تعديل حكومي في مصر يشمل ثمان وزارات أهمها الداخلية

أجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تعديلا حكوميا مفاجئا أمس شمل ثمانية وزراء على رأسهم وزير الداخلية محمد إبراهيم الذي يتعرض لانتقادات متزايدة مع توالي هجمات الجماعات الجهادية المسلحة ضد قوات الأمن.
وإبراهيم الذي عين وزيرا للداخلية في يناير 2013م في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي هو الذي قاد عملية قمع جماعة الإخوان المسلمين المستمرة بلا هوادة منذ يوليو 2013م.
وأعلنت رئاسة الجمهورية في بيان لها أن التعديل الوزاري يشمل وزراء الداخلية والزراعة واستصلاح الأراضي والتربية والتعليم والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والثقافة والسياحة كما يشمل استحداث وزراتي دولة جديدتين للتعليم الفني والتدريب وأخرى للسكان.
وأفادت الرئاسة المصرية ان الوزراء الجدد أدوا اليمين الدستورية أمام السيسي. وبهذا التعديل تصبح الحكومة المصرية تضم 36 وزيرا. وأعلن رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب في تصريح بثه التلفزيون الرسمي ان “التعديل الوزاري هدفه ضخ دماء جديدة” في الحكومة.
وأوضح مسؤول في مجلس الوزراء لوكالة الصحافة الفرنسية أن “التعديل الوزاري جاء بشكل مفاجئ جدا”. وقالت الرئاسة أن مجدي محمد عبد الحميد عبد الغفار جرى تعيينه وزيرا للداخلية خلفا لإبراهيم.
ووفقا مصادر أمنية  عبد الغفار تولى في 2011م قيادة جهاز الأمن الوطني التسمية الجديدة لـ”جهاز مباحث أمن الدولة” سيء السمعة والمكروه شعبيا في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك الذي اطاحته ثورة شعبية في فبراير 2011م.
وأحيل عبد الغفار إلى التقاعد في العام 2013م قبل أن يستدعيه السيسي لتولي حقيبة الداخلية الخميس. ويتعرض إبراهيم لانتقادات كبيرة ومتزايدة بخصوص عدم استقرار الأوضاع الأمنية في البلاد كذلك بسبب سوء أوضاع حقوق الإنسان.
وتتوالى هجمات الجماعات الجهادية المسلحة عبر البلاد خصوصا في سيناء التي تعد مسرحا رئيسا للهجمات المستمرة ضد الأمن منذ إطاحة الجيش مرسي في يوليو 2013م.  وتتعرض قوات الأمن المصرية في مختلف مدن البلاد أيضا لهجمات يومية توقع قتلى وجرحى من الأمن والمدنيين كان آخرها هجوم بقنبلة بدائية قتل مدنيين اثنين وجرح 9 آخرين في قلب القاهرة.
خلفت هذه الهجمات بحسب الحكومة المصرية أكثر من 500 قتيلا في صفوف قوات الأمن من الجيش والشرطة. ونجا إبراهيم نفسه من محاولة اغتيال بسيارة مفخخة يقودها انتحاري في طريقه من منزله إلى عمله صباح 5 سبتمبر 2013م. وطالب إعلاميون مصريون وأحزاب سياسية أخيرا السيسي بإقالة إبراهيم الذي اتهموه بالفشل في حماية البلاد.
في المقابل واجه إبراهيم انتقادات كبيرة من منظمات حقوقية اتهمته بقيادة حملة قمع شرسة ضد المعارضة الإسلامية خلفت أكثر من 1400 قتيلا وقرابة 22 ألف موقوفا بحسب منظمة هيومان رايتس ووتش.
لكن هذه الحملة الشرسة طالت أيضا نشطاء علمانيين كان آخرهم حادثة مقتل الناشطة اليسارية شيماء الصباغ التي قتلت في عرض الطريق أثناء فض الشرطة مسيرة سلمية في قلب القاهرة قرب ميدان التحرير في 24 يناير الفائت.

قد يعجبك ايضا