حلول أمنية



لا نحتاج إلى المناصب الرسمية للعمل من أجل الوطن, في الأسبوع الماضي أتيح لي فرصة أن أكون أحد المتحدثين في تيدكس الجامعة اللبنانية بصنعاء , وتحدثت حول الحلول الممكنة للمعضلة الأمنية في اليمن, عرضت لبعض الأسباب التي أدت إلى ضعف الجهازين الأمني والشرطي في اليمن والتي مع الأسف الشديد لازالت قائمة حتى اللحظة ولايمكن إعادة بنائهما على أسس سليمة مالم يتم معالجتها ومنها :
– إنتشار السلاح الناري في أيدي المواطنين والجماعات خارج النطاق الرسمي.
– ضعف المنهاج التدريبي الشرطي .
– تدني مستوى الأجور في سلك الشرطة.
وعرضت للحلول الممكنة والتي لا يحتاج بعضها إلى أكثر من إرادة لدى قادة وزارة الداخلية, وحتى الأسباب المذكورة أعلاه تستطيع وزارة الداخلية إزالتها, ففي الوقت الذي تمتلك الداخلية فيه عدد كبير جدا من الحاصلين على درجة الدكتوراة وتستطيع الاستفادة من علمهم لتحديث المنهاج الشرطي, تستطيع أيضا حمل ملف تسوية رواتب الشرطة بمساواتهم بالقضاء والنيابة على أقل تقدير وتستطيع الوزارة أيضا استغلال التغيرات الحادثة في البلد لعمل حل مناسب نضمن به ألا يكون السلاح بيد أحد غير الشرطة.
إعادة تدريب وتأهيل الشرطة سيكون كفيلا بتصفية القوة ممن لا تتوافر فيهم شروط الكفاءة للعمل في سلك الشرطة وبالتالي الاستفادة الكاملة من القوة البشرية كبيرة العدد التي تمتلكها وزارة الداخلية اليوم وهي فرصة حقيقية لنشر مفهوم الشرطة المجتمعية بين أوساط الشرطة لتغيير الاستراتيجية القديمة التي لم تعد مجدية بالاستراتيجية التي أثبتت نجاحها في كل بلد انتهجت فيه.
استثمار الإدارات العامة التابعة للوزارة في تشجيع التقارب بين الشرطة والمجتمع وبدء الفعاليات التي تحقق ذلك لا يحتاج أكثر من ( إرادة قوية ) نحو تصحيح الأخطاء القاتلة التي استسلمنا لها طويلا فأضعفت جهازنا الشرطي والإمكانات التي يمتلكها التوجيه المعنوي والاتحاد الرياضي ومراكز الشرطة وغيرها من إدارات وأفسام وزارة الداخلية كفيلة بأن نبدأ في التهيئة لتطبيق الاستراتيجية.
حدث تيدكس الجامعة اللبنانية بعنوان ( خارج الصندوق – Outside the box ) كان دعوة لأن نخرج من قيود الروتين الممل إلى فضاء الإبداع والابتكار للحلول في كل مجال من المجالات , ولعل المجال الأمني أهمها, والاستعداد المجتمعي للتعاون مع الشرطة الذي وجدته في مجتمع الحاضرين للفعالية يؤكد أن وزارة الداخلية أمام فرصة تاريخية عليها أن تستغلها.
لكل مشكلة حل , ولمشكلاتنا الأمنية العديد من الحلول الأمنية.
همسة أمنية :
لمرحلة لطفولة خصوصية يجب ألا نغفلها في حياة أطفالنا حتى ينشئوا نشأة سوية ويكونوا أعضاء صالحين منتجين في المجتمع , فلنحفظ لهم طفولتهم.
دام اليمن ودمتم بإذن الله سالمين.

قائد شرطة الدوريات الراجلة – سابقا.
alwajih@yahoo.com

قد يعجبك ايضا