الخطوط الطويلة بين المحافظات تنال النصيب الأكبر للمطبات

< السيارات الحديثة أكثر رفاهية وأقلها مقاومة للمطبات والحفر

المعروف للجميع أن بلادنا ترتبط ببعضها البعض عن طريق خطوط إسفلتية طويلة تصل أمانة العاصمة بجميع المحافظات وتصل المحافظات ببعضها البعض والمعروف أن تلك الطرق تعتبر شريان الحياة ووسيلة انتقال للأفراد والتجارة وغير ذلك وهذه الطرق يجب أن تتوفر فيها كل مستلزمات الأمان والسلامة حتى لا تقع حوادث مرورية تكون نتائجها خسائر مادية وبشرية ولا تخلو أي طريق من تلك الحوادث المرورية نتيجة أسباب عدة غير أنه من الملاحظ وخلال السنوات الأخيرة تعرضت تلك الطرق لتغييرات وعبث يتمثل في استحداث مطبات عليها وبشكل كبير مما أثر سلباٍ على حركة السير والتسبب بأضرار ومضايقات.. تفاصيل:

من خلال هذا التحقيق البسيط نحاول تناول هذه المشكلة أسبابها ونتائجها حديث بداية كان لنا لقاء مع العقيد /عبدالله علي النويرة مسئول الإعلام والعلاقات العامة بشرطة سير أمانة العاصمة والذي تحدث قائلا :
تم اختراع السيارة على أساس أنها ستكون وسيلة مواصلات تسير على طرق ذات مواصفات معينة تساعدها على الحركة وتحافظ على سلامتها وسلامة  ركابها وقد تطورت هذه الطرق بتطور السيارات منذ اختراعها وحتى الآن , وإذا كانت السيارات القديمة قادرة على مواجهة مختلف صنوف وأنوع الطرق فإن السيارة في العصر الحديث أصبحت أكثر رفاهية وتحتاج غلى طرق ذات مواصفات معينة تجعل حركتها أكثر يسر وسهولة وتوفر أقصى درجات السلامة المرورية ولذلك فإن وجود اي تشوه أو حفر أو مطبات في الشوارع والطرقات تنعكس بشكل سلبي على مجمل الحركة المرورية بشكل عام  وعلى السلامة المرورية على وجه الخصوص .
الحمولات الزائدة
إن التشوهات والحفر والمطبات تنتج عن ما يلي:
1- الحمولة الزائدة التي تتحملها الشاحنات والقاطرات وهذه الحمولة تكون أكبر من قدرة طبقة الإسفلت على التحمل فيحصل فيها تعطفات وتتآكل طبقة الإسفلت بمرور الوقت ويحصل فيها الكثير من التشوهات .
2- سوء طبقة الإسفلت وعدم مطابقتها للمواصفات العالمية التي تضمن قدرتها على تحمل مختلف الظروف المناخية ولذلك تجد أن الكثير من الطرقات تظهر فيها الحفر والتشوهات بمجرد سقوط الأمطار.
3- قيام الكثير من المواطنين بوضع مطبات بجوار منازلهم ومزارعهم للحد من سرعة السيارات بجوارهم.
4- قيام بعض المواطنين وبعض المشاريع بالحفر في الشوارع والطرقات وتتأخر بإعادة الإسفلت مما يؤدي إلى اتساع الحفر مع مرور الوقت وأيضاٍ يقول العقيد النويرة: إن وجود تشوهات أو حفر ومطبات في الطرقات له الكثير من السلبيات أوجزها في ما يلي:
1- الحوادث المرورية: من البديهيات الواضحة
إن وجود الحفر والمطبات في الشوارع والطرقات يؤدي إلى حصول العديد من الحوادث المرورية ذلك أن السائقين يسيرون بسرعات عالية فإذا فوجئوا بهذه الحفر والمطبات فإنهم يتوقفون بشكل مفاجئ وهذا يؤدي إما الى اصطدام السيارات التي خلفها أو خروجها عن الطريق وقد يؤدي إلى انقلابها
2- سرعة إهلاك السيارات:
يؤدي وجود المطبات والحفر في الشوارع والطرقات إلى قصر العمر الافتراضي للسيارات نتيجة لتخلخل أجزائها بتلك المطبات والحفر التي تتسبب في تعطل الكثير من أجزاء السيارات خاصة الربلات والمساعدات والإطارات ومجموعة الفرامل ومجموعة السكان, ويحدث تكسر للكثير من أجزاء السيارة بفعل شدة الاهتزاز وتكراره.
3- تباطؤ الحركة وحصول اختناقات مرورية:
عند وجود مطبات وحفر وتشوهات في الشوارع والطرق فإن السائق يضطر إلى تقليل سرعته تصل إلى الصفر عن المطب أو الحفرة وهذا يعني تعطل وتاخر حركة السيارات مما يؤدي إلى تراكم السيارات وحصول اختناقات مرورية ما كانت ستحصل لولا وجود تلك التشوهات في الشارع أو الطريق وعند وجود هذه المطبات في الطرق الطويلة فإنها تتسبب في تأخر وصول المسافرين إلى مقصدهم وزيادة استهلاك الوقود وزيادة الأعباء على السائقين الذين يتأثر دخلهم بتأخر وصولهم وعودتم إلى مقصدهم وزيادة تكلفة الرحلة عليهم .
هذه بعض وليس كل الآثار السلبية للتشوهات التي تحصل في الشوارع والطرقات والتي أصبحت ظاهرة للعيان أينما اتجهنا دون أن نلمح في الأفق أي محاولات للحد منها بل إنها في تزايد مستمر .
ويقول العقيد عبدالله النويرة: الطرق العامة ملك عام وجدت لخدمة المجتمع ولا يحق لأي فرد أو جماعة العبث بها عن طريق استحداث مطبات ونقل الأحجار إليها وكذلك إزالة وتشويه اللوحات الإرشادية وغير ذلك غير أنه تم العبث فعلا بتلك الطرق خاصة خلال الأربع السنوات الأخيرة من خلال وجود مئات.
وهنا يرى الأخ /خالد يحيى المرهبي موظف أن الأسباب كثيرة ولكنها زادت بشكل كبير مع الأزمة التي مرت بها بلادنا منذ العام 2011م والتي رافقها اختلالات أمنية ساعدت على العبث بالطرق وكذلك القيام بأعمال التقطعات التي انتشرت خلال الفترة بشكل كبير
أما الأخ /منصور الخياطي سائق يقول
لقد تفاجأت فعلا بعد عودتي من الغربة وقمت برحلة على سيارتي من المحويت إلى صنعاء وإذا بي أجد أن الطريق قد تغيرت وتم شويهها عن طريق استحداث وعمل المطبات بشكل متقارب وهذا يرجع الى جهل المواطن نفسه بأهمية الطريق وعدم احترامه للحق العام ومنها الطريق التي وجدت لخدمة الناس
متفرقات ومفارقات
تعودنا ونحن نسير على الطرق بوجود بعض المطبات القليلة جدا ولسبب معروف وهو الحفاظ على الأرواح مثلاٍ وجود مدرسة بالقرب من الخط الأسفلتي
الأخ الجندي /همدان السهل شرطة السير بالمحويت يقول
العبث بالطرق وعمل المطبات يعتبر عملاٍ غير حضاري ويسيئ للأخرين وقد حدثت بعض الحوادث المرورية عمليات دهس وصدم بعض الطلاب الذين تكون مدارسهم بالقرب الطرق والخطوط السريعة وهذا دفع الأهالي إلى عمل المطبات حتى لايتكرر مثل تلك الحوادث
أما الأخ /أحمد المعاينة /سائق يقول أنا أعمل سائق هيلوكس ويوميا أسافر من المحويت إلى صنعاء سابقا كنا نجد بعض المطبات خاصة في القرى التي يخترقها خط الأسفلت ولكن خلال الفترة الأخيرة توسعت تلك المطبات بشكل كبير وفي جميع الطرقات بسبب غياب الأمن وضياع الدولة والقيام بأعمال التقطعات وتلك المطبات تسبب لنا المتاعب خاصة إذا كانت السيارة محملة
أضرار
بالطبع هناك أضرار نتيجة العبث بالطرق وعمل المطبات ومن تلك الأضرار المضايقات والأضرار للسيارات والسائقين غير أن هناك تعمداٍ من قبل بعض عصابات السرقة التي تقوم بعمل مطبات حتى تهدئ سيارات النقل السرعة ويستطيع السارق الصعود إلى صندوق السيارة ومن ثم القيام بعملية السرقة وعندما يجد مطبا آخر وتهدئ السيارة سرعتها يقوم بالنزول ويؤكد بالقول: هذه القصة أنا شاهد عيان فيها عام 2003م تقريباٍ وبينما كنت مع مجموعة من الركاب في هيلوكس في منطقة شملان وكانت تلك المنطقة يوجد بها العديد من المطبات المتقاربة شاهدنا لصاٍ صعد على صندوق ديانا محملة وإذا بذلك اللص في المطب الآخر ينزل من الهيلوكس حاملاٍ كرتوناٍ لأحد الركاب كان يعرف صاحب الديانة فاتصل به وأوقفنا الهيلوكس ومسكنا بذلك اللص وإذا بنا نواجه تهديداٍ بالسلاح من قبل باقي أفراد العصابة
ويختتم حديثه لنا بالقول: ليس من حل لهذه المشكلة سوى أن تعود هيبة الدولة ويشعر الجميع بذلك ويستتب الأمن وتتخذ الإجراءات القانونية ضد كل من يعبثون بالطرق وعلى المواطن نفسه أن يكون واعيا ومتحضرا ولا يقوم بمثل تلك الأعمال غير الحضارية وتسبب الأضرار للآخرين.

قد يعجبك ايضا