
البيضاء/أحمد العزي العزاني –
حرق الإطارات ومخلفات الحيوانات لغرض التدفئة خطر يتهدد الإنسان والبيئة في رداع مع اشتداد موجة البرد القارس وانخفاض معدلات درجة الحرارة إلى ما دون الصفر ونظرا للتحذيرات التي يطلقها مركز الأرصاد للمواطنين بخصوص أخذ الحيطة والحذر وخصوصا سكان المناطق المرتفعة مثل رداع وذمار فإن منطقة رداع تعاني هذه الأيام جراء البرد حيث لوحظ اندفاع وتلهف المزارعين لاستعمال وسائل تقليدية للتدفئة مزارعو القات أكثر عرضة لمخاطر استنشاق الغازات السامة والعادمة ولمزيد من تسليط الضوء حول هذه الظاهرة الخطيرة أجرينا عدداٍ من اللقاءات مع المواطنين للتعرق أكثر على حجم المشكلة:
مخاطر متعددة
الأخ المواطن علوي محمد عبدربه الحسيني
معاناتنا تتلخص في أن طلابنا يتوجهون في الصباح إلى مدارسهم لكنهم يفاجأون بسحابة من الغمام الأسود الذي يلوث الهواء وذلك نتيجة لاستعمال أصحاب القات وسيلة تدفئة خاطئة وهي عبارة عن حرق إطارات السيارات أو عمل مجموعة من الأوعية وتعبئتها بالديزل ومخلفات الحيوانات أو ما يعرف في اللهجة الدارجة (الطبنة) ويستمرون في إحراقها طيلة الليل ما يسبب أضراراٍ لنا ولأولادنا الذين يستنشقون سموما خطرة.
وأضاف الأخ علوي الحسيني: هذه المشكلة ورغم أنها لا تلقى أي تفاعل رسمي إلا أن من واجب وسائل الإعلام المختلفة توعية الناس وتوعية المزارعين بخطرها أولا على المزارع نفسه الذي يقوم بالحرق ويستمر حتى الصباح وللعلم فقدت رداع كثيراٍ من أبنائها نتيجة قيامهم في أعوام سابقة بظاهرة الحرق لتدفئة القات والآن نشاهد صوماليين يتم تشغيلهم لمثل هذه الأعمال القاتلة التي لا يرضى به لا خلق ولا دين.
تلوث بيئي
أما الأخ إبراهيم صالح محمد علوان فيرى أن قيام بعض من مزارعي القات في رداع والعرش باستعمال وسائل حرق الإطارات ومخلفات الحيوانات يعد كارثة بيئية تهدد المجتمع بالخطر ونحن نعلم بمخاطر الاحتباس الحراري وما تشهده طبقة الأوزون من انثقاب وتوسع نتيجة الملوثات الصناعية ومنها هذه الملوثات التي تكدر سماءنا بالسموم القاتلة وتتهدد حياتنا وحياة المرضى فمرضى القلب ومرضى الربو وضيق التنفس تكون معاناتهم كبيرة جراء استنشاق تلك الأدخنة المنبعثة من مزارع القات والتي تنتشر في الهواء كالنار في الهشيم ويجب على الأجهرة الأمنية القيام بواجباتها في ضبط ومنع كافة المزارعين من استخدام تلك الوسائل في التدفئة كون الأخطار والأضرار التي تسببها لا يمكن علاجها على المدى القريب.
توعية المزارعين
فيما يؤكد الأخ عبدالإله سعيد الشرعبي مسؤل ومختص الحماية البيئية:
أنه من الواجب توعية الناس والمزارعين بالأضرار التي تنجم عن حرق الإطارات وتصاعد الأدخنة السوداء التي تفتك بحياة المزارعين والمجتمع ككل وفي منطقة رداع ونتيجة للطمع والجشع بقصد الربح السريع فإن بعض ضعفاء النفوس يلجأون للتدفئة بتلك الوسائل الخطرة لأجل إطالة عمر الثمرة وتأخيرها لكي يجنوا الأرباح الباهضة فمثلا لو تفكرنا قليلا أن قيام المزارع بالسهر والتعب وحرق الديزل والمخلفات وما ينتج عنها من دخان أسود قاتم اللون له من الأضرار ما لا توصف ولا يعد وذلك كله في سبيل الحفاظ على محصول القات من موجة الصقيع أو التلف فكم هو الثمن الذي سيوفره المزارع من القات وكم هو ثمن الخسارة في صحته وروحه وحياته وعلاجه من الأدخنة السوداء القاتلة التي تؤدي إلى سرطانات وأوبئة لا تعد فالواجب أن الإنسان أولا يفكر بعقله قبل أن يقتل نفسه بيده وقد سجلت حالات وفاة كثيرة جراء قيام المزارعين بغلق كل منافذ المزرعة والبقاء داخلها مع حرق الإطارات والمخلفات الحيوانية بقصد التدفئة وما هي إلا ساعات ويتعرض الإنسان إلى اختناق بطيء ومنها إلى الوفاة فحياة الإنسان وصحته غالية عليه بلاشك فلماذا يلجأ الناس إلى مثل هذه الأساليب المميتة والقاتلة¿ وإلى متى يستمر غياب الوعي لدى المزارعين بهذه الظاهرة ¿
غياب دور الأجهزة الأمنية
أما المواطن عبدالسلام علي أحمد فأكد أنه لولا ضعف الأجهزة الأمنية وغياب دور المجالس المحلية لما تمكن المزارعون من نشر هذه السموم القاتلة في أجواء مدينة رداع وأضاف: نتيجة للأوضاع التي تشهدها مدينة رداع استغل البعض من ضعفاء النفوس وتجار الربح السريع الأوضاع لاجل التدفئة لمزارعهم عن طريق حرق الإطارات ومخلفات الحيوانات وكذلك استخدام الغاز المنزلي في تدفئة جرب القات الأمر الذي يتسبب في أزمة خانقة في الغاز المنزلي وارتفاع سعر الأسطوانة إلى 2300 ريال ومن هنا فإننا وخلال أعوام ماضية قمنا بعمل جبار تمثل في عمل وثيقة استخدام وسائل التدفئة تلك في رداع وما جاورها واستثناء مادة الغاز المنزلي وقد التزم المزارعون بذلك لكنهم سرعان ما خرقوا الاتفاق ولجأوا لتلك الوسائل الخطيرة والضارة مبررين ذلك بارتفاع أسعار الغاز وعدم وجود بدائل سوى الحرق وهذا جزء من معاناة الناس التي يجب أن يكون للأجهزة الأمنية واللجان الشعبية دور خصوصا عندنا في رداع .
مخاطر صحية
الأخ الدكتور/ عبدالله حسن العباسي ـ أخصائي أنف وأذن وحنجرة ـ ما يحدث طبيعيا خلال تنفسنا هو دخول الأكسجين إلى الرئتين من خلال القصبة الهوائية حيث يصل إلى الحويصلات الهوائية وفيها يحدث تبادل غاز الأكسجين بغاز ثاني أكسيد الكربون حيث يتم نقل الأكسجين بواسطة الدم إلى أجزاء الجسم المختلفة وأهمها الجهاز العصبي المركزي ممثلا في المخ كما يتم نقل غاز ثاني أكسيد الكربون وخلال الحويصلات الهوائية إلى القصبة الهوائية ومن ثم طرده إلى الخارج غاز أول أكسيد الكربون يمكنه الدخول وامتصاصه من الرئتين إلى الدم بسهولة ويزيد من خطورته مثلما ذكرنا سابقا ليس له طعم أو لون أو رائحة . ما يحدث عند التعرض إلى هذا الغاز السام فإنه يدخل في نفس المسار السابق مع الأكسجين ويمتص هذا الغاز من الدم مع الأكسجين ولكن قوة التصاق هذا الغاز بكريات الدم الحمراء أقوى من التصاق جزيئات الأكسجين بها بمقدار 230 مرة وهذه العملية تحرم الأنسجة حصولها على الكمية اللازمة من الأكسجين مما يؤدي إلى اختناقها تتراوح شدة الأعراض ونوعها تبعا إلى تركيز غاز أول أكسيد الكربون التي تم التعرض لها .. ومن بعض الأعراض التي تظهر على الشخص المتسمم بشكل حاد ما يلي: صداع ودوخة وعدم تركيز يكون الصداع غالبا في الجهة الأمامية من الرأس وبشكل متواصل والغثيان وتسارع في نبضات القلب وهبوط مفاجئ ومن ثم توقف التنفس فالوفاة.