الاقتصاد اليمني: ما صنعته الوحدة.. دمره العدوان

54 يوماٍ وطائرات تحالف العدوان تشن غاراتها على محافظات ومديريات ومدن وقرى الجمهورية اليمنية.. 54 يوماٍ والمملكة السعودية لم تعترف بعد بخطيئتها تجاه الشعب اليمني.. 54 يوماٍ والشعب اليمني يتلقى صواريخ من طائرات تملكها دول عربية وليست أجنبية.

يعيش الشعب اليمني الذكرى الخامسة والعشرين للوحدة اليمنية التي تحققت في 22 مايو 1990م.. ذكرى الوحدة اليمنية التي أعادت اللحمة السياسية للشعب اليمني الواحد شماله وشرقه جنوبه وغربه.. جاءت ملبية لمطالب الشعب اليمني الواحد حينها كانت بعض القوى غير موافقة على إعادة تحقيق الوحدة اليمنية وكان له موقفا مغاير خوفا من أن يكون لليمن مكان سياسي قوي ومن هذه الدول السعودية التي لا هم لها ولا شغل إلا التحكم في السياسة اليمنية وكسر شوكتها إذا ما أرادت الانطلاق وحينها أطلقت الشائعات حتى حصل الشرخ في الوحدة اليمنية عام 94م.
تقليص المهام
يقول علي محمد القاعدي –أحد طلاب كلية التجارة والاقتصاد- منذ تحقيق الوحدة اليمنية والحكومة تقوم بإنشاء بنية تحتية قوية في مختلف محافظات الجمهورية خصوصا محافظة عدن باعتبارها العاصمة الاقتصادية والواجهة البحرية لليمن.. فتم تحسين أداء ميناء عدن وإنشاء المنطقة الحرة.. حتى التفت عليه دولة الإمارات واستأجرته من الحكومة اليمنية وعملت على تقليص مهامه وتدميره حتى أصبح بهذا الشكل غير المرضي.
وأضاف القاعدي: لقد تم خلال 25 عاماٍ من عمر الوحدة اليمنية إنشاء العديد من الجامعات والمستشفيات وعمل شبكة طرق ومطارات وتحسين الحركة التجارية بين اليمن ودول العالم عبر الموانئ والمطارات والمنافذ اليمنية الحدودية مع دول الجوار خصوصا مع المملكة السعودية التي تربطها باليمن علاقات تجارية كبيرة.
العلاقات الخليجية
تشير التقارير إلى أن الميزان التجاري في العلاقات الاقتصادية اليمنية الخليجية فائض بقيمة 841 مليارا و792 مليون ريال وهو ما يعكس المنافع الاقتصادية التي تحققها دول الخليج في علاقاتها التجارية وتسويق منتجاتها للسوق اليمنية.
وحسب بيانات صادرة عن الإدارة العامة لإحصاءات التجارة بالجهاز المركزي للإحصاء ارتفع حجم التبادل التجاري بين اليمن ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية إلى تريليون و326 مليار ريال محققاٍ زيادة قدرها 571 ملياراٍ و371 مليون ريال يمني خلال العام 2013م مقارنة بالعام 2012م.وتؤكد البيانات أن الميزان التجاري بين الطرفين حقق ارتفاعاٍ بمقدار 563 مليارا و34 مليون ريال مقارنة بالعام 2012م.
وحسب البيانات بلغت قيمة واردات اليمن من دول مجلس التعاون الخليجي في عام 2013م تريليوناٍ و84 مليار ريال شمل سلعاٍ وبضائع متنوعة ومصنوعات أساسية ومعدنية وآلات ومعدات وأدوية ومحروقات وغيرها في ما بلغت قيمة صادرات اليمن إلى دول المجلس خلال نفس الفترة 242 ملياراٍ و178 مليون ريال يمني شملت سلعاٍ زراعية كالفواكه والبن والعسل والجلود والأسماك والأحياء البحرية وغيرها.
وتقول البيانات إن الميزان التجاري بين اليمن ودول مجلس التعاون الخليجي حقق في العام 2013م فائضاٍ ملحوظاٍ لصالح دول مجلس التعاون بقيمة 841 مليارا و792 مليون ريال ارتفاعاٍ من 563 مليارا و34 مليون ريال في العام 2012م.
انخفاض الاستثمار
وتشير تقارير خليجية إلى حصول انخفاض في حجم الاستثمارات السعودية في اليمن خلال الثلاث السنوات الأخيرة وتضاعف هذا الانخفاض منذ بدء العدوان السعودي على اليمن مشيرة إلى توقف أكثر من 100 إلى 150 مشروعا سعوديا في اليمن جراء التدخلات السعودية غير المقبولة في اليمن وقيام قوات تحالف  العدوان بشن عدوان غير مبرر على اليمن.
وتشير التقارير إلى أن مستثمرين سعوديين وخليجيين لهم استثمارات في اليمن بدأوا بعمل إجراءات وقائية للتخفيف من الخسائر التي يتكبدونها منذ بدء العدوان العربي بقيادة السعودية على اليمن.. مطالبين الحكومة السعودية وقادة تحالف العدوان بالتعويضات المناسبة وتوجيه استثماراتهم إلى مكان آخر أكثر أمنا من اليمن لما أوجده العدوان من حالة عدم استقرار في اليمن.. مؤكدين أنه لا نهضة اقتصادية في دول الخليج والعالم العربي إلا بعد إيقاف العدوان على اليمن لما تمتلكه اليمن من موقع جغرافي متميز.
استهداف اليمن
يقول أحد المستثمرين السعوديين: إن الاستثمار السعودي في اليمن يشهد انخفاضا ملحوظا خلال الفترة الأخيرة نظرا لاستهداف اليمن من قبل قوات تحالف العدوان العربي بقيادة السعودية.. مشيرا إلى أن المستثمرين الخليجيين والسعوديين قاموا بسحب وتقليص رؤوس أموالهم واستثماراتهم في اليمن تحسبا من ارتفاع نسبة الخسائر أكثر حتى يتم إيقاف تحالف العدوان العربي السعودي ضرباته في اليمن.
وأكد المستثمر السعودي أن استمرار قوات تحالف العدوان العربي السعودي عدوانها على اليمن سيكبد المستثمرين السعوديين والاقتصادين الخليجي والسعودي خسائر تصل إلى المليارات من الدولارات ليس فقط تكبد الخسائر وإنما خسارة سوق مفتوحة كالسوق اليمنية لأن التجار والمستثمرين بطبيعة الحال يبحثون عن الربح والعائد المالي ولا يمكن لهم أن يجازفوا بأموالهم ويدخلون في مغامرات كما يحدث في اليمن.
العدوان يدمر
ما صنعته الوحدة اليمنية خلال 25 عاما في مجال تجهيز البنية التحتية والبيئة المناسبة للاستثمار جاء عدوان قوات التحالف العربي السعودي ودِمِر كل البنية التحتية من طرق وجسور وموانئ ومدرجات للطيران.. وتحتاج البنية التحتية إلى وقت طويل لإعادتها إلى ما كانت عليه.. وهذا بلا شك سيؤثر سلبا على الاقتصاد الوطني اليمني خصوصا والاقتصاد اليمني-الخليجي بشكل عام خصوصا وأن الاستثمارات الخليجية في اليمن تصل إلى 80% من حجم الاستثمار الأجنبي.

قد يعجبك ايضا