روحاني لا شي مستحيل.. وكيري يؤكد تقارب القوى الكبرى

رغم وجود العديد من الاختلافات في ما يخص الوصول إلى صيغة نهائية بشأن الملف النووي الإيراني إلا أن كل تلك الاتجاهات والمؤشرات تؤكد على تقارب وجهات النظر وأن التفاوض يتجه صوب التوصل إلى الصيغة النهائية بموافقة جميع الأطراف المعنية في التفاوض وذلك ما يعني أن المفاوضات تحقق تقدماٍ ملحوظاٍ .. ما يؤشر إلى أن جميع الأطراف الكبرى (خمسة +1) تعمل في اتجاه حل هذا الملف الشائك منذ سنين.
حيث أعلن الرئيس الايراني حسن روحاني أمس ان “لا شيء لا يمكن حله” في المفاوضات النووية الجارية حاليٍا ومن الممكن التوصل الى اتفاق بالرغم من ان الاختلافات لا تزال موجودة بين طهران ومفاوضيها الغربيين.
ونقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية عن روحاني قوله “اعتقد ان الاتفاق ممكن. وعلى الطرف الآخر ان يتخذ قراره الاخير في هذا الصدد”. وتستأنف دول مجموعة 5+1 وايران المحادثات في سويسرا الاربعاء المقبل بحسب ما اتفقت واشنطن وطهران امس الجمعة بعد اسبوع من جولة ماراتونية في مدينة لوزان السويسرية.
وتوجه وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي امضى اسبوعٍا في لوزان مع نظيره الايراني محمد جواد ظريف أمس الى لندن للتشاور مع نظرائه الفرنسي والالماني والبريطاني.
وأكد روحاني انه “خلال هذه السلسة من المفاوضات (في لوزان) كانت هناك اختلافات في مسائل معينة وظهرت ايضا وجهات نظر مشتركة قد تشكل قاعدة لاتفاق نهائي” موضحا انه “في بعض النقاط الاختلافات في وجهات النظر لا تزال موجودة”.
وتابع روحاني انه “عندما يريد الطرفان التوصل الى اتفاق يعني ذلك ان عليهما الموافقة على الخضوع لضغوط اضافية لان الخطوات الاخيرة هي دائما الاصعب”. من جهته ابدى ظريف الذي يقود فريق التفاوض الايراني تفاؤله. وكتب على صفحته الرسمية على موقع “فايسبوك” “سنعود الاربعاء الى جنيف للمواصلة وان شاء الله ننتهي من التفاصيل”.
من جانب آخر أكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن القوى الكبرى موحدة في المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني وذلك قبيل لقائه نظراءه الفرنسي والالماني والبريطاني للتشاور بعد اسبوع من المحادثات اجراها مع نظيره الايراني وستستأنف الاربعاء المقبل.
وشدد كيري على عزم القوى الكبرى وإصرارها لضمان سلمية البرنامج الايراني بالكامل.             
وفي الاطار ذاته قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن فريقه مستعد للعمل نهاية الأسبوع إلا أن دول مجموعة 5+1  بحاجة الى وقت للتنسيق.
وتابع انه “في بعض الحالات اصبح اختلافهم في المصالح ووجهات النظر او في قضايا شخصية او حتى تنوع شخصياتهم اكثر حساسية من المفاوضات ذاتها” من دون ان يذكر اي من دول مجموعة 5+1 والمتمثلة بالولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين والمانيا.
وكانت فرنسا اعربت عن قلقها من سرعة التوصل الى اتفاق مع ايران.
وللتأكيد على ان واشنطن لا تحاول الضغط على حلفائها من اجل التوصل الى اتفاق قال كيري “عملنا لفترة طويلة وبشدة للتوصل الى اتفاق يبدد القلق من البرنامج الايراني”. واشار الى انه لا يزال على ايران ان تعمل لاثبات انها ستلتزم باتفاق لافتا الى انه “لا تزال هناك اختلافات مهمة”.
وتابع كيري “دعوني اكون واضحا مرة اخرى لا نريد التوصل الى اي اتفاق. اذا اردنا ذلك لكنا اعلنا عن شيء ما منذ وقت طويل وبما ان خطة العمل المشتركة متفق عليها فاننا لسنا على عجلة”.
وأضاف كيري انه “مر عامان ونصف العام على هذه العملية حان الوقت لاتخاذ قرارات صعبة”. وتابع “نريد اتفاقا يجعل العالم الولايات المتحدة وحلفاءها المقربين وشركاءها اكثر اطمئنانا واكثر امنا”.
وتندرج المفاوضات في اطار الجهود للتوصل الى اتفاق سياسي بين القوى الكبرى وايران حول برنامج طهران النووي قبل انتهاء المهلة المحددة في 31 مارس. وبعد ذلك من المفترض ان يعمل المفاوضون للتوصل الى اتفاق نهائي يتضمن كافة المسائل التقنية بحلول الاول من يوليو المقبل.
وبعدما اجرى محادثات استمرت اسبوعا في مدينة لوزان السويسرية مع ظريف يلتقي كيري اليوم وزيري خارجية فرنسا لوران فابيوس وبريطانيا فيليب هاموند والالماني فرانك فالتر شتاينماير. كما تشاور هاتفيا مع نظيريه الصيني وانغ يي والروسي سيرجي لافروف.
وكانت الدول الكبرى الاعضاء في مجموعة خمسة زائد واحد ممثلة في المفاوضات في لوزان بمديريها السياسيين.
وشكل الملف النووي الايراني الجمعة الماضية موضوع محادثة هاتفية بين الرئيسي الاميركي باراك اوباما والفرنسي فرنسوا هولاند اللذين اكدا عزمهما على التوصل الى اتفاق يبدد قلق المجتمع الدولي في شكل “تام” و”قابل للتحقق”.
وقال البيت الابيض ان الرئيسين شددا ايضا خلال اتصال هاتفي على وجوب ان تتخذ ايران اجراءات “لحل العديد من المشاكل المتبقية”.

اما هولاند فاكد قبل ذلك تصميم فرنسا على التوصل الى اتفاق “للسماح بتوافر ثقة كاملة بتخلي ايران عن السلاح النووي”.
وجاءت تصريحات الرئيس الفرنسي بعد لقاء مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني في بروكسل.
وقال هولاند ان “الموقف الفرنسي بسيط: نعم تستطيع ايران الحصول على النووي المدني لكنها لا تستطيع الحصول على السلاح النووي”.
وسيحدد الاتفاق السياسي المحاور الكبرى لضمان الطابع السلمي للانشطة النووية الايرانية وضمان استحالة توصل طهران الى صنع قنبلة ذرية. كما سيحدد مبدأ مراقبة المنشآت النووية الايرانية ومدة الاتفاق ويضع جدولا زمنيا للرفع التدريجي للعقوبات الدولية المفروضة على الجمهورية الاسلامية.
الا ان ايران التي تنفي محاولتها حيازة اسلحة نووية تريد توسيع نشاطها لانتاج الوقود النووي اللازم لتأمين حاجاتها من الطاقة.
وكانت مجموعة خمسة زائد واحد وايران توصلتا في نوفمبر 2013 الى اتفاق مرحلي. وتخطى المفاوضون مهلتين سابقتين للتوصل الى اتفاق نهائي في يوليو ونوفمبر الماضيين.
ويقول خبراء انه سيكون من الصعب على كيري تمديد المهلة مجددا في ظل الضغوط التي يمارسها الجمهوريون على الرئيس الاميركي باراك اوباما اذ يسعون الى فرض عقوبات جديدة على ايران من شأنها الاطاحة بعملية التفاوض كلها.

قد يعجبك ايضا