تنحي بلير عن دوره في الشرق الأوسط

نقلت صحيفة فايننشيال تايمز عن مصادر وصفتها بالمطلعة أن رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير أدرك أن استمراره في منصب مبعوث اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط لم يعد ممكنا. وأشارت الصحيفة إلى أن قرار بلير “يأتي وسط عدم ارتياح شديد لدى أوساط في واشنطن وبروكسل بسبب علاقاته السيئة مع مسؤولين كبار في السلطة الفلسطينية ومصالحه المالية الواسعة”. 
ويجري بلير محادثات دقيقة لإعادة النظر بدوره في عملية السلام في الشرق الأوسط ولكنه عازم على البقاء جزءا من العملية بحسب صحيفة فاينتشيال تايمز. 
وكان بلير قد التقى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري على هامش مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي لبحث تغيير الدور الذي ينهض به حاليا كما تحدث مع مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكو مورغريني التي تدعو إلى تفعيل اللجنة الرباعية واتخاذ اوروبا موقفا أشد حزما من اسرائيل.
ولم يتخذ قرار نهائي بشأن انهاء دور بلير مبعوثا للسلام في الشرق الأوسط ولكن إيضاحا يمكن أن يصدر خلال الأيام القليلة المقبلة. 
وقال مسؤولون كبار في واشنطن لصحيفة فايننشيال تايمز: إنهم يريدون ان يتنحى بلير جانبا لأسباب منها مصالحه الدبلوماسية والتجارية المتعددة. وتتطلع مورغيني إلى ما بعد بلير في إطار إعادة صوغ الموقف الأوروبي وتعيين مبعوث جديد للاتحاد الاوروبي إلى الشرق الأوسط. 
وكانت بروكسل قد أوقفت تمويل مكتب بلير منذ عام 2012م ولم توجه له دعوة لحضور اجتماع اللجنة الرباعية الأخيرة على مستوى السفراء في ميونخ الشهر الماضي.
وأكد دبلوماسيون كبار أن بلير يدفع برفق إلى التنحي وأكد دبلوماسي لصحيفة فايننشيال تايمز أن وقت رحيل بلير حان منذ زمن طويل وانه “كان عديم الفاعلية في عمله وليست لديه مصداقية في هذه المنطقة من العالم”.
وتعرض بلير لانتقادات لاذعة واثيرت علامات استفهام عديدة عن دوره المزدوج كدبلوماسي ورجل أعمال. 
ونفى مسؤول غربي رفيع وجود محاولة “لدفع بلير خارج دوره الحالي” قائلا: إن أي قرار يتعين أن يتخذ بالتوافق وأن اللجنة الرباعية لم تناقش إجراء تغيير في الصلاحيات على المستوى الوزاري حتى الآن.
كما وجه الفلسطينيون من جانبهم انتقادات لاذعة إلى سجل بلير بوصفه مبعوث الرباعية لا سيما وأن دوره اقتصر على الشؤون الاقتصادية. 
وأكد دبلوماسيون غربيون في اسرائيل أنهم كانوا يدعون إلى توسيع هذا الدور وإعادة تحديده وقال دبلوماسي كبير انه لا يرى فيه حاليا “الكثير من القيمة المضافة”.
وكان بلير الذي يقوم بزيارات دورية لمكتب مبعوث الرباعية في القدس الشرقية قد كلف بالاشراف على خطة رصد لها 4 مليارات دولار من أجل تحفيز النمو والاستثمار في الأراضي الفلسطينية. وأعلنت الولايات المتحدة إطلاق الخطة عام 2013م عندما كان الفلسطينيون واسرائيل على وشك إجراء آخر جولة فاشلة من محادثات السلام.
ولكن تنفيذ الخطة كان مرهونا بموافقة اسرائيل على رفع الحواجز وتخفيف القيود التي تحول دون الاستثمار وضخ اموال في الأراضي الفلسطينية. 

قد يعجبك ايضا