كلمات أولى:
«… الدراما إنها تبدأ بكلمات على الدوام فالكلمات هي من يقرر ما إذا كان للصور حق الولادة. الكلمات إنها الطريق التي يجب أن يعبرها الفيلم كي تستطيع الصور أن تخرج إلى حيز الوجود. وهنا بالذات يخفق الكثير من الأفلام» فيم فندرز
الدراما تكتب نفسها:
يحاول “فرانك هارو” في إصداره “فن كتابة السيناريو” والصادر عن المؤسسة العامة للسينما في (233) صفحة من القطع الكبير ترجمة “رانيا قديح ” أن يقدم رؤية واضحة لكيفية كتابة السيناريو الدرامي التلفزيوني…وذلك اعتماداٍ على خبرته الممتدة لعقد ونيف في مجال صناعة المسلسلات الدرامية التليفزيونية والسينمائية.
أسئلة الإصدار:
يفتتح المؤلف كتابه بوضع أسئلة تنطلق من احتكاكه واشتغاله الممتد في كتابة السيناريوهات “بوصفي مدرساٍ في فن كتابة السيناريو ألتقي منذ سنوات كثيرة كتاب سيناريو طموحين يبحثون عن أساليب فعالة لكتابة قصص جيدة. في غالب الأحيان يتعثرون بكتب نظرية بأكثر مما ينبغي ولا يبدو أنها تلبي توقعاتهم. هذا ما دفعني إلى تأليف هذا الكتاب الذي قام من بين أمور أخرى على تساؤلات أشخاص يرغبون في كتابة السيناريو الأول. بأي شيء نبدأ¿ ما هي الفخاخ التي ينبغي أن نتجنبها¿ كيف يسير سيناريو جيدا¿ ص7”
أقسام المؤلف:
احتوى المؤلف على مقدمة تحت عنوان “بضع كلمات قبل أن نبدأ” …وعدة أقسام كل قسم احتوى على عدة فصول ..القسم الأول. “التنسيق الشكلي للسيناريو فكرة الفيلم” وفيه يؤكد على أهمية تنسيق شكل السيناريو المكتوب “يعد التنسيق الشكلي للسيناريو عنصراٍ حاسماٍ بالنسبة إلى المنتج. إذ أن شكل الملف الذي يضم السيناريو هو ما يجعله يتخذ القرار بقراءة السيناريو أو بعدم قراءته. ص11”
وحول فكرة الفلم “ينبغي لفكرة الفيلم أن تعرض بوضوح الشخصية الرئيسية والانقلاب الأولي الذي سيطلق الدينامية السردية ونوع الفيلم إذا كان ذلك ممكناٍ (هل نحن إزاء فيلم ويسترن أو فيلم كوميدي¿). وإليكم فيما يلي أفكار بضعة أفلام معروفة:ص 20” واحتوى القسم الأول أيضا على “المعالجة” ويقصد معالجة النص بتحويله من الحالة المكتوبة إلى الحالة المرئية”تعد المعالجة بالنسبة لكاتب السيناريو وثيقة أساسية من حيث أنها تسمح له بتحريك قصته للمرة الأولى بما يساعد على إظهار مزاياها ونقاط ضعفها ومشاكل البنية والمقاطع مفرطة الطول والمشاهد غير المفيدة أو تلك الناقصة. صـ107″
وتضمن القسم فصلا بعنوان “بيان النوايا” وفصلاٍ آخر بعنوان “الاستمرارية الحوارية” وثالثا بعنوان “كتاب السيناريو في فرنسا: حالة خاصة”
أما القسم الثاني فخصصه لعمليات “بناء القصة” وحول أهمية كتابة القصة قبل السيناريو بصورة تسهل عملية كتابة السيناريو ” تصعب إلى حد بعيد معرفة الدافع الذي يقف وراء نشوء قصة فيلم. يستخدم البعض حادثة معينة ويستلهم آخرون كتاباٍ قرأوه أو حلماٍ عاشوه فيما يتخذ البعض الآخر قصة شخص يعرفونه نموذجاٍ. كما يمكن للفكرة أن تولد من هموم تراود الكاتب: إذ يمضي بعض المخرجين حياتهم في العزف على وتر واحد متناولين الهاجس نفسه في مختلف أفلامهم. فيكتبون أو يجعلون غيرهم يكتب سيناريوهات تتناول التيمة التي تؤثر فيهم. صـ51″
وتضمن القسم عددا آخر من العناوين الهامة في عالم صناعة السيناريو وهي “تحديد أبطال الفيلم” و”تحديد الأهداف” و”الهدف الذريعة” و”أبطال دون أهداف” و”الصياغة الدرامية للهدف التحدي بوصفه انعكاساٍ للعصر” و”العقبات” و”العقبات الخارجية” و”العقبات الداخلية” و”الأهداف والعقبات المحلية” وأخيرا “كي تبني قصة” وفيه يورد النقاط الواجب الاتكاء عليها عند بناء القصة.
أما القسم الثالث فتضمن “بناء الشخصيات ” وفيه يقول “أصبح نسيج السيناريو في متناول يديك. ولكن شخصياتك لم تخرج إلى حيز الوجود بصورة فعلية بعد وهي لا تحمل سوى وظائف سيناريوهاتية:البطل كاتم الأسرار البطل المضاد… فعليك إذن أن تشخصنها أن تمنحها كينونة خاصة بها أن تخلق لها تاريخاٍ عائلياٍ أن تصنع لها ماضياٍ. وهي خطوة جوهرية لأن فيلمك لن يملك أي حظ في ملامسة المتفرجين إلا إذا صنعت شخصيات تتمتع بقدر كاف من التعقيد لأن المتفرج يتماهى مع الشخصيات الواقعية بسهولة أكبر. صـ107”
وتضمن القسم الثالث فصولا تحت عناوين “توصيف الشخصيات” “توصيف الملامح الجسدية” “التوصيف الاجتماعي والعائلي” “توصيف الشخصية من خلال الفعل” “اختيار الصفة المهيمنة” “تطوير شخصية البطل” “التطور الجسدي” .. “التطور النفسي”..”بطاقات الشخصيات”
واحتوى القسم الرابع والأخير على فصول عدة هي الفصل الأول : التقديم (أو العرض التمهيدي) الفصل الثاني: التطوير ….الفصل الثالث: حل العقدة وأخيراٍ ضمن مؤلفه الملاحق والأسئلة التي يجب على كاتب السيناريو طرحها وقاموس بالمصطلحات التي يجب مراعاتها عند كتابة السيناريو التنفيذي.
فلاش:
أن إصدار فن كتابة السيناريو باختصار شديد مدرسة حقيقية لتعلم كتابة السيناريو الدرامي التلفزيوني وكم نحن في هذا البلد الذي ينعدم فيه كتاب السيناريو بحاجة لمثله.
قد يعجبك ايضا