رعاية خصوصا وأن حالتهم المادية ضعيفة وهؤلاء يستحقون المساعدة إلى جانب النازحين الساكنين في المدارس باعتبارهم الفئة الأضعف.
الشفافية والمصداقية
* برأيك.. هل تستطيع منظمات المجتمع المدني التي تعمل في المجال الحقوقي والإنساني المساهمة مساهمة حقيقية في إيجاد حل مناسب لمساعدة النازحين ومساعدة الحكومة في توفير المواد الأساسية للنازحين¿
– أكيد تستطيع ولها دور كبير في توفير المساعدات وتوزيعها.. لكن للأسف لا توجد الشفافية والمصداقية لدى البعض وكثيرا ما نلاحظ إقامة المؤتمرات والندوات وظهور الاتحادات وأشياء كثيرة تأخذ وقتاٍ.. لماذا لا يكونوا في الوقت الحالي جميعهم في الميدان والجميع يتكاتف وتكوين وحدة تنسيقية وكل المعلومات تنصب إلى موقع موحد.. لكن للأسف الشديد كل واحد يشتغل على هواه.. لا يوجد تكاتف ولا يوجد عمل تكاملي.. وإذا وجد العمل التكامل سوف نغطي احتياجات النازحين والمتضررين والمتضررين الأشد تضررا.. الإغاثات كبيرة جدا تغطي احتياجات النازحين جميعا.. ويلاحظ في هذه الفترة بصورة خاصة يتم إنشاء مؤسسات ومنظمات وتحالفات واتحادات بهدف مساعدة النازحين وكل جهة لها آلية خاصة بها.. يجب أن يكون هناك آلية موحدة معتمدة على مركز للمعلومات موحد تحت إشراف الوحدة التنفيذية وأمانة العاصمة حتى لا تتشتت الجهود وتتلافى الازدواجية في توزيع المساعدات بكافة أنواعها ولكي تصل تلك المساعدات لكافة الشرائح المستهدفة.
* تقصدين أن هناك سوء إدارة في استيعاب المساعدات والإغاثات¿
– لا.. لا أقصد هذا.. أنا أقصد عدم تكاتف منظمات المجتمع المحلي في مجال الإغاثة.
* ألا ترين أن عدم وجود قاعدة بيانات يؤدي إلى تشتت العمل الإغاثي¿
– موجود قاعدة البيانات.. وهناك مركز معلومات في الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين.. لكن الآن هذه البيانات ناقصة وغير مغطية المحافظات وبصورة خاصة أمانة العاصمة بالبيانات المتكاملة لو وجدت هذه البيانات وتكاتفت الجهود سنستطيع مساعدة النازحين والمتضررين بصورة كبيرة وفعالة.
منظمات قليلة
* تقييمك لتفاعل منظمات المجتمع المدني خصوصا الحقوقية والإغاثية مع الوحدة التنفيذية للنازحين¿
– منظمات قليلة التي تتعامل مع الوحدة التنفيذية وأمانة العاصمة.. هناك لجنة مخصصة لحالات الطوارئ والإغاثة في الوقت الحالي وهم فعالين في الميدان.. لكن هناك تشتتاٍ ولا يوجد تكاتف.. ولو كان يوجد تكاتف من أمانة العاصمة والوحدة التنفيذية والمنظمات المحلية والدولية سنستطيع توفير المساعدات بشكل عام لجميع النازحين والمتضررين.
* تقصدين أن هذا التشتت في العمل يؤدي إلى عدم وصول المساعدات إلى مستحقيها¿
– يؤدي إلى ازدواجية في التوزيع توصل المساعدات لناس وناس لا يصل إليهم شيء.. ومن هنا أناشد الجميع أن نكون يدا واحدة ومصباٍ واحداٍ وكل جهة تتولى منطقة محددة أو تعمل في ناطقها الجغرافي.
* برأيك ما هو دور رجال المال والأعمال في هذه الفترة للمساهمة في مساعدة النازحين اقتصاديا¿
– دور رجال الأعمال مهم ومحوري ورجال الأعمال الذين تواصلنا معهم لم يقصروا ووقفوا إلى جانبنا في مساعدة النازحين.. ولو لاحظنا الغرفة التجارية قامت بإنشاء “البرنامج الوطني للإغاثة” لدعم المنظمات والبرامج الإغاثية.. وهنا أشكر الشيخ يحيى الحباري والأستاذ توفيق الخامري والأستاذ حسن الكبوس والشيخ محمد محمد صلاح على دعمهم المتواصل للبرنامج وأنشطة المؤسسة.
أهداف
* الغرفة التجارية تبنت إنشاء برنامج الإغاثة الوطني RNP وأنتم مشاركون فيه.. ما هي أهداف هذا البرنامج¿
– أهداف البرنامج كثيرة منها تسيير القوافل الغذائية للأسر المتضررة من الحروب والإسهام في تحسين الوضع الصحي للمتضررين من القصف وإقامة وتجهيز مخيمات الإيواء في المناطق الآمنة والبعيدة عن المواجهات ومساعدة الأسر الفقيرة للنزوح من المناطق المستهدفة والإسهام في تحسين الأوضاع الإيوائية للنازحين.
* مؤسسة الرائدة حورية عباس المؤيد التي تترأسين مجلس إدارتها.. ما هي أبرز مهامها في المجال الإغاثي¿
– الحمد لله إلى الآن بالرغم من شحة المساعدات والمصادر قمنا بإنجازات كبيرة ميدانيا فقد قمنا بنزول ميداني لتقييم وحصر النازحين والمتضررين ونهتم اهتماما كبيرا باحتياجات ذوي الاحتياجات الخاصة أثناء النزوح وهم المرأة والطفل وكبار السن.. وهنا أسجل شكري الخاص لرئيس وأعضاء مجلس أمناء مؤسسة الرائدة حورية عباس المؤيد وفاعلي الخير لمبادرتهم ومساهمتهم الخيرية داخل وخارج نطاق المؤسسة.
تقوم المؤسسة باستهداف أمانة العاصمة وبدأنا برصد النازحين والمتضررين في مديرية بني الحارث منذ أسبوع لأها تعتبر أكبر مديرية في الأمانة ولكثافة النازحين فيها حيث تعتبر نقطة وصول النازحين.
أبرز المعوقات
* أنتم كمؤسسة حقوقية إغاثية.. ما هي أبرز المعوقات التي تواجهونها أثناء العمل الإغاثي¿
– بالنسبة للعمل في المدارس التي نزلنا إليها وساهمنا في بعض منها بمساعدة بعض فاعلي الخير لكن لم تتوفر لنا البيانات المتكاملة لنستطيع المساهمة بمد يد العون لهم ومساعدتهم في شتى المجالات.
* في الآخير.. هل لديك رسالة تودين توجيهها عبر الصحيفة¿
– أناشد رجال الأعمال والمنظمات المحلية والخارجية أن يكون هناك تكاتف في العمل الإنساني وأن يوجد مركز معلومات موحد للجميع بإشراف الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين وأمانة العاصمة.. وأن تكون هناك آلية موحدة حتى لا تتشتت الجهود وتلافي إزدواجية توزيع المساعدات بكافة أنواعها.. وهذا أهم شيء في العمل الإغاثي.. وأتمنى العمل على توحيد الاستمارات المخصصة وبصورة خاصة استمارات الاستبيان الخاصة بالطوارئ بحيث تتناسب وتشمل كافة البيانات الضرورية بصورة مختصرة.