عملية عسكرية واسعة للجيش العراقي لاستعادة تكريت

تشن القوات العراقية ومسلحون موالون لها منذ فجر أمس عملية واسعة لاستعادة مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين والتي يسيطر عليها تنظيم الدولة داعش بحسب ما افادت مصادر عسكرية.
والعملية هي الاكبر لاستعادة المدينة التي سيطر عليها التنظيم المتطرف اثناء هجومه الكاسح في البلاد في يونيو الماضي بعدما حاولت القوات العراقية اكثر من مرة استعادتها لتقابل بقتال عنيف من التنظيم كان يدفعها الى التراجع.
وقال ضابط برتبة لواء في الجيش ضمن قيادة عمليات صلاح الدين “بدأ قرابة 30 الف مقاتل من الجيش والشرطة الاتحادية ومكافحة الارهاب والحشد الشعبي وابناء العشائر عمليات تحرير مدينة تكريت وقضاء الدور (جنوب تكريت) وناحية العلم (شمالها)”.
واشار الضابط الى ان القوات تتقدم باتجاه المدينة عبر “ثلاثة محاور اساسية باتجاه الدور والعلم وتكريت.. كما سيتم التحرك بمحاور فرعية اخرى لمنع تسلل وهروب داعش” وهو الاسم المختصر الذي يعرف به التنظيم.
واشار الضابط الى ان العملية تتم تحت غطاء ناري كثيف من طيران الجيش العراقي والمدفعية.
واكد ضابط آخر برتبة لواء في الجيش العراقي ان “القوات الأمنية تتقدم حاليا من ثلاثة محاور الأول باتجاه قضاء الدور (جنوب) والثاني باتجاه قضاء طوز خورماتو شرق تكريت للتوجه الى مركز المدينة والثالث باتجاه شمال المدينة من جامعة تكريت (التي تتمركز فيها قوات عراقية) وقاعدة سبايكر”.
واكد قائد عمليات صلاح الدين الفريق الركن عبدالوهاب الساعدي “سنتعامل مع أهالي صلاح الدين كأخوة واغلب العوائل في تكريت تم اخلائها”.
وكان هادي العامري السياسي البارز وزعيم ميليشيا “منظمة بدر” التي تعد من اقوى الفصائل الشيعية المسلحة قد دعا السبت الماضي سكان تكريت الى مغادرتها خلال 48 ساعة بهدف “حسم معركة ‘ثأر سبايكر’ ضد الدواعش” في اشارة الى عناصر التنظيم المتطرف.
وتقع قاعدة سبايكر قرب تكريت وشهدت خلال هجوم تنظيم داعش في يونيو خطف مئات المجندين الشيعة من القاعدة قبل اعدامهم بشكل جماعي.
واتى انطلاق الهجوم على تكريت بعد ساعات من زيارة قام بها رئيس الوزراء حيدر العبادي الى مقر القيادة العسكرية في مدينة سامراء جنوب تكريت ليعلن انطلاق عمليات عسكرية “لتحرير” محافظة صلاح الدين ومؤكدا ان “الاولوية” في هذه العملية ستكون حماية المدنيين.
وأعلن العبادي بداية عمليات صلاح الدين أمس الأول خلال زيارة لمدينة سامراء التي تسيطر عليها القوات الحكومية حيث تجمع بعض القوات ورجال الفصائل في إطار قوة تعد بالآلاف لشن الهجوم.
ومن الممكن أن يؤثر سير العمليات في محافظة صلاح الدين على الخطط الرامية لاستعادة مدينة الموصل الشمالية. وقال مسؤول أمريكي إن الهجوم على الموصل أكبر المدن الخاضعة لسيطرة داعش قد يبدأ في ابريل لكن مسؤولين عراقيين امتنعوا عن تأكيد هذا التوقيت.
وأدت ضربات جوية تقودها الولايات المتحدة منذ أشهر وتساندها ميليشيات شيعية ومقاتلو البشمركة الكردية والجنود العراقيون إلى احتواء تنظيم داعش وطرد مقاتليه من حول بغداد والشمال الكردي ومحافظة ديالى الشرقية.
لكن التنظيم يحتفظ بمعظم معاقله في صلاح الدين واستولى على أراض جديدة في محافظة الأنبار الغربية. ويسلط القتال الدائر حول منطقة البغدادي في الأنبار الضوء على التحديات المتمثلة في هزيمة مقاتلي داعش.

قد يعجبك ايضا