الخلابس والطلامس

الحطب والمجاري
انا أقترح حين تتشكل الحكومة اليمنية المقبلة أن تستبعد وزارتان غير هامتين وغير موجودتين في أرض الواقع هما وزارة الكهرباء ووزارة النفط والغاز والمؤسسة العامة للمياهº فشهادتي انه خلال سنوات عمري لم أر كهرباء (ثابتة بل متراخية) ولم أر الماء (دائمٍا بل متقطعٍا) ولم أر غازٍا (متوفرٍا بل نادرٍا) أي أنني لم أر مصالح المسلمين إلا (معطلة) بعضها تراها في المنام أو قل في أوقات خاضعة للمزاج ولكن مثل الخيال واتذكر أنني عشت مع الكهرباء والماء في شبابي كالفرق بين “الرؤيا” و “الرؤية” بعني “فانتازيا” ما بين حلم تارة وحقيقة تارة أخرىº فلو فكرت الحكومة في تشكيل وزارات انصح أن تستبعد هاتان الحقيبتان لأنهما من مخلفات الشاطر (حسن) و (آل الأحمر) البائد لأن الحكومة ستوفر بذلك الفعل ملايين الدولارات لخزينة الدولة وتقوم بتوزيعها كصدقات على الثمانية المذكورين المحتاجين في الآية إنما الصدقات للفقراء… والمبلغ المتبقي تنفذ به مشاريع هامة وتستكمل به إنشاءات في البنية التحتية ملاجئ وتحصينات وتأريض للشبكات عامة (كهرباء مياه اتصالات غاز…) وإذا كان ولا بد لهذه القطاعات: الكهرباء والبترول والغاز والمياه (وهي مصالح معطلة كما أسلفنا) أن تكون ضمن التشكيلة الحكومية القادمةº فأقترح أن تؤول وزارة الكهرباء إلى القطاع الخاص لأن القطاع الخاص أفضل كإدارة وتسويق ومؤسسة المياه تؤول إلى القطاع الخاص الذي سيتولى إدارة توزيع المياه بلا انقطاع وبلا مجاملات وعلى أحسن ما يكون ونترك العيش لخبازه وتجارب بلدان عربية لا تخفى عليكم في الماء والغاز والمشتقات البترولية والبنيات التحتية المشيدة تعتبر رائدة ولنا فيها اسوة حسنة ولو أخذنا بتجارب الآخرين لن نزيد في الطول أو ننقص في العرض.
الكهرباء الصينية
أكمل: لو اننا اعترفنا بأسبقية تجارب بلدان عربية مقارنة باليمن (السعيد) لقلنا أن الاعتراف فضيلة وسيد الأدلة ودليل قوة شخصية وليس عيبٍا الشيء الثاني لو استمر اللوبي وهو من مخلفات (لي لي لي مثل المزمار) الذي تعود على السقوط في مستنقع الفساد والعمالة وألحت “أسماك القرش” و “حيتان البحر” إلحاحٍا على أن تبقى وزارات الكهرباء والنفط والغاز والمياه في هكذا “تواطؤ” مع بؤر الفسادº فشرطنا الوحيد مع بقاء هذه القطاعات الخدمية أن تغير أسماءها (احترازٍا) ولابد من أن نأخذ منها تعهدات خطية ملزمة بأن لا تنقطع المياه ولا تنقطع الكهرباء ولا ينقطع الغاز ولا ينقطع النفط في بلاد النفطº فأما التسمية الجديدة التي ينبغي أن تعلق على واجهة مبنى وزارة الكهرباء في خط المطار فأقترح لها اسم “وزارة الكهرباء الصينية” وأما مؤسسة المياهº فيكفي أن تكون بمسمى “مؤسسة المياه المعدنية والمجاري” أما وزارة النفط والغاز فتكون باسم “وزارة الحطب والقشاوش” ورحم الله امرئ عرف قدر نفسهº فإذا تعهدت قطاعات الكهرباء والمياه والغاز والنفط أن تصل بخدماتها إلى المواطنين بالرزق السهل كبقية الدول وبقية خلق الله في العالم 24ساعة على 24 ساعة (لا) مجرد “فضلة” و”تفضل” بل تكون خدماتها “عمدة”º فحينئذ نقول لكم لكل حادث حديث أما هكذا فنقول للحكومة “فاقد الشيء لا يعطيه” يكفينا (وزارة الكهرباء الصينية) و (يكفينا مؤسسة المياه المعدنية) ويكفينا (وزارة الحطب والقشاوش) ويكفينا سداد فواتير ونقول: رحم الله الإمام يحيى والإمام أحمد رحمة واسعة واسكنهما فسيح جناته (آمين) عاشا مظلومين وماتا مظلومين.
رجب المبارك
كان اليمنيون قبل الإسلام في ظلام دامس حتى جاء الإسلام وبفضله انتقلنا من الوحشة الظلامية إلى النور والضياء خاصة عندما كانت الشعوب والقبائل العربية تحترب بينها البين وتأكل بعضها بعضٍا وتبيد نفسها بنفسها وتعيش في ثأرات وتصفيات لعقود من السنين دونما سبب يذكر وفي عاداتهم الاجتماعية الجاهلية كان الأب إذا بشر بإنثى اكفهر وجهه كأنه كظيم فيقوم بدفنها ويهل عليها التراب حتى الموت لكن الإسلام العظيم السلام التعايش المحبة الخير القوة الرفعة والأنفة والتواضع جاء نعمةº فأخرجنا من الظلمات السحيقة ليشرق لليمنيين وجه حضاري وشأن عظيم في استقبال هذا الدين القويمº فأهل اليمن على موعد جليلº عندما دخلوا في الإسلام بدون قيد أو شرط وأصبح يومذاك على اليمنيين خاصة ذكرى دينية إسلامية عطرة وهي ذكرى دخول أهل اليمن في الإسلام التي تصادف الجمعة الأولى من شهر رجب الهجري الأغر وهي ذكرى المناصرة لله وللرسول الكريم وفي هذا اليوم الخالد اعتاد أهل اليمن أن يحتفلوا به عيدٍا سنويٍا وفيه يستوجب الحمد والشكر لله تعالى أن تفضل علينا بهذا الدين القويم وأن هدانا للإسلام بدون نفاق ولا مصاعب ولا مشقة بل قال فينا رسول العالمين محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم: “لقد جاءكم أهل اليمن هم أرق قلوبٍا وألين افئدة الإيمان يمان والحكمة يمانية والفقه يمان”º فحين وصلت إلى النبي رسالة البشرى من رسوله إلى اليمن الإمام علي كرم الله وجهه في الجنة بأن اليمنيين قد جاءوني بمحبة وصدق وإيمان ووفاء فدخلوا في دين الله أفواجٍاº فرح النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم فرحٍا شديدٍا وحمده وخر ساجدٍا ثناء وشكرٍا على هذه النعمة.
الفضيلة التاريخية
أكمل الجواب: إذن لا غرابة أن نبي الأمة قال فينا نحن اليمنيون أحاديث لم يقل لأحد بعدنا ولا قبلنا مثلما قال فينا وعنا ولهذه المكانة النبوية اللائقة بأهل “اليمن” المخصوص لهم “الركن اليماني” لا شك أننا نحسد على هذه المكانة بين الأمم والشعوب العربية والأفريقية والإسلاميةº لهذا – في هذه الذكرى السنوية التاريخية التي تصادف أول جمعة من شهر رجب من كل عام – يستحب إعلان العيد وإشهار الفرح ولبس الجديد وتوزيع “العسب” والهدايا للأطفال ليشعروا بالسعادة كما يستحب زيارة الأرحام والأهل والأصدقاء وتلاوة القرآن الكريم في المساجد والدعاء إلى الله لأهل اليمن ولسائر بلاد المسلمين بأن يحفظ الجميع من كل سوء ومكروه وخديعة وأن ندعو لشهدائنا بالمغفرة والرحمة والرضوان وأن يسكنهم فسيح جناته ولأهليهم الصبر والسلوان والله كذلك نسأله أن يشفي مرضانا وجرحانا وأن يعافي مبتلانا ويشفي صدورنا بإنزال العقاب الشديد لمن أراد باليمن بعدوان ونخص في ذلك “قرن الشيطان” وهم “آل سعود” المعتدون المخذولون وأعوانهم المنافقون الذين بغوا على أهل اليمن من قال فيهم النبي الخاتم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى صلى الله عليه وعلى آله وسلم “إني لأجد نفس الرحمن من هاهنا ويشير إلى اليمن”º فآل سعود والأمريكيون قد تجبروا وتكبروا وعاثوا في أرض أهل الإيمان وأهل الفقه وأهل الحكمة بالصواريخ والطيران ومن ساندهم من حكام البغي والذمم الغليظة نسأله تعالى أن يرينا فيهم يومٍا أسودٍا تقر به أعين الآباء والأمهات وممن بقي منهم وخاصة اللائي فقدن فلذات أكبادهن إنه سميع مجيب الدعاء “آمين”.
صحيفة “الجمهورية”
لا أدري لم أنظر إلى صحيفة “الجمهورية” التي تصدر من تعز بنظرة اعتزاز وهيبة ووقار هل لأن الصحيفة احترمت نفسها ولا تزال تحافظ على قوتها ومهنيتها المعنوية أمام قرائها بمعنى لم ترخص ولم تضعف أم لأنها تحملت الأوضاع الصعبة وصبرت ووفت مع أصحابها وقرائها وكتابها وتبادل الجميع تحمل المصاعب والمشاق أم لأن جبال تعز الشامخة علمت أهلها الحنو والوفاء لأهل الوفاء وأن لا ينحنوا أمام العواصف والترهات وصمدت بشموخ وكبرياء وعظمة كل هذه الأسئلة ستجيب عنها “الجمهورية” وأهل مكة أدرى بشعابها لكن في النهاية حين اشتري “الجمهورية” من كشك باب اليمن أو التحرير أشعر انني ما زلت أعيش صحافة زمان صحيفة “الجمهورية” المصرية أو الأخبار أو الأهرام يعني مع تقدير المسافة الزمنية والفرق بين صحيفة عمرها قرن واحد وعقدان من الزمن وبين صحيفة عمرها خمسة عقودº فـ “العلة” عندي هو الوفاء الذي يكشف الوجد والوله بهاº فهذا النبل الذي سارت عليه “الجمهورية” هو الجوابº فالقول والسر في تأملي هو لم نظرتي إليها نظرة محترمة وتستحق التقدير العميق مني ومن جمهورها في صنعاء وفي غيرها من المحافظات الجواب: لأنها لم تفتح صفحاتها لمن هب ودب هناك فلترة وتصفية مهنية ولأن للصحيفة جمهورٍا قارئٍا محترمٍا مثقفٍاº فالأولى أن يلتقي القارئ كل صباح مع أقلام ووجوه مشرقة فالقارئ ينتظرها في قاهرة تعز مرورٍا بصاحب الباص والحافلة والسيكل والدراجة النارية وصاحب العربة والقاري والمهندس والمعلم والطالب والمثقف والعجوز والعالم والأم والمربية وربة البيت حتى تصل الجريدة إلى يد صاحب البقالة وبائع الخضروات والقشام والأكاديمي والباحث والغني والفقير والجزار والحلاق والحمال…º فالصحيفة لم تتنكر لأهلها وأنها ما تزال متمسكة بأسماء كتابها وبالأقلام المهيبة وبالحرية وبالصدق وبالكلمة الملتزمة وأني كلما رأيت على سبيل المثال لا الحصر مقالٍا للزميل الأستاذ عباس غالب كواحد من هؤلاء شعرت بالراحة والسكينة والطمأنينة خاصة أولئك الكتاب الملتزمين بقواعد الخطاب التي تعانق بأناملها القلوب والأرواح.
العسيري والإصلاح
كمتابع تصفحت وقرأت بعض المواقع والمقالات وطالعت المناشير في الفيسبوك معظمها لأسماء إصلاحية في صفحات التواصلº فوجدت أخبارٍا مفبركة عن أحداث تعز وعدن ومارب وكلها تصف انتصارات وهمية المغزى منها تضليل الرأي العام وكذب في كذب وحرام أن يكذبوا في شمس بيضاء يعني أن الإصلاح عبر صفحاته وإعلامه المضلل مازال يكذب ويكذب (عيني عينك) وتابعت تصريحات العسيري وإذا هو أيضٍا يكذب وقرأت مقالات افتتاحية لصحف رسمية سعودية أولها “الرياض” فوجدت أقوالٍا منها ما جاء على لسان “الكذاب” الرسمي باسم “عاصفة العدوان” بأن الدول المشاركة في العدوان وهي آل سعود والأمريكان ومن ساعدهم قد أعلنوا وقف عدوانهم بالطائرات والصواريخ على اليمن بعد أن انتهوا من تنفيذ بنك “الأهداف” المدنية والبشرية بأكثر من 2000 طلعة جوية بينما الواقع عكس الكلام النظري ليصبح شعار “الببغاء” جدٍا اكذب ثم اكذب ثم أكذب حتى تكتب عند الله كذابٍا وطالعت أيضٍا أقوال صحف أخرى تقول أن “عاصفة الحزم” تعتبر من بشائر الخير التي انتزعها اليمنيون بجدارة من المليك المفدى آل سعود وهنيئٍا لكم يا يمن هذه العاصفة التي ملأت الدنيا عدلاٍ بعد أن ملأتها جورٍا ثم إنني جئت إلى صحفُ “مؤمنة”! أخرى فوجدت صحيفة “المدينة” ثم “عكاظ” تسهبان في موال العاصفة وآه يا ليل.
الخلابس والطلامس
أختم قولي: بعد ذلك قمت بجولة في مواقع لصحف اليكترونية موالية فما صادفت مقالاٍ منصفٍا أو محايدٍا وإنما وجدت موضوعات إنشائية حتى كلام المعلقين لا تجد فيهم من قال كلمة حق وكأن “مقص الرقيب” كان لهم بالمرصاد ثم استغربت كيف لطائرات وصواريخ وعربات مخصصة لقتل الأطفال أصبحت في نظر دول عاصفة العدوان ينقلون فوقها وعبرها إلينا عقود الورود والياسمين وكل خير سعودي لليمن ولأجل اليمن لا أخفيكم بدأ الإحساس بالغثيان و”الطرش” يقترب رويدٍا رويدٍا من “حلقي” فتوقفت لأستعيد نشاطي وخرجت “للحوي اشم هواء شوية” وعدت قبل الإطفاء واستقويت بالله وما وجدت غير “الخلابس” الكذب و”الطلامس” كسواد الليل وهي ظلمات بعضها فوق بعض ولا أزيدº فالوعاء بما فيه ينضح وأقول: لا أدري لم الكذب الفاحش انا اعرف أن في الإعلام نظرية صهيونية لـ “سيجموند فرويد” قرأت عنها زمان كل الإعلام الصهيوني والأمريكي قد نشأ وترعرع وشرب من لبنها المصفى خاصة في صناعة وتسويق الأخبار تقول النظرية اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس وزيادة في توضيح بعض المفرداتº فالطلامس هي الليل الحالك والطلاسم تعني الشعوذة والسحر والهذيان وهذا هو الفرق بين “الطلامس والطلاسم” أما الخلابس بضم الخاء وكسر الباء وضم السين فبمعنى الكذب وليس بمعنى الكلام الناعم الرقيقº اختم هذا التنويه وأهديه للحزب وللفريق الذي يؤمن بنظرية “اكذب”.
العرشي “الشخصية”
لم أجد شخصية بحجم الوطن كهذه الشخصية التي لا يعرفها إلا “جاهل” ولا ينكر فضلها إلا “جاحد” أو “متكبر” هذا هو واحد من أهم وأبرز المثقفين والسياسيين الأستاذ الوزير يحيى حسين العرشيº فهو من الذين عملوا وسهروا وأنجزوا بإتقان أعظم فعل وطني في تاريخ اليمن المعاصر وهو تحقيق الوحدة اليمنيةº فيوم أن كان وزيرٍا للدولة لشؤون الوحدة في اليمن الشمالي كان هو الوزير النظيف النزيه المعتدل الوفي المخلص العامل الصريح الصادق البسيط غير المعقد الفاعل الباذل والبادئ بنفسه في العمل الخلوق العاطفي بصدق المهيب في أوساط المجتمع بكل فئاته ومكوناته المشهود له بأفعاله وأقواله وأينما التفت بعينيك ستجد له بصمات في كل مناحي الوطن: في سفاراتنا في الخارج في الوزارات: الإعلام والثقافة والخدمة المدنية في إنشاء المطابع في متابعة منجز سائلة صنعاء القديمة في منح الصحفي مكانة لائقة في علاج المعسرين في زيادة دعم الصحف المستقلة في تأهيل وتدريب المحتاجين في الداخل وفي الخارج في الأخذ بأيدي الناس المنسيين في متابعة شخصية للفقراء والمساكين في ملاحقة العاطلين وتوظيفهم في إصلاح ذات البين في زرع الحياة لصنعاء القديمة في مدافعته عن كل ما يمس الهوية الثقافية والروحية لصنعاء العتيقة.
القبلية والمناطقية
العرشي ممن نذروا أنفسهم في الدفاع عن حرية الصحفي في تمكينه لكل الأقلام للمشاركة في الكتابة والنقد في الأخذ بأيدي الشباب إلى المجد والعلياء في العمل ليل ونهار “بصمت” لبناء اليمن الحديث بعيدٍا عن القبلية والمناطقية في القول الفصل عبر مئات المقابلات التي أجريت معه لوسائل إعلام ولقنوات فضائية محلية وعربية وفيها لم تتغير مواقفه الوطنية قيد أنملة يبغض التأخر ويكره التخلف ويحارب الجهل ويحب التطوير الذاتي في حياتنا كلها لم نر مسلحٍا يرافقه سيارته المرسيدس القديمة لم تتغير ولم تتبدل يضمر كراهيته واشمئزازه من لصوص المال العام (وزراء وغفراء وسفرجية الخ) في تلبية الدعوات (أعراس مآتم احتفالات تكريم إنشاء مؤسسات أهلية توقيع كتاب) وكل فعاليات المجتمع المدني للناس البسطاءº فهذه الأمكنة بالنسبة ليحيى العرشي هي بيئته وثقافته وموطنه وعالمه الحقيقي حتى لو كانت في وسط سكان الصفيحº فبصماته تجدها في كل ناحية من نواحي البلد التنموية لا يستطيع من هو مثلي – بكل صراحة – أن يقوم بحصرها في مقالة واحدة بل يحتاج إلى مؤلف بحثي علمي ضخم يتناول تاريخه الوظيفي بصدق وبدون مجاملةº فمن يكون هذا لعلكم تعرفونه بعد الآن.
الدليل الوطني
العرشي كان ولا يزال صمام أمان للبلد ودليل وطني لمن يريد أن يعرف اليمن وأعتقد أن من لا يعرف أمثال الأستاذ يحيى العرشي وزميله وزير الدولة لشؤون الوحدة في الجنوب الأستاذ راشد محمد ثابت يعتبر – في حق السياسي والمثقف والمتابع المواطن والطالب والطالبة والمعلم والتربوي والمرشد السياحي والكاتب والإعلامي والصحفي والباحث والدبلوماسي – مشكلٍا ومحبطٍا وأحيانٍا يكون معيبٍا جدٍاº فإذا كنت إعلاميٍا ولا تعرف أمثال هؤلاء فتلك طامة سياسية ثقافية إعلامية مهنية كبرى ومن لم يعاصره أو من لا يعرفه على الأقل عليه أن يقرأ له أو يقرأ عنه أو أن يسأل عنه ولا عيب ولا مشكلة في ذلك وأتذكر حين دعيت إلى إلقاء محاضرة في كلية الإعلام قبل 2011م حضرها عدد من الطلاب والطالبات الذين كانوا في مستويات دراسية فصلية وبحثية مختلفة ومن جملة ما طرحته في سياق المحاضرة موضوع ثقافي معلوماتي كان عمن هي الشخصية الإعلامية التي تركت أكبر حمولة ثقافية وطنية في تاريخ وزارة الإعلام طيلة ثمان سنوات ومن هي الشخصية ذات الكفاءة التي استطاعت قيادة سفينة الإعلام باتجاه المنافسة المهنية وباتجاه التأهيل والتدريب والابتعاث.
المحطات والعناوين
كانت ابرز عناوين ومحطات مرحلة تولي وزارة الإعلام والثقافة خلال سنوات الوزير العرشي هي الحرية المسؤولة والمساواة والنزاهة والصدق والشفافية وبناء الشخصية الإعلامية والصحافية في كل مرافق الوزارة من الإعلام المقروء والمرئي والمسموع وترسيخ وتثبيت قوة شخصيتها المعنوية ومن شواهدي على ذلك أنه تم إيقاف الوزير عن العمل لسنوات عديدة بسبب تصريحه في أحد المطارات الخليجية منتقدا الوضع البئيس والتعيس للحال الداخلي لليمن وأتذكر أن ابرز ما تناولته في محاضرتي تلك بالتحليل كانت في شخصية العرشي ولا أخفيكم أن المفاجأة الكبيرة التي اصطدمت بها وعلا فيها صوتي بسببها هو جهل طلبة وطالبات الإعلام المتوقع تخرجهم من الكلية يومذاك عمن يكون هذا الوزيرº فكان الكثير بل الغالبية لا يعرفون من هو وهذه كانت من سياسة آل الأحمر أنهم لا يعطون المرء حقه من الحياة بكرامة بل يريدونه دمية وروبوت آلي يتحكمون في مشيئته حسدٍا وخوفٍا من انكشاف مآربهم الخبيثة وعوراتهم في إدارة البلاد وأكمل بالقول: ما من بلد عمل فيه العرشي سفيرٍا لليمن إلا وأتت إلينا أخبار سارة عنه كحصوله على شهادات من الدرجة الأولى كأفضل سفير لما يحمله إلى هذا البلد أو ذلك البلد من الأدب والأخلاق والسماحة والتمثيل الحق والراقي وقوة الشخصية حيث كان ممن تجرى له مراسم استقبال ووداع لا نظير لها.
المبادرات الشعبية
أريد أن أتوجه اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى المجالس المحلية في أمانة العاصمة بأسئلتي هذه: اين أصواتكم وأين تنويعاتكم الإبداعية وأين مبادراتكم الشعبية من هذه الأوضاع التي يحتاج الناس فيها إليكم على سبيل المثال: أين النظافة في ظل انعدام الغاز والبترول ومشتقاته هل انعدمت البدائل والحلول أين قريحتكم الانتخابيةº فإذا لم تظهر “فصاحتكم” مثلما رأيناها في خطاباتكم الأعجمية وفي مقايلكم وفي مطبوعاتكم وفي دعاياتكم ومشاريعكم الانتخابية ففي أي مرحلة “عمرية” من أعماركم وأعمالكم ستظهر فترة تحويل شعاراتكم إلى تطبيق وممارسة أما إذا كانت الأوضاع مستقرة جدٍا وكل شيء متوفر فأين أنتم من الحاجة أم الاختراع وما مستقبل “صحة” الناس في ظل “رقودكم” و”شخيركم” المؤذي للعاصمة.
الخذلان والخاتمة
استغرب كيف يكون حال الشامتين المدعممين الشاربين عسل اللؤم والخبث استغرب من بعض الأحزاب المشؤومة من لقاء الله يوم القيامة حين يسألون لم رضيتم على بناتكم وأبنائكم وامهاتكم واخوانكم وآبائكم واخواتكم وجيرانكم يقصفون بصواريخ العدوان السعودي الأمريكي البغيض وتدمر منازلهم ومساكنهم وتتقطع بهم الأسباب ولسان حالكم على ذلك سكوت صم بكم عمي إذن أنتم من أيدتم وأنتم من خرجتم بصور آل سعود وأنتم من رفعتم رايات التمسك بالعدوان وأنتم مسئولون عن شهدائكم أمام الله أنتم ببقائكم بدون إعلان رفضكم للعدوان أنتم بدون إعلانكم الهلاك للمعتدين أنتم بمجاهرتكم بالصمت جريمة أنتم خونة وعملاء أبعد كل هذا ستجيبون أنكم لستم مسؤولون أمام الله من عاصفة العدوان الجماعية: يا للخزي يا للعار يا للشنار ويا للحقد الأسود ويا للخذلان يا لسوء الخاتمة.

قد يعجبك ايضا