قالت إيرينا بوكوفا المديرة العامة لليونسكو: إن قوة الشعر تكمن في التخيل الذي تجعل الواقع ساطعاٍ وتلهم أفكارنا بشيء أكثر إبداعاٍ من الفزع.والشعر حسب رسالة وجهتها المديرة العامة لليونسكو بمناسبة اليوم العالمي للشعر “21 مارس” هو أنشودة الإنسان العالمية المعبرة عن تطلْع كل امرأة ورجل إلى إدراك العالم ونقل هذا الإدراك للآخرين.
وفيما يلي نص الرسالة: «كتب الشاعر جون برنسايد الكلمات التالية:
«لئن كان ما نْصر على تسميته
القدر يبدو مستعصياٍ على التفسير أو قاسياٍ
فليس سبب ذلك إلا
افتقارنا إلى تخيل
ما نبتغي أن يجلبه إلينا
وما يجعله يسطع
بشيء أكثر إبداعاٍ
من الفزع».
هذه هي قوة الشعر. إنها قوة التخيل التي تجعل الواقع ساطعاٍ وتلهم أفكارنا بشيء أكثر إبداعاٍ من الفزع.
والشعر هو أنشودة الإنسان العالمية المعبرة عن تطلْع كل امرأة ورجل إلى إدراك العالم ونقل هذا
الإدراك إلى الآخرين بترتيب الكلمات في إيقاعات وأوزان شعرية. وربما لا يوجد ما يضاهي الشعر
في رقته إلا أنه يعبر أيضاٍ عن كل ما يتسم به الفكر البشري من قوة وبذلك لا يوجد ما يفوق
الشعر مرونة.
والشعر قديم قدم الإنسانية وكثير التنوع إذ أنه متجسد في التقاليد الشفهية والكتابية المتنوعة
بقدر تنوع ملامح الوجه البشري ففي كل قصيدة يتجلى عمق المشاعر والأفكار والتطلعات التي
ﺷﺴﺪﱰ ﺷﺴﺪﱰ ﺷﺴﺪﱰ ﺷﺴﺪﱰ با كل رجل وامرأة.
والشعر تعبير وجداني يفتح الأبواب للآخرين ويثري الحوار المحفز لتقدم البشرية ويربط الثقافات
بعضها ببعض ويذكر الناس جميعاٍ بمصريهم المشترك. وبذلك فإن الشعر تعبير أساسي عن السلام.
ويقول في هذا الصدد شريف خزندار الفائز بجائزة اليونسكو – الشارقة للثقافة العربية ما يلي:
«معرفة الآخر هي المدخل إلى الحوار ولا يقام الحوار إلا في ظل الاختلاف واحترام الاختلاف».
فالشعر هو التعبير الأسمى عن أوجه الاختلاف في الحوار وفي روح الوحدة.
وكل قصيدة شعرية فريدة من نوعها غير أنه يتجلى في كل منها الطابع العالمي للتجربة البشرية
والتطلع إلى الإبداع الذي يتجاوز كل الحدود والتخوم من حيث الزمان والمكان على حد سواء
وهذا ما يؤكد على الدوام أن البشرية أسرة واحدة.
وهذه هي روح اليوم العالمي للشعر التي توجه جميع أعمال اليونسكو صوب تعزيز البشرية بوصفها
مجتمعاٍ واحداٍ وذلك بصون التراث الوثائقي الشعري في إطار برنامج ذاكرة العالم بالإضافة إلى
صون التراث غير المادي للبشرية. ويتجسد ذلك في إدراج فن الزجل في قائمة اليونسكو التمثيلية
للتراث الثقافي غير المادي للبشرية. ويدعو هذا التعبير الشعري التقليدي اللبناني إلى التسامح والحوار
لحل النزاعات وتعزيز التماسك الاجتماعي.
فلعلنا نحتاج في هذه الأوقات التي يكتنفها الغموض والاضطراب وأكثر من أي وقت مضى إلى
قوة الشعر لتجمع البشر رجالاٍ ونساءٍ ولتقييم أشكال حوار جديدة بغية تنمية القدرات الإبداعية
التي تحتاج إليها كل المجتمعات في الوقت الراهن. تلك هي رسالة اليونسكو بمناسبة اليوم العالمي للشعر.
للشعر أثر كبير في تعزيز إنسانيتنا المشتركة بجزمه أن جميع الأفراد – في كافة أرجاء العالم – يتشاطرون ذات التساؤلات والمشاعر.
كما أثبت الشعر الذي يعد حجر الأساس في الحفاظ على الهوية والتقاليد الثقافية الشفهية – على مر العصور – قدرته الفائقة على التواصل الأكثر عمقاٍ للثقافات المتنوعة.
وتحتفل اليونسكو سنويا باليوم العالمي للشعر. حيث اْعتمد في أثناء الدورة الثلاثين لليونسكو – التي عقدت في عام 1999 بباريس – مقررا بإعلان 21 آذار/مارس من كل عام يوما عالميا للشعر.
ووفقا لمقرر اليونسكو فإن الهدف الرئيسي من ذلك هو دعم التنوع اللغوي من خلال التعبير الشعري ولإتاحة الفرصة للغات المهددة بالإندثار بأن يْستمع لها في مجتمعاتها المحلية. وعلاوة على ذلك فإن الغرض من هذا اليوم هو دعم الشعر والعودة إلى التقاليد الشفوية للأمسيات الشعرية وتعزيز تدريس الشعر وإحياء الحوار بين الشعر والفنون الأخرى مثل المسرح والرقص والموسيقى والرسم وغيرها كما أن الهدف منه أيضا هو دعم دور النشر الصغيرة ورسم صورة جذابة للشعر في وسائل الإعلام بحيث لاينظر إلى الشعر بعد ذلك كونه شكلا قديما من أشكال الفن.
وتشجع اليونسكو الدول الأعضاء على القيام بدور نشط في الاحتفال باليوم العالمي للشعر سواء على المستويين المحلي والقطري وبالمشكاركة الايجابية للجان الوطنية والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات المعنية الخاصة منها والعامة مثل: المدارس والبلديات والمجمعات الشعرية والمتاحف والرابطات الثقافية ودور النشر والسلطات المحلية وغيرها.