مثقفون وأدباء يؤكدون أهمية تحقيق الوعي الجماهيري بحقيقة الانتماء وتغليب مصلحة الوطن

في ظل الأوضاع الراهنة التي تعيشها بلادنا فقد بات من الضروري أن يقول المثقفون والأدباء آراءهم باعتبارهم شريحة هامة في المجتمع تقع على عاتقهم عملية التنوير عبر الأجيال ولهذا فمن الواجب إيصال آرائهم ومقترحاتهم إلى الجميع ومن خلال الاستطلاع التالي فهم يؤكدون ضرورة إيقاف العدوان والاقتتال الداخلي وتغليب مصلحة اليمن على كل المصالح الشخصية والفئوية والقبلية والحزبية.
وأشاروا إلى أهمية استخدام سلاح الكلمة في إنقاذ اليمن والعمل على إعادة توحيد الجهود في إنهاء معاناة الملايين من اليمنيين والسعي لإعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع السعيدة.. فإلى التفاصيل:

إيقاف العدوان
بداية يقول الأديب زيد الفقيه: على كل حامل قلم أن يؤرخ لهذه الحرب أولاٍ ومن ثم عليه أن يكون محايداٍ ضد كل أشكال العنف ويقف إلى جانب بلاده ضد العدوان الخارجي الظالم وأن يكون ضمن منظومة تطالب بإيقاف العدوان والاقتتال الداخلي وبهذه الطريقة يكون قد أوصل صوته إلى من يخصه الأمر لكن هل هناك من يصغي للأصوات الوسطية التي ليس لها مصالح إلا حب الوطن لا أعتقد ثمة من يصيخ السمع لهذه الأصوات ولو وجدوا لكانت المشكلة قد حلت منذ وقت طويل فنحن ضد العدوان وضد أي طلقة تطلق لتقتل يمنياٍ .
تغليب مصلحة الوطن
أما الفنان التشكيلي ردفان المحمدي فيؤكد أن المصالح الشخصية كانت سبباٍ في إدخال البلد في هذه الدوامة التي لا ندري متى ستغلب مصلحة اليمن على المصلحة الشخصية وعلى إثر ذلك فمن المهم جداٍ أن تعاد تشكيل مادة التربية الوطنية بطريقة حقيقية بدلاٍ من أن تغذي عقول الأطفال بأشخاص معينين وببطولات زائفة جعلت الولاء له فقط وكما يجب على كل المبادرات والمؤسسات أن تعمل على تهذيب أخلاقيات المجتمع بشكل أكبر وعلى المؤسسات الثقافية أن تهتم برسالة الفن بشكل أكبر فهو المكافح الأساسي للأفكار الإرهابية.
تحقيق الوعي الجماهيري
فيما يرى الشاعر إبراهيم الهمداني أن ما يمر به الوطن اليمني الحبيب من حرب إبادة شاملة من العدوان السعودي وحلفائه وما صاحبه من حصار شامل من أجل تجويع وتركيع الشعب اليمني كل ذلك وما نتج عنه من مجازر بحق المدنيين الأبرياء وتدمير لكل البنى التحتية وغير ذلك من الكوارث والمآسي التي نتعرض لها جميعا كيمنيين يأتي دور المثقف هاماٍ ومفصلياٍ يبدأ من تحقيق الوعي الجماهيري بحقيقة الانتماء والهوية والحرية والكرامة ليصل إلى شراكة المثقف في صناعة القرار السياسي بحيث يتجاوز المثقف نفسه ويتجاوز القالب النمطي والصورة المؤطرة التي رْسمت له سلفاٍ في الوعي الجمعي الجماهيري بأنه ذلك العالة والزائدة الدودية التي تستهلك ولا تنتج ويأتي دور المثقف في توعية الجماهير بحقيقة المجازر التي يرتكبها العدوان وتعريته ودحض حججه الواهية ومبرراته الزائفة وعدوانه الوحشي الذي لا مبرر له إلا أنه يلبي رغبات الصهيونية وحلفاءها وليس النظام السعودي إلا ذراعاٍ من أذرع الصهيونية الماسونية في المنطقة.
ويضيف: كذلك على المثقف استغلال وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمقروء وشبكات التواصل الاجتماعي لتوضيح حقيقة ما يجري في اليمن للعالم الخارجي وبما أن المثقف سلاحه الكلمة يجب عليه استغلال هذا السلاح الحضاري السلمي الذي بإمكانه الإطاحة بأعتى الطغاة دون إراقة قطرة دم واحدة انطلاقا من مبدأ أن المثقف هو ضمير الأمة الحي ولسان حالها الصادق المؤثر الفاعل الداعي إلى الحب والسلام والخير والتسامح والتعايش والقبول بالرأي والرأي الآخر في إطار ثوابت ومحددات معينة لا تبيح للآخر الاستهانة أو النيل من الدين أو الوطن أو كليهما تحت مسمى الحرية والاختلاف في الرأي بل يجب أن تكون تلك العلاقة مبنية على الاحترام المتبادل والتعامل الندي المساوي بين الطرفين سواء أكانت بين أفراد المجتمع الواحد ذي الرقعة الجغرافية الواحدة أم بين الأقاليم والدول والديانات المختلفة.
ويشير الهمداني إلى أن المبادرات التي يجب أن يوصلها المثقف إلى الداخل والخارج لابد أن تأتي في سياق رسالته الإنسانية السامية بوصفه داعية خير وسلام ورسول محبة ووئام يتوجب عليه الدعوة إلى التآلف والمحبة وتوحيد الصف الداخلي وتعزيز ثقافة الانتماء والمواطنة المتساوية انطلاقا من أهم المبادئ الإنسانية السامية الحرية والعدالة والمساواة التي لا تعدو كونها الركيزة الأساس في الرسالات السماوية والشرائع والقوانين الوضعية بهذا الدور الفاعل يتجاوز المثقف صورته السلبية المكرسة في أوساط المجتمع ويتجاوز عقدته النفسية الداخلية التي توهمه أنه لا يستطيع فعل شيء ذي أهمية أو صناعة قرار حقيقي.
نشر قيم المحبة والتسامح
ويشير الإعلامي أحمد القانص إلى أن المثقف اليمني يجب أن يكون أقرب إلى الناس اليوم أكثر من ذي قبل ويشعر بهمومهم وبذلك يستطيع نشر الوعي بين العامة وإفشاء قيم المحبة والتسامح والإخاء والمحبة خصوصاٍ أن العدوان السعودي يطال جميع اليمنيين فلذلك يجب الوقوف صفاٍ واحداٍ و يجب على المثقف التحذير من الإغراءات السعودية المادية وشراء الولاءات والتحذير من الوقوف في وجه الجيش لأن العدوان يهدف إلى زرع الفتن بث الاقتتال الداخلي.
ويضيف: كما يجب على المثقف اليمني إيصال صوت أبناء بلاده إلى كل من يعرفه في الخارج من مثقفين ومتنورين وبدورهم يوضحون الصورة الحقيقية للرأي العام في بلدانهم عما يحدث في اليمن من عدوان غاشم.

قد يعجبك ايضا