حذر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الولايات المتحدة الليلة قبل الماضية من أن الاتفاق النووي الذي تتفاوض بشأنه مع إيران يمكن أن يهدد بقاء اسرائيل وأكد ان لديه “التزاما اخلاقيا” بالتحدث عن الخلافات العميقة مع الرئيس أوباما بشأن الموضوع.
وسعى نتنياهو لتقليل التوتر فقال: إنه لا يقصد أي ازدراء للرئيس الأميركي باراك اوباما وعبر عن التقدير للدعم الأمريكي العسكري والدبلوماسي لاسرائيل.
واعلن أوباما أمس الأول ان نتانياهو أخطأ في الماضي بشأن الملف النووي الايراني مؤكدا في الوقت نفسه انه ليس على خلاف شخصي معه.
وأكد أوباما في مقابلة مع وكالة رويترز أن نتنياهو أخطأ في تكهناته بشأن الاتفاق المرحلي الذي توصل اليه المجتمع الدولي وإيران في نهاية 2013م وتم بموجبه تجميد جزء من الأنشطة النووية الإيرانية مقابل رفع جزئي من العقوبات الدولية المفروضة على طهران.
وأضاف الرئيس الأمريكي: إن “نتنياهو أدلى بمزاعم شتى. قال: إن هذا سيكون اتفاقا مروعا انه سيمكن إيران من الحصول على 50 مليار دولار ان ايران لن تحترم الاتفاق. ولكن ايا من هذا لم يتحقق”.
واضاف: في الواقع خلال هذه الفترة رأينا ان البرنامج الإيراني لم يتقدم لا بل انه في نواح عدة تراجع في عناصر منه”.
وعن التوترات الراهنة بين اسرائيل والولايات المتحدة بسبب البرنامج النووي الإيراني اعترف أوباما بوجود “خلاف كبير” بين البلدين بشأن هذا البرنامج لكنه أكد أن الأمر ليس مسألة خلاف “شخصي” بينه وبين رئيس الوزراء الاسرائيلي.
وقال: هذه ليست مسألة شخصية” داعيا في الوقت نفسه الى احترام “العملية” السياسية المعمول بها في الولايات المتحدة.
وفيما يخص فرص تكلل المفاوضات الجارية مع إيران حول ملفها النووي بالنجاح أكد أوباما أن احتمالات فشل هذه المفاوضات النووية لا تزال مرتفعة وقد تنتهي برفض طهران.
وجدد الرئيس الأمريكي التأكيد على هدف الولايات المتحدة بالتوصل الى اتفاق لا تقل مدته عن عشر سنوات.
كما شدد اوباما على أهمية هدف آخر تريد الولايات المتحدة تضمينه في هذا الاتفاق هو ضمان انه في حال أخلت إيران بالاتفاق فهي ستكون بحاجة لفترة عام على الأقل لصنع سلاح نووي.
وقال أوباما: يجب أن تكون هناك فترة عام واحد على الأقل بين اللحظة التي نرى فيها أنهم (الإيرانيون) يحاولون الحصول على السلاح النووي واللحظة التي سيكونون فيها قادرين على حيازته فعليا”.
ولم يدع رئيس الوزراء الاسرائيلي مجالا للشك بشأن اعتراضاته على المحادثات الجارية بين إيران والقوى العالمية التي قال إنها ستسمح لطهران بأن تكون دولة مسلحة نوويا.
ومن المتوقع أن يضغط نتنياهو على المشرعين الأمريكيين لتعطيل اتفاق مع ايران يقول إنه سيعرض وجود اسرائيل للخطر لكن مساعدي أوباما يعتقدون إنه قد يكون انجازا في السياسة الخارجية للرئيس في ختام ولايته.
ورتب زعماء الجمهوريين في الكونجرس مع السفير الاسرائيلي لدى الولايات المتحدة دعوة نتنياهو بدون أخطار البيت الأبيض مسبقا في انتهاك بروتوكولي أثار غضب إدارة أوباما وأعضاء الحزب الديمقراطي الذي ينتمي له الرئيس.
وقال أوباما: إنه لن يلتقي مع نتنياهو أثناء هذه الزيارة على أساس أن القيام بذلك قبل أسبوعين فقط من انتخابات عامة اسرائيلية يمكن أن يعتبر تدخلا.
وبسبب الطابع الحزبي لهذا الخلاف فقد تحول إلى أسوأ خلاف منذ عقود بين الولايات المتحدة واسرائيل التي تدير في العادة علاقاتها بحرص مع الجمهوريين والديمقراطيين.
وحذر منتقدو نتنياهو من أن احباط مفاوضات إيران يمكن أن يثير خطر اندلاع حرب جديدة في الشرق الأوسط.
