يستنكر اليمنيون بفئاتهم وكياناتهم وأحزابهم العدوان الخليجي الغاشم الذي تتزعمه السعودية ضد مقدرات بلادنا العسكرية والمدنية مشددين على ضرورة التلاحم والتكامل لمواجهة هذا العدوان والعمل على تناسي الخلافات السياسية بين مختلف القوى والأحزاب وإزالة العوائق التي تقف أمام أي حوار والتنازل من أجل مصلحة الوطن كما يؤكد عدد من الأدباء من خلال هذا الاستطلاع أن هذا العدوان هو استهداف للوطن وللإنسان اليمني وللحضارة اليمنية وعلى المثقفين الاضطلاع بواجبهم وتحمل المسؤولية التوعوية والإعلامية الملقاة على عاتقهم والإسهام في رفع الروح المعنوية بين أوساط المجتمع:
استهداف المقدرات
يشير الفنان التشكيلي زياد العنسي إلى أن ما يجري على ساحتنا اليمنية منذ صباح الخميس 26 مارس 2015م من عدوان سعودي خليجي عربي هو عدوان يستهدف كل مقدرات بلدنا ويعتبر استهدافاٍ للإنسان واستهداف لتاريخنا وحضارتنا الضاربة بجذورها في عمق التاريخ وهو استهداف للبنى التحتية وللجنود اليمنيين وللعتاد والأسلحة اليمنية وهذه المقدرات جميعها ليست لحزب أو لجماعة أو فئة إنما هي ملك للشعب اليمني فمعظم الضحايا إلى الآن من الأطفال والنساء والأبرياء.
وأضاف: إن الموضوع أكبر مما قد تتصوره بعض الأحزاب أو الجماعات والسؤال هنا للشعب اليمني: هل يعقل أن يجتمع كل العرب وكبار دول العالم ودول الخليج من أجل مصلحتكم وإنعاش اقتصاد بلدكم¿ يستحيل ذلك إنما اجتمعوا لغرض غزوكم واستهداف حضارتكم ومواردكم ومقدراتكم وإنسانيتكم.
وأكد قائلاٍ: ومن واجبنا كمثقفين أن نقف ضد هذا العدوان السافر من خلال الكثير من الفعاليات والوسائل الثقافية المتنوعة هذا هو أقل شيء يمكننا تقديمه تجاه وطننا وتراب وطننا الذي يدنس بإيدي الغرباء.
والرسالة التي يجب أن نوجهها إلى العالم: نريد أن يبقى وطننا اليمن حراٍ مستقلا لا نريد الوصاية من أحد ونرفض العدوان وانتهاك الأجواء اليمنية نحن بلد حضارة حريصون كل الحرص على حضارتنا وأصالتنا ندعو كل أحرار العالم للتضامن مع أبناء الشعب اليمني لوقف هذا العدوان السافر والعودة إلى الحوار وإجراء الانتخابات الرئاسية في وقت مبكر ونقول لكل العالم: نحن اليمنيون سنحل مشاكلنا وكل خلافاتنا بأنفسنا دعونا نعيش بسلام.
اليمن عصية
فيما يؤكد الأديب ثابت القوطاري أن اليمن عبر تاريخه السياسي ومكونه الاجتماعي وتضاريسه الجغرافية الصعبة تظل عصية على العدوان إيُ كان ويبدو أن المملكة السعودية لا تستفيد من الماضي وتجاربه المرة ومن يقرأ التاريخ سيجد أن اليمن هي (قفل) الجزيرة العربية بل والمنطقة بأكملها قد تسقط البلدان والعواصم وما أن يتعلق الأمر باليمن حتى يجد المحتل (عظمة) في حنجرة تقدمه واحتلاله وقد جربتنا المملكة العربية السعودية في معارك سابقة فمثلاٍ معركة الحائر عام 1178هـ- 1764م وعام 1189هـ- 1775م وعام 1215هـ1800م وعام 1220هـ- 1805م وعام 1223هـ- 1808م ولكن يبدو أن المملكة ترتكب حماقة جديدة قد تؤدي بكيانها ومستقبلها. ودون شك سيتضرر اليمن على المستوى الأمني والاقتصادي وستتدمر بنيته التحية لكنه سيظل شامخاٍ صامداٍ وسينتصر.
وأوضح أنه يجب على المثقف في هذه المعركة أن يحمل طابع الإيجابية وأن يكون مسؤولاٍ حقيقياٍ عما يبادر في طرحه ونقله بما يسهم في رفع الروح المعنوية لدى المجتمع إذ إن الحرب الإعلامية والفكرية والثقافية لا تقل أهمية عن المواجهة المسلحة.
انتهاك السيادة
من جهته يقول الإعلامي ماجد التميمي يؤسفني أن أرى تدخلاٍ عسكرياٍ على هذا النحو المريع والبربري فالسيادة في بلادنا قد أصبحت منتهكة ليس في هذه الظروف بل في أوقات سابقة فالبلاد تعيش منذ عقود في ظل عصابات تعمل بشكل منظم ودقيق حولوا هذا البلد إلى مرتع خصب للمتطرفين بدواع سياسية مبتذلة وكانوا يتسولون من خلال هذه الجماعات.
وبالتالي انتشر الفساد والبطش والتكبر والغرور وقتلوا في هذا الشعب الرغبة في المواطنة والعيش المشترك لقد افرغوا الوطن من مضمونه اهلكوا النسل والزرع إنهم ينتهكون الوطنية ويقتلون المستقبل.
الوقوف صفاٍ واحداٍ
ويقول أمين عام جائزة رئيس الجمهورية للشباب فؤاد الروحاني: من الذي خول ومنح ذاك التحالف الحق في التدخل في شأننا الداخلي نحن نأسف لهذا الصلف ممن نعتبرهم إخوة وجيراناٍ فهم يجهلون عزة وكرامة اليمنيين فقد كان الأحرى بهم أن يواجهوا أعداءهم الحقيقيين ممن يحتلون الأراضي العربية الفلسطينية والجزر الإماراتية في الخليج.
وأضاف: إننا نناشد الشخصيات الاجتماعية والمفكرين ورجال المال والأعمال والمنظمات غير الحكومية والأحزاب أن ننسى كل خلافاتنا وأحزابنا ونقف صفاٍ واحداٍ لمواجهة ذلك العدوان الغاشم والهمجي وغير المبرر فمعادن الرجال لا تظهر إلا في الظروف الصعبة.
وأكد الروحاني أن الوطن كبير وعظيم برجاله وشبابه القادرين على رد الصاع صاعين في الوقت والمكان والطريقة المناسبة وأضاف: يجب أن يعلم الجميع أننا ظْلمنا بهذا العدوان البربري فشعبنا يثق جيدا بشعوب المنطقة ويعلم أن هذا التصرف القبيح من قبل قاداتهم غير مقبول من طرفهم وفي مقدمتهم قادة الفكر والمثقفين من كافة الدول العربية كما نناشد الخيرين في العالم العربي والإسلامي من مثقفين ومفكرين وإعلاميين المساهمة الفاعلة والوقوف بجدية أمام هذا العدوان الهمجي الذي يستهدف الوطن بكل مقوماته ونحن على ثقة مطلقة بقدرتهم على إيصال هذه الرسالة إلى شعوب العالم كافة.
انتهاك سافر
أما الشاعر إبراهيم الهمداني فيؤكد أن هذا العدوان يمثل انتهاكاٍ سافراٍ لكل القيم والمواثيق والدساتير والقوانين والمبادئ والأعراف الإنسانية والشرائع السماوية لأنه يتدخل في شؤون بلد ذو سيادة واستقلال مؤكد ومعترف به إضافة إلى أن تلك المبررات التي يتشدقون بها واهية وحججهم داحضة وكل ما في الأمر هو أنهم فقدوا هيمنتهم على هذا الشعب الكريم وحين فقدوا كل أدواتهم التخريبية وأذيالهم العملاء قادهم جنون العظمة والاستكبار إلى القيام بهذا العدوان السافر على اليمن ظنا منهم أن الشعب اليمني سيركع وسيخضع لإملاءاتهم وهم في ذلك واهمون.
وأشار إلى أهمية دور المثقف في مواجهة هذا العدوان السافر والانتهاك الصارخ بحشد الجهود وتوجيه كتاباته لمناهضة وفضح وإدانة هذا العدوان ورفضه ورفض كل من يؤيده كما نقول للعالم أجمع هذه هي إرادة الشعب وهذه هي كلمته وهذه هي شرعيته ولكم أن تقفوا في أي جانب شئتم ولكن تذكروا أن الشعوب لا تنسى ولن تتسامح مع من تآمروا عليها وشاركوا في قتلها.