قمة رباعية لحل الأزمة الأوكرانية اليوم في مينسك

تنطلق اليوم في مينسك عاصمة روسيا البيضاء القمة الرباعية التي تضم ألمانيا وفرنسا وروسيا وأوكرانيا بهدف محاولة للوصول لاتفاق سلام وإيجاد حل للازمة الأوكرانية وإنهاء حرب مستمرة منذ عشرة أشهر في شرق البلاد خلافت أكثر من 5400 قتيل رافقتها أزمة سياسية حادة بين روسيا والدول الغربية في حين حذرت موسكو من أن تزويد واشنطن لكييف بالأسلحة سوف يزيد من زعزعة الوضع فى أوكرانيا ..
وفي هذا السياق واصل الدبلوماسيون للدول الأربع أمس عقد مشاوراتهم التي بدأت أمس الأول تحضيرا للقمة التي دعت إليها الحكومة الألمانية وتهدف إلى إحياء اتفاقية (مينسك) التي وقعها طرفا النزاع في الخامس من سبتمبر من العام الماضي.
وستكون الساعات الـ24 المقبلة حيوية في ختام اسبوع من التحركات الدبلوماسية المكثفة بعد مبادرة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل إلى زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لطرح خطة سلام بعد عرضها على الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو..
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الألمانية مارتين شيفر في مؤتمر صحفي: “نهدف من خلال هذه المشاورات بحث ملفات الخلاف الرئيسية التي نصت عليها اتفاقية مينسك وهي مسألة الحدود وسحب الأسلحة الثقيلة من مناطق النزاع وخط الهدنة بين الجيش الأوكراني والمسلحين وصلاحيات مناطق حكم ذاتي محتمل في شرق أوكرانيا”.
وأعلنت الحكومة الألمانية أن المستشارة انجيلا ميركل اتفقت مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس أوكرانيا بيترو بوروشينكو على عقد المحادثات الرباعية في عاصمة روسيا البيضاء (مينسك) وذلك بعد الاتفاق على جدول أعمالها..
وكان وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير قد أعلن انه من غير عقدها “
وقال: “نأمل أن تتم تسوية النقاط التي لا تزال عالقة” في إشارة إلى التحفظات التي عبر عنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأحد..
وفي هذا الإطار سارع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى التحذير من ان “العديد من النقاط” بحاجة إلى الحل قبل عقد القمة
كما حذر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف من انه لا يمكن لأي كان ان يستخدم لهجة التحذير أثناء التحدث مع بوتين بشان مفاوضات السلام في معرض تعليقه على أنباء صحفية أمريكية مفادها أن ميركل هددت روسيا بفرض عقوبات جديدة إذا رفضت خطة السلام الفرنسية الألمانية.
وفي المقابل قال المسؤول في وزارة الخارجية الأوكرانية اوليكسي ماكييف: “هدفنا الرئيسي هو تحضير العناصر الضرورية لوثيقة تقبل بها أوكرانيا”.
ومن بين القضايا الخلافية الأساسية “وضع الأراضي” التي سيطر عليها المسلحون فيما تصر كييف على عدم تغيير خط التماس الذي تم التوافق عليه في اتفاق سابق تم التوصل إليه في سبتمبر الماضي.
كما أن إحدى النقاط الرئيسية الأخرى في خطة السلام الأوروبية هي مراقبة الحدود الأوكرانية الروسية في الأراضي التي يسيطر عليها المسلحون فكييف تطالب بالسيطرة عليها بالتعاون مع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لكن موسكو ترفض حتى التطرق إلى ذلك وتريد من أوكرانيا الاتفاق مع المسلحين حول هذه النقطة بحسب مصدر حكومي أوكراني.
وأضاف المصدر: إن فكرة كتيبة لحفظ السلام ذكرت لكن المفاوضات تعرقلت أمام جنسية جنودها.
وقد أجرى القادة الأربعة ميركل وبوتين والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو الاحد الماضي “محادثات هاتفية مطولة” واعتبروا ان القمة المرتقبة هي خطوة للتوصل الى “تسوية متفاهم عليها” تنهي النزاع وفق ما أعلنت برلين.
من جانب آخر أعلن وزير الخارجية الاسباني جوزيه مانويل غارسيا ان العقوبات “لها كلفة كبيرة جدا على الجميع لقد خسر الاتحاد الأوروبي حتى الآن 21 مليار يورو في مجال الصادرات”
وفي إطار الرفض الأوروبي لتسليح أوكرانيا أعرب وزير خارجية النمسا سيبستيان كورتس عن معارضة بلاده تزويد الجيش الأوكراني بالأسلحة لقتال المسلحين المدعومين من روسيا في الشرق الاوكراني ايا كانت نتائج القمة الرباعية التي ستعقد غدا في روسيا البيضاء لمناقشة الأزمة الأوكرانية.
وحذر الوزير كورتس في تصريح صحفي من عواقب عسكرة الأزمة الأوكرانية ..موضحا ” أن تزويد أي طرف بالأسلحة سيؤجج الصراع بصورة خطيرة”.
كما اعتبر وزير الدفاع البولندي توماس سيمونياك إن تزويد أوكرانيا بالسلاح خيار أخير , ولكنه خيار يجدر تفاديه لأنه قد يؤدي إلى تصعيد في الصراع في شرق أوكرانيا.
وأضاف الوزير في تصريحات صحفية: ان “تزويد أوكرانيا بالسلاح هو الخيار الأخير المحتمل ولكن يجدر تفاديه.”.مؤكدا أن بولندا ليس لديها خطط لإرسال معدات عسكرية ثقيلة لأوكرانيا.”
وعلى صعيد متصلتوجهت المستشارة الألمانية الألمانية انجيلا ميركل إلى واشنطن لاطلاع الرئيس الأمريكي باراك اوباما على المبادرة الأوروبية للسلام في اوكرانيا فيما يواجه اوباما ضغوطا سياسية من الداخل لتزويد الجيش الأوكراني بالسلاح وتعزيز قدراته الدفاعية.
وترى عدد من الدول الأوروبية ومن بينها ألمانيا انه لن يكون بمقدور السلاح تغيير المعادلة على الأرض بين كييف والمسلحين بل انه ببساطة سيساهم في تصعيد النزاع الذي أسفر في اقل من عام واحد عن مقتل 5400 شخص على الأقل.
في حين أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما امس الأول انه لم يتخذ بعد قرارا في شأن تسليح القوات الأوكرانية. .
وقال اوباما في تصريحات صحفية: “ان احتمال الدفاع الفتاك هو احد الخيارات التي يتم درسها. ولكنني لم اتخذ قرارا بشأن ذلك بعد”.
وأضاف: “هدفنا ليس تسليح أوكرانيا لتواصل عملياتها الهجومية بل فقط لتدافع عن نفسها”.
ميدانيا… لقي سبعة جنود اوكرانيين وخمسة مدنيين مصرعهم في معارك خلال الساعات الـ24 الماضية في شرق اوكرانيا..
وقال الناطق باسم هيئة أركان القوات المسلحة الأوكرانية فلاديسلاف سيليزنيف خلال مؤتمر صحافي: إن “سبعة جنود قتلوا وأصيب 23 في معارك وإطلاق نار على مواقع” تابعة للجيش.
وفي موازاة ذلك قتل ثلاثة مدنيين وأصيب سبعة بقصف مدفعي على ديبالتسيفي المدينة الخاضعة لسيطرة الجيش الأوكراني لكن مهددة بأن يطوقها المسلحون كما أعلنت الشرطة الأوكرانية في كييف
وفي دونيتسك قتل مدنيان بحسب حصيلة اوردتها رئاسة البلدية….

قد يعجبك ايضا