في ظل الأوضاع الراهنة وما يحدث لليمن من تدمير وتخريب إلا أن الشعب يحتفل بمنجز الوحدة اليمنية في 22 مايو عام 1990م كأغلى طموح وحلم حققه الشعب على الصعيد الوطني والقومي العربي الوحدة اليمنية يعتبرها اليمنيون والعرب عموما بأنها مثلت لهم قبسا من نور أضاء الظلمات وبدد الغيوم وردت اعتبار المواطن اليمني.
الوحدة اليمنية تجسدت من خلال ثورتي 26 سبتمبر و14 اكتوبر في مرحلة نضالية واحدة ولقد كانت الأهداف الستة المعلنة للثورتين تمثل واحدية المنطلقات والمبادئ والأهداف وهذا ما كان يسميه الثوار واحدية الثورة اليمنية في المنطلقات والأهداف والاندماجية في التفكير والأهداف بشكل جلي لأن المصير واحد والهدف واحد.
هذه الواحدية الثورية والوحدوية في كيان الشعب والأرض ونفذها الثوار في سبتمبر واكتوبر وعززت الوحدة الوطنية في تأمين مستقبل اليمن وتمثل لليمنيين صمام أمان الحاضر والمستقبل وبغيرها ينخرط عقد الوطن ومن هنا ومن خلال واقعنا اليوم ومانشاهده من تكالب ومؤامرات على اليمن وأبنائه يتوجب على كل المؤسسات الرسمية والحزبية والشعبية والجماهيرية بل وعلى كل غيور على الوطن السعي إلى ترسيخ الوحدة الوطنية وعدم التفريط بها أو السماح للعابثين بالأوطان والشعوب النيل من اليمن ووحدته العظيمة التي تعد في الوقت الراهن النور الذي يضيء دروب الشعوب العربية نحو تحقيق الحلم الكبير حلم الوحدة العربية والتئام الشعوب وكسر حواجز الحدود بين الشعوب العربية.
وليكن اختلاف الأحزاب المتصارعة على السلطة اختلاف برامج ووسائل لا اختلاف غايات وأهداف وتدميرا للوطن واستدعاء للخارج لهدم المعبد الواحد لأجل تحقيق غاية التشبث بالسلطة والتمسك بها إلى حد الاقتتال وقتل بعضنا بعضا .. لأننا في الأخير نبحر من على سفينة واحدة فإن غرقت السفينة فلن ينجو أحد.
ما من شك في أن الأمة ما لم تلم شملها وشعثها وتشتتها وتوحد صفها وترص صفوفها فإنها بطبيعة الحال وفي نهاية المطاف ستكون فاشلة حتما في كل المجالات وستكون حياة شعوبها حياة تتنازعها الأهواء وتسيطر عليها الرغبات فيسودها الصراع وتتقاذفها الأمواج والرياح والمؤامرات أمواج المصالح الشخصية .. سيكون الدمار والحروب والخراب العنوان الأبرز فلا تنمية ولا تقدم ولا استقرار وعندها تسود شريعة الغاب والقوي يأكل الضعيف ولنا فيما يجري اليوم في بلادنا وفي سوريا والعراق وليبيا ومصر وتونس مثال واعتبار إن كنا نعقل ونسمع ونرى.
وهذا يعني ويؤكد على أهمية الوحدة والتمسك بهذا المنجز العظيم الذي نحتفل به اليوم وقد مضى على إنجازه 25 عاما أي ربع قرن من الزمن وما لم تتشابك الأيدي فلا أمن ولا استقرار وأي وطن ليس متحدا يسهل على أعدائه التهامه والسيطرة عليه بسهولة ودون معاناة وكون الثورة اليمنية واحدة فيجب أن تكون واحدية الكلمة والصف والثقافة والاستراتيجية والأهداف حاضرة وواجبة حتى نتجنب كل عوامل الفرقة والانقسام وما يمكن أن يدبر ويحاك ضدنا وبلدنا اليمن .. خصوصا ونحن في اليمن ما يجمعا أكثر ما يفرقنا.
وأهمية الوحدة تكمن في ذاتها أولا كوحدة وطنية استطاع أن يقدم فيها شعبنا اليمني العظيم أروع صورة حضارية وأن يضرب بها أرقى مثال لقوة الإرادة وحب الوطن ويجب علينا أن نعض عليها بالنواجذ وعدم التفريط بها وايضا مسؤولية الحفاظ عليها وتعزيز الوحدة فإنها مسؤولية جماعية يشترك فيها كافة أبناء الوطن وقطاعات الدولة سواء كانت رسمية أو قطاعا خاصا ومنظمات مدنية أو أحزابا أو مواطنا عاديا لأن الوحدة ذلك المنجز العظيم الذي نتفاخر به نحن اليمنيين وقبل أن تكون واحدا من أهم وأكبر المكاسب الوطنية فإنها تمثل الاستقرار والخير والنماء والتطور والازدهار لبلادنا وعنوان المستقبل الزاهر للأجيال القادمة.
Next Post
قد يعجبك ايضا