وأنا متوجه إلى صحيفة (الثورة) بعد أداء صلاة الجمعة لكتابة عمودي الأسبوعي كما هي العادة نزل علي خبر كالصاعقة لم أكد أتمالك نفسي من هول الحدث وأنا أشاهد سيارات الإسعاف تنطلق من جامع الحشوش بحي الجراف حاملة العديد من الشهداء والجرحى جراء استهدافهم من قبل مجرم انتحاري لا يجاف الله ولا رسوله وليس له دين ولا ملة ولا ذرة من الإنسانية ولم أكد استعد وعيي لمشاهدة منظر إسعاف الجرحى وجثث شهداء جامع الحشوش حتى جاء الخبر المزعج أيضا باستهداف جامع بدر العلمي أثناء أداء صلاة الجمعة أيضا.. ومن هول الصدمة التي نزلت علي وخبر استشهاد الكثير من عباد الله في بيت الله وفي مقدمتهم الدكتور المرتضى المحطوري وإصابة صديقين عزيزين لهما مكانة كبيرة في قلبي لعظمة مكانتهما العلمية والدينية والوطنية الدكتور طه المتوكل وخالد المداني وبجانبهم أربعين مصابا خلاف الشهداء من جامع الحشوش ناهيك عن الشهداء والجرحى من جامع بدر العلمي.
فلم أجد ما أستطيع قوله سوى لا حول ولا قوة إلا بالله.. وإنا لله وإنا إليه راجعون هذا في حين لم يكد يمر على اغيتال رجل القلم الحر والصحفي اللامع الوطني المناضل الكبير الأستاذ عبدالكريم الخيواني سوى يومين لتأتي هذه الفاجعة الكبرى ليتعاظم الحزن الكبير الذي أصاب كافة رفاق الحرف في مختلف الصحف جراء استشهاد الرجل الوطني الحر عبدالكريم الخيواني فليس من قول يمكن قوله سوى لا نامت أعين الجبناء.
معذرة لكل القراء الذين تعودوا مني كتابة عمودي الأسبوعي عن الشأن الرياضي.. فالحدث الذي طرأ بهذه الفاجعة جعلني أنسى ما ذهبت من أجله للصحيفة.. والحدث يستحق أن نقف أمامه بكل مسؤولية أمام الله وأمام الوطن والشعب.. ومن لم يحمل في قلبه ووجدانه ضميرا ولا إنسانية ولاخوفا من الله وتقوى هو الذي لا يعير هذه المواقف اهتماما .
وبالتأكيد فإن ما أكتبه في هذه التناولة هو إحساسي أيضا بأن للشباب والرياضيين حقهم في هذه الفاجعة وهو ما يجب ويلزم التعامل مع هذا الحدث بكل إيجابية وفرد مساحة كبيرة لتغطية أحداث هذه الفاجعة الكبيرة وكشف المتسببين فيها.
ياجماعة الخير علينا أن نقف صفا واحدا أمام هذه الجماعة الضالة المجرمة المتجردة من كل القيم الإنسانية والدينية.. لنعلن تضامننا الكامل مع أسر الشهداء والجرحى ولنرفع أصواتنا ونسلط أقلامنا لكشف هوية المجرمين ومن يقف وراءهم ومن يتبناهم ما حدث يوم الجمعة من جريمة هي لا تقل شأنا ومكانة عن جريمة جامع دار الرئاسة إن لم تكن الحادثة اكبر من وجهة نظري على اعتبارات من تم استهدافهم في هذه الجريمة النكراء لم يكونوا مسؤولين أو هكذا .. فجميع من كانوا في جامعي الحشوش وبدر هم من عباد الله الضعفاء والذاهبين إلى بيت الله تضرعا وخيفة..فلا لوم بعد اليوم من التعامل مع الفئة المجرمة الضالة التي تستهدف بيوت الله وعباد الله من الانتقام منهم تنفيذا لقول الله جل وعلا.. “إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصبلوا أو تقطع أيهديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض “صدق الله العظيم ” فلا نامت أعين الجناء”
أخر السطور
في مباراة الغد بين منتخبنا الوطني وباكستان في مملكة البحرين أطالب من اتحاد الكرة أن تكون الملابس التي سيرتديها لاعبو المنتخب باللون الأسود فالحادثة عظيمة والتعبير عن عظمتها من قبل الرياضيين مهم.