اوباما يسعى لارضاء حلفائه الخليجيين بتزويدهم بمنظومة دفاعية جوية متطورة

يسعى الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى استرضاء حلفائه الخليجيين من خلال تزويدهم بمظومه دفاعية جوية “درع صاروخية “متطورة تضمن حمايتهم من اي هجوم خارجي حيث يأتي ذلك في وقت يواصل فيه العدوان السعودي الأمريكي الغاشم على اليمن ضرباته الجوية الوحشية التي تستهدف الأبرياء من النساء والأطفال والمدنيين ومقدرات الشعب اليمني على مرأى ومسمع العالم .
ومن المتوقع ان يجدد الريئس اوباما  الأسبوع المقبل مساعيه الهادفة لمساعدة حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الخليج على نشر منظومة دفاعية تغطي المنطقة لحمايتها من الصواريخ الإيرانية كما يسعى لتهدئة مخاوفهم من أي اتفاق نووي مع طهران.
ويقول مسؤولون أمريكيون إن العرض قد تصحبه التزامات أمنية متطورة ومبيعات أسلحة جديدة ومزيد من المناورات العسكرية المشتركة في إطار مساعي أوباما لطمأنة دول الخليج العربية بأن واشنطن لم تتخل عنها.
ومن المقراران يعقد أوباما الأسبوع المقبل قمة مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي الست في البيت الابيض في  منتجع كامب ديفيد الرئاسي لمناقشة مستجدات العدوان السعودي الأمريكي الغاشم المتواصل على اليمن وطمنتهم من نتائج الاتفاق النووي الايراني وآخر مستجدات الملفين السوري والعراقي الذي يعد من صناعة الامريكان وحلفائهم في دول الخليج ..
وبحث مساعدو الرئيس اوباما الخيارات المتاحة في لقاءات تسبق القمة مع الدبلوماسيين العرب. ويؤكد مسؤولون أنه لم تتخذ أي قرارات نهائية بشأن الاقتراحات الأمريكية المحتملة.
ويواجه أوباما تحديا هائلا في محاولة إقناع الحلفاء الخليجيين المتشككين في أولويات سياسته الخارجية بالتوصل لاتفاق نهائي مع إيران حول برنامجها النووي في موعد أقصاه 30 يونيو..وربما يؤدي الإخفاق في تهدئة مخاوفهم إلى مزيد من التوتر في العلاقات بين الجانبين.
وكان أوباما قد أصدر الدعوة لقادة مجلس التعاون الخليجي بعد أن توصلت إيران وست قوى عالمية إلى اتفاق مبدئي في ابريل يتيح تخفيف العقوبات الدولية المفروضة على طهران مقابل تقييد برنامجها النووي.
وتخشى دول الخليج العربية وعلى رأسها السعودية أبرز حلفاء الولايات المتحدة أن تواصل إيران السعي لامتلاك القنبلة النووية وتدفق المال عليها نتيجة رفع العقوبات وتحرير الأرصدة المجمدة
ويسلم مسؤولون أمريكيون مطلعون على ما يدور في المناقشات الداخلية بأن أوباما يتعرض لضغوط لتهدئة مخاوف العرب بتقديم التزامات أقوى أثرا.
واكد مسؤول أمريكي رفيع المستوى “حان الوقت لمعرفة ما المطلوب (الذي يجب) إضفاء الصبغة الرسمية عليه”.
وأصبح في حكم المؤكد أن أوباما لن يصل به الأمر إلى حد إبرام معاهدة أمنية كاملة مع السعودية أو دول أخرى في الخليج لأن ذلك سيتطلب موافقة مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون ويمثل مجازفة بتأجيج التوترات مع إسرائيل الحليف الرئيسي لواشنطن في الشرق الأوسط.
وأصر مسؤول أمريكي ثان على أن القمة “طريق ذو اتجاهين” إذ تعمل واشنطن على دفع القادة الخليجيين للعمل على إيجاد سبل لتحسين التعاون في الدفاع عن أنفسهم.
وقالت المصادر المطلعة على سير المناقشات: إن من المرجح أن يحث أوباما دول الخليج على بذل المزيد لتحقيق التكامل بين جيوشها المتباينة والعمل من أجل إقامة درع مضادة للصواريخ طرحت فكرتها منذ مدة طويلة للتصدي لخطر الصواريخ البالستية الإيرانية.
وقال أحد المصادر: إن هذه الفكرة قد تتبلور في صورة مجموعة عمل مشتركة جديدة على مستوى عال تحت قيادة وزارة الدفاع الأمريكية.
وسبق أن اشترت دول خليجية بمليارات الدولارت نظما دفاعية صاروخية أمريكية مثل نظام صواريخ باتريوت التي تصنعها شركة ريثيون وكذلك نظام تي.اتش.ايه.ايه.دي من تصنيع شركة لوكهيد مارتن.
غير أنه من المتوقع الآن أن تسعى إدارة أوباما لدى دول الخليج لتنفيذ المبادرة التي طرحها وزير الدفاع السابق تشاك هيغل في أواخر 2013م.
ويسمح هذا البرنامج لمجلس التعاون الخليجي بشراء عتاد كتكتل واحد والبدء في ربط شبكات الرادار وأجهزة الاستشعار وشبكات الإنذار المبكر بمساعدة أمريكية غير أن مشاعر ارتياب بين بعض الدول الخليجية عرقلت هذا البرنامج.
وتشعر إدارة أوباما بالقلق بشأن تطورات الوضع الانساني الخطير  في اليمن  جراء تواصل العدوان السعودي الغاشم الذي فشل . 
ولم يتضح على وجه التحديد ما ستعرضه واشنطن على الدول الخليجية – التي تمتلك بعضا من أحدث الأسلحة الأمريكية – من أجل إقناعها بالدرع الصاروخية.
وسيتعين طرح خلافات مازالت قائمة بين بعض الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي قبل إمكانية إقامة نظام صاروخي مشترك.
ويعتقد خبراء الآن أن الوقت قد حان لزيادة التعاون بسبب تدهور الوضع الأمني في المنطقة كلها.
وقال ريكي إليسون مؤسس تحالف مناصرة الدفاع الصاروخي وهو منظمة لا تهدف للربح: “الدفاع الصاروخي حاسم بكل تأكيد لمجلس التعاون الخليجي الآن”.
وأضاف: إن كفاءة الدفاع الصاروخي تزداد في حالة ربط الوحدات المختلفة ليكون أداؤها بمثابة أداء فريق واحد.
ولأن دول الخليج تخشى أن يغلف أوباما أي تعهدات أمنية جديدة بالغموض فقد أوضحت أنها تريد ترجمة ذلك إلى خطوات ملموسة.
وقالت المصادر المطلعة: إن من المرجح ابرام عدة صفقات أسلحة بما في ذلك إعادة تزويد دول الخليج بالقنابل والصواريخ لتعويض ما استنفد منها في العدوان الهمجي الفاشل على اليمن والضربات الموجهة لتنظيم داعش في الحملة التي تقودها الولايات المتحدة في سوريا والعراق.

قد يعجبك ايضا