أمريكا وإسرائيل تتصدران العدوان وأطفال اليمن يقتلون بالصواريخ وبالقنابل والقذائف الأمريكية

• النظام السعودي بعدوانه ينتهك سيادة البلد وكرامة الشعب ويتدخل في شؤون اليمن بدون حق أو صفة
• من حق شعبنا أن يتصدى للعدوان بكل الوسائل وبكل الخيارات المتاحة وحسب ظروف المعركة وما يناسبها
• العروبة الحقيقية التي منبعها الإسلام والقيم والأخلاق لن تكون تحت قيادة أمريكا ووصاية إسرائيل وعلى المعتدين أن يعودوا هم إلى الحضن العربي

عبر السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي عن تقديره لصمود الشعب اليمني تجاه العدوان السعودي الأمريكي الذي استهدف الأحياء السكنية وكل مقدرات ومقومات الحياة الاقتصادية. وخلف قبل ذلك كله الآلاف من الشهداء والجرحى. مؤكدا أن هذا العدوان لم يوهن الشعب اليمني وإنما زاده عزة وإباء وصمودا وثباتا وأنه لن يتراجع قيد أنملة ولن يخضع أو يستسلم.
وأشاد السيد عبدالملك في كلمة متلفزة بثت مساء أمس على فضائية المسيرة بمواقف الشرف التي سجلها الشعب اليمني طوال يوميات العدوان بما في ذلك الأطفال الذين كانوا من الأهداف الأولى لهذا العدوان فقد كانوا بعزمهم وثباتهم أشجع من أولئك المعتدين الذين استأجروا الجيوش والمرتزقة من شتى بقاع العالم.
مضيفاٍ: شعبنا العظيم هو يمن  الإيمان بالفعل وما كان لشعب من الشعوب أن يصمد هذا الصمود لولا هذا الإيمان بالله وبعدالة قضيته.
كما أشاد السيد في خطابه بالمواقف الإنسانية والأخلاقية التي ساندت الشعب من كل الشرفاء والأحرار في العالم وفي المقدمة “حزب الله”. وحيا المواقف المساندة التي جرى التعبير عنها من قبل الدول والمنظمات والأشخاص والتيارات في مختلف دول العالم.
السيد الحوثي أشار إلى الوحشية التي اتسم بها العدوان على مدى أربعة وعشرين يوماٍ لم يراع فيها أي حرمة من الحرمات بل استهدف النساء والرجال والأطفال وكبار السن كما استهدف المستشفيات والمطارات والموانئ والبنية التحتية.
منطق سخيف
وتفنيداٍ لمزاعم العدوان وما تقوله قوات التحالف بأن هذا العدوان يأتي من أجل مصلحة اليمن تساءل السيد: بأي منطق يستهدف الشعب في حياته ومعيشته وفي مختلف المحافظات.. هل هذا من أجل الشعب.. هذا سخف وهذه التبريرات التي يسوقونها لشرعنة العدوان الغاشم الظلوم كلها واهية والحقائق تكشف زيف ادعاءاتهم.
واستطرد: الحقيقة تتمثل في الدور الأمريكي في هذا العدوان فهو دور بارز.. أمريكا اذنت ووجهت ورعت هذا العدوان وأشرفت عليه بكل تفاصيله كاشفاٍ عن تواجد الأمريكيين في كل غرف العمليات التي تدير العدوان.
وأوضح السيد أن أطفال اليمن اليوم يقتلون بالصواريخ وبالقنابل والقذائف الأمريكية بل أن الأمريكان كشفوا أنهم من يحدد الأهداف التي تقصف في اليمن فكل بيت ومسجد ومدرسة هم من حددها للنظام السعودي وأشرفوا عليها بينما السعوديون يقومون بدور الجندي الخادم للأمريكيين.
 إسرائيل هي الأخرى طرف رئيسي في العدوان على اليمن فهي بحسب السيد تؤيد العدوان وتفرح به وتعتبره مصلحة مشتركة لها مع النظام السعودي.
أكذوبة الأمن القومي
وبشأن الزعم بأن هذا العدوان يأتي بهدف حماية الأمن القومي العربي تساءل السيد عبدالملك الحوثي: هل عدوان تتزعمه أمريكا وإسرائيل يمكن أن يكون حامياٍ للأمن القومي العربي.. هل أمريكا وإسرائيل هي الطرف الذي ائتمنه العرب ليحميهم من اليمن¿.. أي عروبة هذه¿.. إنه كلام واه وعار وساقط ولا قيمة له.
كذلك الزعم أن العدوان يأتي لحماية الحرمين الشريفين حجة باطلة بنظر السيد الذي تساءل مرة أخرى: هل أمريكا والصهاينة يتحركون لحماية الحرمين¿.. كيف يمكن تصور هذا الموقف¿. ويرد بنفسه: في هذا الكلام إساءة للمقدسات الإسلامية نفسها فأمريكا لن تكون من يحمي الحرمين بل إن أكبر خطر يهدد الحرمين هي أمريكا وإسرائيل.
واستغرب السيد كيف تقلب الحقائق وتسوق بالقول أن هدف العدوان إعادة اليمن إلى الحضن العربي مع أن أمريكا وإسرائيل ليستا حريصتين على إعادة اليمن إلى الحضن العربي لكنهم يعملون على عودة اليمن إلى حضن العمالة والخيانة فالعروبة الحقيقية التي منبعها الإسلام والقيم والأخلاق لن تكون بأي حال من الأحوال تحت قيادة أمريكا ووصاية إسرائيل.. وعلى المعتدين أن يعودوا هم إلى الحضن العربي.
كما ندد السيد الحوثي بالعدوان الذي يستهدف المئات من النساء والأطفال وكل مقومات البلد في الجيش والمؤسسات الحكومية والقطاع الخاص في عدوان إجرامي يشترك فيه كل من يؤيد العدوان من تيارات وأحزاب وغيرها فكلهم يشتركون في المسؤولية عند الله عن كل الدماء التي سفكت.
التخندق مع إسرائيل
وقال السيد عبدالملك: إن من يقف مع النظام السعودي إنما يؤيد عدوانا على شعب بأكمله.. شعب يحاصر حتى في الدواء والغذاء بل هم في موقف متطابق مع الموقف الأمريكي والإسرائيلي.
وخاطب هذه النوعية من اليمنيين: هل يمكن أن تكون إسرائيل معياراٍ للحق¿
هل تظنون أنكم في موقف الحق¿
بل أنتم في خندق واحد مع أمريكا وإسرائيل فالذين أيدوا العدوان هم فرحوا كما فرحت إسرائيل وباركوا كما باركت. مضيفاٍ: الموقف خطير وهناك مسؤولية كبيرة أخلاقية ودينية فماذا سيقول من يحسبون أنفسهم “متدينين” يوم الفصل يوم القيامة.
وجدد السيد في كلمته بأن الشعب اليمني لا يشكل خطراٍ على أحد فهو شعب الأصالة والحضارة والقيم والأخلاق. وأن النظام السعودي هو الذي يشكل خطراٍ بالفعل وليس بالنوايا فهذا النظام يحمل العداء للشعب اليمني. وهذا الحقد الأعمى في استهداف كل اليمن يعبر عن ضغينة وكراهية واستكبار وتجبر واستعلاء وغطرسة تجاه شعبنا اليمني.
وبخصوص المشكلة السياسية الداخلية لليمن استنكر السيد تدخل النظام السعودي في الشأن اليمني قائلاٍ: نحن كشعب يمني من يقرر طبيعة نظامنا وحكومتنا وكل التفاصيل السياسية فهذا شأن خاص والنظام السعودي بعدوانه ينتهك سيادة البلد وكرامة الشعب ويتدخل في شؤونه بدون حق أو صفة.
السيد عرج في خطابه على الحوار السياسي الذي كان قائماٍ قبل العدوان برعاية من الأمم المتحدة مؤكداٍ أنه أتضح أخيراٍ أن المماطلة والتأخير من قبل بعض الأطراف كان مطلوباٍ لإنضاج عملية العدوان التي كان يجري الإعداد لها على قدم وساق. ولم نكن نتوقع أن هدفهم العدوان وليس التعطيل وكنا نعتقد أنهم يراهنون على انهيار البلد جراء الفراغ وانكشف الغطاء وإذا بهم يريدون العدوان واحتلال البلاد.
 القاعدة والجنوب
واستعرض السيد عبدالملك مكتسبات وانجازات الثورة الشعبية التي حافظت على مؤسسات الدولة التي كانت على وشك الانهيار فيما كانت القاعدة جاهزة لسلب ونهب وتخريب الممتلكات فكانت المواجهة معها حتمية وضرورية.
وأوضح: القاعدة تحركت إلى الجنوب قبل اللجان الشعبية واستولت على مناطق وألوية  عسكرية وتحالفت مع هادي ومليشياته المأجورة والممولة من النظام السعودي. وذكر بجرائم القاعدة الأخيرة في مساجد صنعاء وفي لحج وفي عدن نافياٍ ما يقال عن غزو الجنوب واحتلاله ومخاطباٍ أبناء المحافظات الجنوبية: نحن منكم وانتم منا ونحن جاهزون للتعاون لدحر القاعدة ومواجهة العدوان الخارجي ومستعدون أن تكونوا – أبناء هذه المحافظات – المعنيين بإدارة السلطة المحلية فنحن متواجدون بالقدر الضروري ولهدف محدد وواضح.
ولفت السيد إلى الدور السعودي في دعم القاعدة وتمكينها من السيطرة على حضرموت والألوية العسكرية هناك. وهدفهم في الأخير تركيع وإخضاع الشعب اليمني.
عْقدة آل سعود
السيد أشار أيضاٍ إلى بعْد آخر يتعلق بالعدوان على اليمن متمثلاٍ في عْقدة الفشل لدى آل سعود ونتيجة لها فإنهم يصبون جام غضبهم على اليمن كحال كل المتغطرسين والمتجبرين في العالم.
قائلاٍ: يريدون أن يبقى اليمن ضعيفاٍ فهم لا يريدون يمناٍ قوياٍ حتى وإن كان خاضعاٍ لهم وفي أيام هادي وقبله كان النظام يحرص طوال العقود الماضية ليسترضي آل سعود عسى أن يتعاطوا مع اليمن بشكل إيجابي ومع ذلك كانت كل المساوئ تأتي من جانبهم بل لقد جعلوا من اليمن نفاية لقمامتهم من القاعدة والمجرمين.
وبشأن إيران قال السيد: إن السعوديين لا يجرؤون على مواجهة إيران لكنهم اتخذوا من الخطر الإيراني ذريعة وعنوانا للعدوان على اليمن فيما مشكلتهم مع الثورة الشعبية اليمنية ونزعتها الاستقلالية وموقفها من القضايا الكبرى في الأمة.
كما تناول خطاب السيد موقف مجلس الأمن الأخير وقال إنه غير مفاجئ لأن مجلس الأمن تهيمن عليه القوى الكبرى ذات النزعة الاستعمارية بهدف تقاسم النفوذ والهيمنة في العالم وفلسطين خير شاهد.
الشرعية القرآنية للرد على العدوان
في الجزء الأخير من كلمته أكد السيد عبدالملك الحوثي على حق الشعب اليمني في الرد على العدوان انطلاقاٍ واستناداٍ إلى المواثيق القانونية والإنسانية وقبل ذلك إلى الحق الشرعي القرآني في قوله تعالى “أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير”. وقوله تعالى ” ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل”. وقوله تعالى ” ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغى عليه لينصرنه الله”. وقوله تعالى “والذين إذا اصابهم البغي هم ينتصرون”.
وقال السيد: إن الشعب اليمني العظيم لن يستسلم أبداٍ ولن يخضع أو يركع فهو معتمد على الله بقدر ما يعتمد الآخرون على أمريكا.. رهاننا على الله ومتوكلون عليه ولذلك لن نبالي أبداٍ.
وأضاف: من حق شعبنا أن يتصدى للعدوان بكل الوسائل وبكل الخيارات المتاحة وحسب ظروف المعركة وما يناسبها.
وتوجه في ختام كلمته بتوصيات للشعب اليمني تؤكد على التوكل على الله “وكفى بالله ولياٍ وكفى بالله نصيرا” وبالصبر وبالثبات ” إن الله مع الصابرين” وبتعزيز التكاتف الداخلي وتضافر مختلف الجهود فلا خيار للشعب إلا الثبات والثبات هو الذي يأتي بالثمرة وبالنصر الإلهي.
كما نبه حزب الإصلاح من الرهان على العدوان لأنه بذلك يرتكب خيانة عظمى ويؤيد الظلم والباطل والعدوان داعياٍ قياداته إلى قراءة التاريخ الذي تؤكد دروسه أن كل الأطراف التي تتعاون مع العدو الخارجي تكون في الأخير هي الطرف الخاسر.

https://www.althawranews.net/pdf/2015/04/20/03.pdf

قد يعجبك ايضا