تعليق مهام كبير مذيعي (إن بي سي) لاتهامه بالكذب


واشنطن/ (أ ف ب) –
تم أمس الأول تعليق مهام كبير مذيعي قناة ان بي سي برايان وليامز لستة اشهر بلا راتب بسبب محاولته تضخيم ذكرياته حول وجوده في العراق في 2003م ما شكل زلزالا في قطاع الإعلام المرئي والمسموع الأمريكي.
فحتى مطلع فبراير كان وليامز الذي قدم أخبار المساء في قناة (إن بي سي) منذ 2004م أحد المذيعين الأكثر شهرة في الولايات المتحدة ويحظى بقدر كبير من الاحترام. وكان جدد عقده في ديسمبر مع القناة لخمس سنوات مقابل حوالي 10 ملايين دولار سنويا. وسرى تعليق مهامه فورا على ما اعلنت رئيسة (إن بي سي) نيوز ديبرا تورنيس مساء أمس الأول في مذكرة داخلية مشيرة الى توقيف راتبه في هذه الفترة.
ففي اثناء نشرة المساء في 30 يناير اكد برايان وليامز الذي يتولى رئاسة تحرير النشرات كذلك على الهواء أن مروحية كان يستقلها في 2003م تعرضت لهجوم بقاذفة صواريخ. وكان روى قصة مشابهة في 2013م لمقدم البرامج الفكاهي ديفيد ليترمان. لكن يبدو أنه بدل في قصته مع الوقت. ففي 2003م أكد وليامز: “بعد الهبوط علمنا ان (مروحية) تشينوك التي كانت امامنا كادت تنفجر في الهواء”.
وكتبت تورنيس: “برايان اساء نقل الوقائع التي جرت في اثناء تغطيته الحرب في العراق في 2003م. لاحقا بات واضحا انه كرر ذلك في مناسبات عدة في اثناء روايته لهذه القصة. لكنه اخطأ وهذا امر غير لائق بأحد في موقع برايان”. واضافت: ان القناة “قلقة كذلك حيال تعليقات ادليت خارج القناة فيما كان برايان يروي تجربته الميدانية”.
وبعد نشره 30 يناير شكك عسكريون في صيغة رواية المذيع. واكد قائد طائرة ان المروحية التي استقلها الصحافي في العراق كانت تبعد 30 دقيقة على الاقل عن تلك التي استهدفها اطلاق نار ما اثار عاصفة تعليقات على شبكات التواصل الاجتماعي. عندئذ قدم وليامز اعتذاراته على الهواء في 5 فبراير مؤكدا انه ارتكب “خطا”.
وأقر لاحقا “كنت في طائرة تتبع” المروحية التي تعرضت للنيران. واضاف: “لقد ارتكبت خطأ خلال نقل هذه الوقائع التي تعود الى 12 سنة”. وشكك كثيرون في ارتكابه خطأ واتهموه بالكذب في نقل ما حدث مؤكدين ان الخطأ غير ممكن ان تعرض احدهم لاطلاق نيران قاذفة صواريخ. بدلا من تهدئة اللعبة اثارت اعترافاته سخطا فيما اعتبر معلقون ان وليامز فقد مصداقيته ومن الصعب ان ينفد من الزوبعة الاعلامية تلك.
وفتحت قناة ان بي سي تحقيقا داخليا بحسب وسائل الإعلام الأمريكية فيما أعلن وليامز السبت انه انسحب طوعا من إذاعة النشرات الاخبارية “في الأيام التالية”. ومع تواصل التحقيق ادلى رئيس مجلس ادارة مجموعة ان بي سي يونيفرسال ستيف بورك بتصريحات قاسية وجهها الى المذيع الذي رمز الى القناة في النشرات الاخبارية وعاد عليها بعشرات الملايين من الدولارات من الاعلانات سنويا.
وقال في نهاية المذكرة: ان “برايان من خلال تصرفاته هدد الثقة التي وضعها ملايين الامريكيين في قناة ان بي سي الاخبارية. تصرفاته لا يمكن تبريرها وهذا التعليق قاس ومناسب”. لكنه اضاف ان وليامز اطلعه على “ندمه العميق. وهو يريد استعادة ثقة الجميع” متحدثا عن منحه “فرصة ثانية”. وتأتي هذه الحادثة فيما تكافح قنوات التلفزيون الأمريكية للحفاظ على نسب مشاهدي نشراتها الاخبارية المسائية منذ سنوات عدة.

قد يعجبك ايضا