الثورة نت /..
أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أن الأوضاع المعيشية في قطاع غزة “صعبة للغاية”، مشددة على الحاجة الملحة لتوسيع المساعدات الإنسانية لتشمل الغذاء والمأوى وإصلاح وإعادة بناء البنية التحتية المتضررة.
وقالت المتحدثة باسم اللجنة، أماني الناعوق، في حوار مع صحيفة “فلسطين”، نشرته اليوم الثلاثاء، إن “الحياة اليومية لا تزال بالغة الصعوبة لمئات الآلاف من سكان قطاع غزة، على الرغم من سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر”، مشيرة إلى أن آلاف العائلات لا تزال مشتتة وتفتقد أحباءها، ويكافح السكان للحصول على الغذاء والمياه النظيفة والدواء والمأوى المناسب.
وأضافت: “أكثر من 80% من غزة تأثرت بأوامر الإخلاء خلال الأشهر الماضية، ما أدى إلى تكدس المدنيين في مساحات محدودة، بينما لا تزال الخدمات الأساسية غير فعالة في كثير من المناطق”.
وشددت على ضرورة زيادة الإمدادات لتلبية الاحتياجات العاجلة، مشيرة إلى أن النقص المستمر في المواد الأساسية خلال العامين الماضيين أدى إلى حرمان السكان من الطعام والملاجئ الآمنة ووجودهم لساعات طويلة في انتظار شاحنات المياه.
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي، بعد حرب إبادة جماعية صهيونية استمرت عامين متواصلين، غير أن جيش العدو الإسرائيلي يمارس خروقات يومية للاتفاق، وما يزال يمنع دخول غالبية المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وأوضحت المتحدثة باسم الصليب الأحمر الدولي، أن المساعدات يجب أن تُقدم بطريقة مستدامة وكفؤة وشاملة، لا تقتصر على الغذاء والمأوى، بل تشمل أيضًا إصلاح وإعادة بناء البنية التحتية، لضمان قدرة السكان على العيش بكرامة رغم الظروف الصعبة التي يواجهونها، حيث تنعدم الخصوصية والمساحة الكافية ومرافق النظافة والصرف الصحي.
وذكرت أن سكان غزة عانوا لأكثر من 24 شهرًا من أعمال عدائية واسعة النطاق ونزوح جماعي، وأن الاحتياجات الإنسانية لا تزال هائلة، ومع حلول فصل الشتاء وهطول الأمطار الغزيرة، تتفاقم معاناة النازحين في خيام وملاجئ مؤقتة، غير قادرة على الصمود أمام الأمطار والبرد، ما يعرض آلاف العائلات للفيضانات والبرد القارس.
وأشارت إلى أن الأحوال الجوية القاسية تزيد من خطر انهيار المباني المتهالكة، وقد أودى انهيار 46 مبنى متضررًا منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار الأخير بحياة 18 مواطنًا، وفق وزارة الداخلية والأمن الوطني في غزة.
وحذرت الناعوق من أن ضعف البنية التحتية يزيد من خطر انتشار الأمراض بسبب نقص نظام الصرف الصحي، والمياه غير الآمنة، وتلوث مصادر المياه، وانتشار القوارض والآفات، مما يرفع احتمالية الإصابة بالإسهال والدوسنتاريا والتيفوئيد والتهاب الكبد الوبائي (أ).
وأفادت بأن النظام الصحي في غزة “يعاني من انهيار شبه كامل”، مع نقص حاد في الإمدادات الطبية، في ظل استقبال مستمر لجرحى الحرب، ما يحرم غالبية المرضى من العلاج الفعال ويزيد من خطر العدوى.
واختتمت الناعوق حديثها بالإشارة إلى أن استمرار “إسرائيل” في عدم الالتزام بتعهداتها ضمن اتفاق غزة، من وقف إطلاق النار وصولًا إلى إدخال شاحنات المساعدات الغذائية والطبية ومواد الإيواء، ما يفاقم الأوضاع الإنسانية الصعبة في القطاع.
