الطاقة الاستيعابية للشوارع



قد لا يصدق أحد من الناس أن معظم أسباب الاختناقات المرورية لا دخل لشرطة السير في حلها لأن دور شرطة السير هو تنظيم الحركة المرورية فقط والحلول للمشاكل الموجودة في الشوارع هي بيد الجهات الأخرى التي يفترض أن تقوم بواجبها في إيجاد حلول للمشاكل التي تسبب عرقلة لحركة السير ويؤدي وجودها إلى الإضرار بمصالح عموم المواطنين بسبب تعطل مصالحهم وتأخرهم عن الوفاء بالتزاماتهم في الوصول إلى الأماكن التي يريدون الوصول إليها في الوقت المحدد.
إن من أسباب حصول الاختناقات المرورية ضيق الشوارع التي تعاني في معظمها من ضيق لا يتناسب مع حجم الحركة المرورية وخاصة في الشوارع الموجودة في المنطقة المركزية من العاصمة التي تم تخطيطها في ستينات وسبعينات القرن الماضي بل بعضها يعود تاريخ تخطيطه إلى خمسينات القرن الماضي عندما كان عدد السيارات بعدد أصابع اليد الواحدة وهذه الشوارع أصبحت تشكل عبئا كبيرا على الحركة المرورية كونها أصبحت تواجه أعدادا هائلة من السيارات تفوق قدرتها الاستيعابية المحدودة ولذلك نجد أن هذه الشوارع تختنق فيها الحركة المرورية بدون سبب غير أن أعداد السيارات فيها كبير إلى درجة أنها لا تتحرك فيها السيارات إلا بصعوبة خاصة في التقاطعات حيث يتم توزيع زمن الحركة بين الاتجاهات الأربعة وتتراكم السيارات في هذه الاتجاهات بسبب أعدادها الكبيرة.
إن الناظر إلى شارع القيادة وشارع الدائري بكامل أجزائه وشارع شعوب وشارع الزراعة وشارع حدة وحتى شارع الزبيري وغيرها من الشوارع يجد أن هذه الشوارع تستقبل أعدادا كبيرة من السيارات التي تتحرك فيها على مدار الساعة ويحدث فيها اختناقات مرورية كبيرة في أوقات الذروة بسبب ضيقها وزيادة أعداد السيارات عن قدرتها الاستيعابية وقد يقول أحد القراء ما هو الحل ¿
إن الحل يكمن في النقاط التالية:
-العمل على الاستمرار بإقامة الجسور والأنفاق في هذه الشوارع
-العمل على توسيع بعض هذه الشوارع بإزالة المباني مثل توسيع شارع كلية الشرطة الذي يعتبر عنق زجاجة فهو يتسع من الشمال ومن الجنوب ولكنه يضيق في الشارع الواقع بين المالية وجسر الصداقة
-منع وقوف السيارات تماما في هذه الشوارع وإيجاد مواقف متعددة الأدوار حول هذه الشوارع
-تحويل الحركة المرورية في بعض هذه الشوارع إلى اتجاه واحد.
-تصغير حجم الأرصفة بهدف توسيع حجم الشارع .
-البحث بشكل جدي عن وسائل مواصلات عامة تتناسب في حجمها وعدد ركابها مع العدد الكبير من الركاب ذلك أن الباص سعة أربعين راكبا سوف يكون بديلا للباصات ذات السعات الصغيرة والتي تسبب عرقلة شديدة لحركة السير خاصة وان السيارات الأجرة والباصات أصبحت تفوق الحاجة الحقيقية لمدينة صنعاء بأضعاف مضاعفة وأصبح عددها يشكل عائقا كبيرا أمام الحركة المرورية ذلك أن عددها أصبح يفوق القدرة الاستيعابية للشوارع ولا زالت تتكاثر تكاثر سرطان واستمرار هذا النوع من وسائل المواصلات العامة سوف يسبب زيادة كبيرة في الاختناقات المرورية الحاصلة الآن

مدير شرطة سير أمانة العاصمة صنعاء

قد يعجبك ايضا