التكافل الاجتماعي في الإسلام

التكافل الاجتماعي نظام أخلاقي يقوم على الحب والإيثار ويقظة الضمير ومراقبة الله, ولا يقتصر على حفظ حقوق الإنسان المادية بل يشمل أيضا المعنوية وغايته التوفيق بين مصلحة الفرد ومصلحة المجتمع.
وقد عني القرآن بالتكافل ليكون نظاما لتربية روح الفرد وضميره وشخصيته وسلوكه الاجتماعي وليكون نظاما لتكوين الأسرة وتنظيمها وتكافلها ونظاما للعلاقات الاجتماعية, ومن هنا فإن مدلولات البر والإحسان والصدقة تتضاءل أمام هذا المدلول قال تعالى (يسألونك ماذا ينفöقون قل ما أنفقتم مöن خير فلöلوالöدينö والأقربöين واليتامى والمساكöينö وابنö السبöيلö وما تفعلوا مöن خير فإöن الله بöهö علöيم) (وأنفöقوا فöي سبöيلö اللهö ولا تلقوا بöأيدöيكم إöلى التهلكةö وأحسöنوا إöن الله يحöب المحسöنöين) ويقول صلى الله عليه وسلم (ومثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).
كما عد الكنز وحجب المال عن وظيفته الاجتماعية مدعاة للعذاب الأليم وليس هذا فحسب بل رتب المسؤولية التقصيرية أيضا على الإنسان الذي يعطل سبل الكسب وفرض العمل بها أدعى الإصلاح أو الصلاح, وجعل دخول النار في حبس هرة عن طعامها ودخول الجنة في إعانة حيوان لسد حاجته. وقد عنى القرآن به ليكون لتربية روح الفرد وضميره وشخصيته وسلوكه الاجتماعي وليكون نظاما لتكوين الأسرة وتنظيمها وتكافلها ونظاما للعلاقات الاجتماعية ونظاما للمعاملات المالية والعلاقات الاقتصادية.
أسس التكافل الاجتماعي
لقد وضع القرآن الكريم أسسا عامة في علاقة الفرد بالمجتمع ووضع لكل طرف حقوقه وواجباته للنهوض من أجل إتمام مكارم الأخلاق وإشاعة الود والحب في ربوع المجتمع الإنساني وفيما يلي بعض الأسس التي يقوم عليها التكافل في مجتمع المسلمين.
أولا: إقامة العلاقات المادية والمعنوية على أساس الأخوة لقوله تعالى (إöنما المؤمöنون إöخوة) كما رتب على رابطة الأخوة الحب فلا يتحقق إيمان المسلم ولا ينجو بإيمانه ما لم يحب لأخيه ما يحب لنفسه ويعيش معه كالبنيان يشد بعضه بعضا.
ثانيا: العدل: فقد جعل الإسلام العدل وحفظ الحقوق من قيم الدين الأساسية بل ندب إلى عدم الاقتصار على العدل وهو إحقاق الحق أو اعطاء كل إنسان حقه دون ظلم وإنما الارتقاء إلى الإحسان وهو التنازل له عن بعض الحقوق.
ثالثا الإيثار: وهو عكس الأثرة والأنانية وهو تفضيل الآخر على النفس من أجل إشاعة جو العفو والرحمة وهي الغاية التي جاءت من أجلها الشريعة.
رابعا المسؤولية: فقد جعل كل مسلم مسؤولا عن نفسه في بيته ومسؤولا في بيئته الاجتماعية التي يعيش فيها (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته).
ودعا إلى الاهتمام بأمور المسلمين ومشاركتهم آلامهم وآمالهم (من أصبح لا يهتم بأمور المسلمين فليس منهم) هذه باختصار بعض الأسس التي يقوم عليها التكافل الاجتماعي.
أنواعه
1- التكافل الأدبي: وهو شعور كل أخ نحو أخواته في الدين بمشاعر الحب والعطف والشفقة وحسن المعاملة ويتعاون معهم في سراء الحياة وضرائها (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه).
2- التكافل المعيشي: ويقصد به إلزام المجتمع بكفالة ورعاية أحوال الفقراء والمرضى والمحتاجين والاهتمام بالحاجات الضرورية التي لا يستغنى عنها أحد في حياته.
3- التكافل العلمي: لقد بين النبي (ص) ثواب معلم الناس وحث على طلب العلم فإذا كان من حق أي مجتمع أن يسمي نفسه مثقفا فمجتمع الإسلام هو أول من يطلق عليه هذا الوصف وذلك لتكافل أفراده جميعا للقيام بواجب العلم وإزالة آثار الجهل.
التكافل مسؤولية المجتمع
لا يمكن لدولة أن تقوم بواجبها نحو تحقيق التكافل إلا اذا ساهم معها أبناء المجتمع في بناء العدل الاجتماعي والبذل والإنفاق في سبيل الله وقد قسمت الشريعة مسؤولية المجتمع في تحقيق التكافل إلى قسمين:
1- ما كان على سبيل الوجوب والإلزام وذلك كفريضة الزكاة والنذور والكفارات وصدقة الفطر.
2- ما كان على سبيل التطوع والاستحباب وذلك كأعمال الوقف الخيري والوصية والعارية والهدية أو الهبة والصدقة.

قد يعجبك ايضا