اشتدت الأزمة.. فاقترب الخلاص

يمتد الوجع اليمني من قريتي المسقاة والسودة في إب إلى جبال رازح في شمال الشمال ومن أعالي جبال بني مطر إلى سواحل كريتر والتواهي والمعلا.
لوجع اليمنيين هذه الأيام رائحة واحدة ولون واحد اجتمعوا عليه كما لم يجتمعوا من قبل ربما لأن العدو واحد أو لأن الهدف من هذا العدوان هو إذلال اليمن أرضا وإنسانا.
دموع الأمهات الثكالى في مدينة يريم على أطفالهن الذين أ
حرقهم طيران العدوان ذات ليلة تشبه دموع الأمهات في الضالع وكريتر التي سالت على أجساد شباب وأطفال قتلتهم نيران العدوان الصادرة من نفس الطيران أو من بوارج في البحر.
المنازل والشبابيك والأبواب التي خلعها ودمرها القصف المتوحش على منطقة عطان تكاد تتطابق مع المباني والنوافذ التي نسفها القصف في مدينة إب الخضراء.
ذاته الأنين والألم يتقاسمه أبناء سبأ وحمير ومعين في كل زاوية من هذا الوطن المجروح.. لا تمايز ولا تمييز بين وجع ووجع.. ولا يمكن لأحد أن يراهن على مستويات الأوجاع ومصادرها.
الأطفال الذين دفنهم القصف تحت الأنقاض في صعدة وعمران يلهون اليوم في الجنة بصحبة أطفال حرض والمزرق وحجة وعدن والضالع.
كيف يمكن لهؤلاء المجرمين أن يفهوا وحدة الحزن والفرح وهم يفتقدون لأبسط مبادئ الإنسانية ولا يجمعهم وطن ولا عقيدة ولا حب بل جمعهم الحقد والكره والطمع وحب الهيمنة وإذلال الآخر.
نعم .. سقط منا الكثير شهداء بنيرانهم ليرتقوا إلى خالقهم حاملين لواء الشرف والوطنية والكرامة وربما سيسقط في الفترة القادمة الكثير أيضا, ولكننا لن نركع ولن ينكسر لواؤنا ولن يذل كبرياؤنا لأنه يسري في الدماء وليس مجرد بيرق أو خطاب أو طيران وعتاد.
الأمهات ستلد مجددنا, والأرض ستنبت والسماء ستجود والرجال سيستمرون في التضحية إيمانا منهم بأن هذه الأرض وهذا الإنسان لم يكن ولن يكون إلا باستمرار التضحية وصد العدوان أيا كان مصدره.
في اليمن فقط يصبح الإنسان رخيصا في سبيل أرضه وعرضه وكرامته وعزته راجعوا التاريخ وسيثبت لكم أن هذه الأرض لم تهن على أبنائها يوما ما ولن تهون فيها ملايين الشرفاء.
اقصفوا ما شئتم .. ودمروا المباني والطرقات والمؤسسات والمزارع والمصانع وازرعوا الجوع في المدن والقرى, لكنكم لن تستطيعوا تدمير العزيمة في صدور الناس ولن تسحبوا الأمل من عيونهم ولن تقتلوا الإيمان بأرضهم وإنسانها في قلوبهم لذا سيذهب جمعكم أشتاتا وحشدكم جماعات وجهدكم هباء.
استأجروا مرتزقة من السنغال أو من الهند والسند وباكستان ونيجيريا ومصر أو حتى من كوكب آخر فسيظلون مجرد مرتزقة يصنعون الدمار ثم يرحلون ليبحثوا عن غبي آخر يدفع لهم مقابل القتل هذا إذا نجوا من أيدي قوم تقاتل الجبال والوديان والشجر والحجر معهم.
هذه الجبال السوداء الشامخة تعرفنا جيدا ونعرفها جيدا تقاسمنا معها الحب والبرد والشقاء والسعادة لذا لن تتركنا نقاتل بمفردنا هي تعرف تماما كيف تقوم بدورها.
ستكون تحت أقدامنا جنات ممهدة وسبلا مرصوفة وتحت أقدام الغزاة سعيرا مشتعلا وأهوالا متواصلة وكمائن متتالية هذه الوديان ستحتضن أقدامنا وتبتلع أقدام الغريب.
رائحة التراب الذي ندافع عنه عطرا وزعفرانا في أنوفنا وسما يخنقكم ويفتك بصدور مرتزقيكم.
حاصروا هذا الشعب من كل مكان وادفعوا الرشوات لقادات العالم ومنظماتهم وجندوا إعلامكم وبثوا أكاذيبكم في أركان الأرض ستصمدون قليلا لكن سرعان ما تتهاوى عروش كبريائكم لأنها مبنية من زيف وكذب ومال مدنس وسيعود العالم إلى رشده ليعترف لشعب اليمن بعظمته وكرامته وعزة نفسه.
أيها المتخمون بأموال شعوبكم بالغوا في الحقد والكره والجريمة فهذا إيذان بدنو رحيلكم وكلما أصبحتم أكثر بشاعة أصبح موعد الخلاص أقرب, لذا لا تدخروا جهدا في ممارسة قبحكم على هذا الشعب الصابر الأصيل فمع كل جريمة ترتكبونها في حقه يستبشر بدنو موعد اجتثاثكم وتخليص البشرية من هذه النبتة الشيطانية التي مدت فروعها إلى مشرق الأرض ومغربها وأصبحت تمثل تهديدا للبشرية جمعاء.
لقد أصبحت مهمة اقتلاع الشر قدرنا, ونحن نؤمن بقدرنا وسنقوم به كما يجب ولا نرجو من أحد منا ولا شكورا, وها نحن نتجاوز المرحلة الأولى من ملحمة الانتصار العظيم ونشرع في الثانية لنعلن للعالم الخلاص من شركم قريبا فنفذوا رغباتكم الوحشية سريعا لأن الوقت ينفد.

قد يعجبك ايضا