الوالدان .. بين البر والـــعـــــــــــــــــقوق نöعم الجزاء وبئس المصير !!


■ استطلاع / أسماء حيدر البزاز –
(وِوِصِيúنِا الúإنسِانِ بوِالدِيúه حِمِلِتúهْ أْمْهْ وِهúنٍا عِلِى وِهúنُ وِفصِالْهْ في عِامِيúن أِن اشúكْرú لي وِلوِالدِيúكِ إلِيِ الúمِصيرْ , وِإنú جِاهِدِاكِ عِلِى أِنú تْشúركِ بي مِا لِيúسِ لِكِ به علúمَ فِلا تْطعúهْمِا وِصِاحبúهْمِا في الدْنúيِا مِعúرْوفٍا وِاتِبعú سِبيلِ مِنú أِنِابِ إلِيِ ) ,, بهذه الآية العظيمة نستهل الحديث عن عظمة طاعة الوالدين وحرمة عقوقهما تحت أي مبررات , حتى أن المولى عز وجل قرن طاعته بطاعة الوالدين فهي مقياس حقيقي لدرجة الإيمان , غير أننا للأسف نشاهد ظاهرة العقوق في واقعنا قد تجاوزت حدود العقل والممكن وتغافل العديد من أبنائنا عن الحقوق والواجبات تجاه آبائهم .. تفاصيل عديدة تجدونها في سياق الاستطلاع الآتي نتابع ..

عديدة هي صور الطاعة التي يرى العلامة إبراهيم العلفي وجوب الحديث عنها وتطبيقها تجاه الوالدين حتى يتسنى قياس درجة الطاعة والقصور في بر الوالدين ومن ذلك : المعاملة الطيبة الحسنة والرحمة والعطف والتقدير والطاعة وكل صنوف العطاء والإكرام وتجنب الكلمات الجارحة في الحديث معهما وتجنب المواقف بقصد التقليل والانتقاص لحقهما ومن ذلك الاستخفاف أو الشتم واللعن – والعياذ بالله – : فعن عبد الله بن عمرو , أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه آله وسلم : ( إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه قيل : يا رسول الله وكيف يلعن الرجل والديه ¿ قال : يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه ) .
بعد الممات
وأوضح العلفي : أن الطاعة والبر لا يقتصران فقط في حياة الوالدين , بل تمتد حتى بعد وفاتهما فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له ) وأيضاٍ عندما جاء رجل لرسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم حين قال : يا رسول الله هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به بعد موتهما قال : ( نعم أربع خصال : الدعاء لهما والاستغفار لهما وإنفاذ عهدهما وإكرام صديقهما وصلة الرحم التي لا رحم لك إلا من قبلهما ) .
وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله عز وجل ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة فيقول : يا رب أنى لي هذه ? فيقول : باستغفار ولدك لك ) .
ولا الجهاد في سبيل الله
من جهته أوضح العلامة محمد زيد أن طاعة الوالدين أعظم من الجهاد في سبيل الله وذلك حتى يعلم الإنسان عظمة هذه الصلة والمكانة التي خصها الله للوالدين والويل لمن أنكر وجحد ذلك – , ونحن نعلم جميعاٍ قصة الرجل الذي أقبل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم حيث قال : (يارسول الله جئتك من اليمن أريد الجهاد معك في سبيل الله , قال له رسول الله: (أفي اليمن أبواك ¿¿¿ قال نعم قال : وتريد الجنة قال : نعم قال: ارجع إليهما فأحسن إليهما …الخ) . وعن عبد الله بن عمرو- رضي الله عنهما- قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يبايعه فقال : جئت أبايعك على الهجرة وتركت أبوي يبكيان قال : (فارجع إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما).
أعظم الطاعات
من ناحيتها استنكرت الداعية أماني الريمي – جامعة القرآن الكريم وعلومه , ما يقوم به البعض من تقديم طاعات زوجاتهم على حساب آبائهم وأمهاتهم , بالقول أو الفعل أو العطاء والهدايا وما قد يسببه ذلك من جرح وغصة في نفوسهما ولنا في الصحابي علقمة عظة وعبرة حيث كان كثير الاجتهاد في طاعة الله في الصلاة والصوم والصدقة فمرض واشتد مرضه وهو في النزع الأخير لقنوه لا إله إلا الله ولسانه لاينطق بها وعندها علم النبي صلى الله عليه وسلم من أمه بأنه كان يؤثر عليها زوجته ويعصيها فقال : رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إن سخط أم علقمة حجب لسان علقمة عن الشهادة ثم قال : يا أم علقمة فإن سرك أن يغفر الله له فارضي عنه فوالذي نفسي بيده لا ينتفع علقمة بصلاته ولا بصيامه ولا بصدقته مادمت عليه ساخطة فقالت : يارسول الله إني أشهد الله تعالى وملا ئكته ومن حضرني من المسلمين أني قد رضيت عن ولدي علقمة وهنالك نطق علقمة بالشهادة ثم مات علقمة من يومه فحضره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأمر بغسله وكفنه ثم صلى عليه وحضر دفنه .
وعن جابر بن عبد الله , قال : ( جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله : إن أبي أخذ مالي فقال النبي صلى الله عليه وسلم للرجل : فأتني بأبيك فنزل جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إن الله عز وجل يقرئك السلام ويقول لك : إذا جاءك الشيخ فاسأله عن شيء قاله في نفسه ما سمعته أذناه فلما جاء الشيخ قال له النبي صلى الله عليه وسلم : ما بال ابنك يشكوك ¿ أتريد أن تأخذ ماله ¿ فقال : سله يا رسول الله هل أنفقه إلا على إحدى عماته أو خالاته أو على نفسي ¿ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إيه دعنا من هذا أخبرني عن شيء قلته في نفسك ما سمعته أذناك فقال الشيخ : والله يا رسول الله ما يزال الله تعالى يزيدنا بك يقيناٍ لقد قلت في نفسي شيئاٍ ما سمعته أذناي فقال : قل وأنا أسمع . قال: قلت:
غذوتك مولودا ومنتك يافعا تعل بما أجني عليك وتنهل
إذا ليلة ضافتك بالسقم لم أبت لسقمك إلا ساهرٍا أتململ
كأني أنا المطروق دونك بالذي طرقت به دوني فعيني تهمل
تخاف الردى نفسي عليك وإنه لتعلم أن الموت وقت مؤجل
فلما بلغت السن والغاية التي إليها مدى ما كنت فيك أؤمل
جعلت جزائي غلظة وفظاظة كأنك أنت المنعم المتفضل
فليتك إذ لم ترع حق أبوتي فعلت كما الجار المجاور يفعل
قال : فحينئذ أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بتلابيب ابنه وقال : ( أنت ومالك لأبيك ) .
الجزاء والعقوبة
وأما الداعية إيمان أحمد ياسين – جامعة القرآن الكريم وعلومه فقد أفادتنا عن جزاء طاعة الوالدين في الدنيا والآخرة ومن ذلك :إن طاعة الوالدين من أحب وأعظم الأعمال إلى الله و من أسباب دخول الجنة وسبب من أسباب طول العمر وزيادة الرزق وقبول الدعاء وتفريج الكربات وسبب في صلاح ذريتك وبرهم بك.

قد يعجبك ايضا