السيد عبدالملك الحوثي: الإعلان الدستوري خطوة تاريخية وضرورية.. والشعب اليمني العظيم جدير بأن يعيش حياة كريمة


شهدت العاصمة صنعاء عصر أمس مهرجانا جماهيريا حاشدا في ساحة مدينة الثورة الرياضية بمناسبة انتصار إرادة الشعب ومباركة الإعلان الدستوري .
وفي المهرجان الجماهيري ألقى السيد عبدالملك الحوثي كلمة اعتبر فيها صدور الإعلان الدستوري يوم أمس الأول بأنه خطوة تاريخية وضرورية ومهمة وكان لابد منها موضحا أن هذه الخطوة جاءت لتواجه الفراغ الذي أراد الآخرون من خلاله استهداف هذا الشعب والالتفاف عليه .
وقال :” إننا في هذه اللحظة التاريخية التي تقدم فيها شعبنا اليمني الثائر العظيم خطوة مهمة نحو الأمام فيما يسعى إليه من الوصول إلى الحرية والعزة والكرامة والاستقلال إلى التخلص والانعتاق من حالة الظلم والفساد والاستبداد”.
وأضاف :” إننا في هذه اللحظة المهمة والتاريخية نبارك لشعبنا اليمني العظيم هذا العنفوان وهذا الإباء وهذا الاهتمام والإحساس العالي بالمسؤولية هذا التقدم المستمر نحو الأمام نحو المستقبل الواعد”. مؤكدا أن الشعب اليمني العظيم جدير بأن يعيش حياة حرة حياة كريمة حياة سعيدة وجدير بأن يحقق أهدافه المشروعة وان يصل الى مطالبه المحقة والعادلة.
واستدرك قائلا :” ولكن للأسف فإن البعض من القوى السياسية والبعض من المتآمرين في الداخل والخارج لم يفهموا هذا الشعب جيدا ولم يستوعبوا ان شعبنا اليمني العظيم هو مصمم على الوصول إلى أهدافه المشروعة والمحقه والعادلة إلى تحقيق حياة كريمة إلى بناء دولة حقيقية دولة المؤسسات دولة للشعب في خدمة الشعب دولة لليمنيين كل اليمنيين”.
وأشار إلى أن هناك من كان يسعى من استمرار الفراغ في السلطة إلى تعطيل كل مؤسسات الدولة وأن يترافق مع هذا الفراغ تحريك للأوراق الأخرى ونشاط مكثف من جديد للقاعدة يستهدف هذا الشعب في أمنه وفي استقراره بجانب استهداف وحدته وتمزيق نسيجه الاجتماعي وتمزيق الوطن إلى كانتونات مبينا أن هذا الفراغ كان بمثابة مؤامرة بكل ما تعنيه الكلمة وكان خطوة سلبية وظالمة تجاه هذا الشعب .
وأوضح أن ثورة 21 سبتمبر أتاحت المجال للشراكة لان يشترك الجميعولكنهم هم الذين لم يقتنعوا بالشراكة لافتا إلى أن بقاء البلد في حالة فراغ دستوري ليس من مصلحة البلد ولا يعكس أي ايجابية ولا فائدة بل كانت ستنتج عنه مخاطر حقيقية تهدد الاقتصاد بشكل كبير ومخاطر أمنية ومخاطر أكثر من أمنية تهدد استقلال هذا البلد ووحدة هذا الوطن ومخاطر أيضا على المستوى السياسي .
وأكد السيد عبدالملك الحوثي أن الإعلان الدستوري الذي صدر أمس الأول وتضمن قواعد منظمة للحكم خلال المرحلة الانتقالية جاء ليسد هذا الفراغ وهذا كله في مصلحة الشعب ومن اجل الشعب ومن أجل مواجهة تلك الأخطار والمؤامرات ضد هذا الشعب الأبي والعزيز والحر والكريم والعظيم مشددا على أن هذا البلد يتسع لجميع أبنائه ولا يقبل بمنطق الإلغاء ولا يقبل أبدا بمنطق الإقصاء ولا يقبل أبدا بأن تتحول العملية السياسية الى لعبة والى محطة للتآمرات وفق أجندة خارجية أو مشتركة بين قوى في الداخل وقوى في الخارج .
ومضى قائلا :” ولذلك نقول ان هناك فرصة حقيقية لتلك القوى السياسية لان تلحق بركب هذا الشعب العظيم وان تصحح منطلقاتها وتوجهاتها وان يكون المعيار الأهم والمعيار الرئيسي لتحرك الجميع هو مراعاة المصلحة الوطنية العليا لهذا الشعب ومصلحة هذا البلد فوق كل الاعتبارات فوق التوجهات الحزبية الضيقة أو المناطقية الضيقة لان في مصلحة هذا البلد مصلحة لجميع القوى السياسية والمكونات الاجتماعية وسيستفيد منها الجميع ويكون المكسب والصالح العام للجميع” .
وشدد على أنه ليس الخطأ الإعلان الدستوري الذي جاء ليسد الفراغ وفتح الطريق أمام الجميع ليتحركوا بمسؤولية لبناء مستقبل هذا البلد بل الخطأ ما يقوم به البعض من تآمر بإثارة فتن أو تخريب مصالح عامة عائدها للشعب اليمني كله أو تحريض واستدعاء للدور الخارجي على نحو سلبي لاستهداف هذا البلد أو السعي للإضرار بهذا الشعب.
ودعا كافة القوى السياسية إلى ان تتعاطى بكل ايجابية مع هذا الإعلان الدستوري الذي أرسى قواعد حكيمة وقواعد متينة للشراكة تتسع للجميع ومنها المجلس الرئاسي الذي يمكن ان تتمثل فيه أهم التيارات والمكونات التي تنشد خدمة هذا البلد وكذا المجلس الوطني الذي سيستوعب أعضاء مجلس النواب ويستوعب المزيد ممن لم يكونوا ممثلين فيه من المكونات الأخرى والمستقلين وبحيث يصحب هذا المجلس مؤسسة وطنية بكل ما تعنيه الكلمة موضحا أن المسار المحدد للمرحلة الانتقالية بموجب الإعلان الدستوري يعتمد أساسا على مضامين مخرجات مؤتمر الحوار الوطني المتفق عليها من قبل جميع الأطراف السياسية وعلى ما رسمه اتفاق السلم والشراكة من خطوات أساسية ومهمة.
وتابع قائلا :” ولذلك لا يوجد أي مبرر على الإطلاق للتعاطي السلبي من قبل أي مكون سياسي تجاه هذا الإعلان لان هذه الخطوات ليس فيها حرمان ولا استبعاد ولا شطب لأي مكون سياسي أو قوة سياسية أو مكون اجتماعي في هذا البلد” مشددا في هذا الجانب على انه لن يكون هناك أي إقصاء ولا إلغاء أبدا وأن مبدأ الشراكة سيبقى هو المبدأ الأساس الذي يتم الاعتماد عليه في المرحلة الانتقالية .
وتطرق السيد عبدالملك الحوثي إلى مواقف المجتمع الدولي تجاه التطورات على الساحة اليمنية.
واستطرد قائلا :” اما الموقف الخارجي إذا جئنا لنحسب حساباته فيما يتعاطاه تجاه هذا البلد إذا كان يهمه مصلحة هذا البلد فالإعلان الدستوري هو ينشد هذه المصلحة وهو يؤسس لهذه المصلحة وهو ينطلق أساساٍ من هذه المصلحة هذه هي حساباته وهذه هي منطلقاته واذا كان الخارج يتعاطى لاعتبارات أخرى سلبية نحو هذه البلد فالمشكلة مشكلته لأن شعبنا اليمني العظيم هو بنفسه لا يشكل أبدا خطرا لا على القوى في المجتمع الدولي ولا الإقليمي” مؤكدا أن الشعب اليمني العظيم شعب ينشد السلام والاستقلال ويحرص على ان تكون علاقاته إيجابية وتأثره بالسياسة الخارجية تأثراٍ إيجابياٍ ويتمنى لكل مجتمعنا الإنساني ولكل امتنا الإسلامية الاستقرار والأمن ويرغب ويرجو من الله سبحانه وتعالى ان يخرج امتنا من محنتها جراء انقساماتها ومشاكلها الداخلية التي هي نتاج المؤامرات الخارجية “.
ومضى قائلا :” ولذلك أتوجه بالنصح إلى المجتمع الخارجي سواء على مستوى الوطن العربي أو على مستوى المجتمع الدولي بدلا من ان تشغلوا أنفسكم ببيانات إدانة أو مواقف سلبية يمكن أن تخسروا بها هذا الشعب اليمني وهو شعب مهم وكبير وعظيم المفترض ان تتعقلوا وان تتعاطوا ايجابيا تجاه بلد يتعاطى معكم بإيجابية يمد يد السلام ويمد يد الإخاء وبالتالي يفترض ان تتعاطوا معه بكل ايجابية وان تدركوا ان الحكمة هي في مراعاة هذا الشعب وليس في مراعاة بعض القوى السياسية التي ترى بالغلط مصلحتها في الإضرار بهذا البلد والتآمر على هذا الشعب”.
وأردف :” إذا كان الخارج يريد اليمن بلدا مستقرا وليس بلدا منهارا وخاضعا للقاعدة بكل ما تمثله من خطورة على الأمن الاقليمي والدولي والمحلي وبالدرجة الأولى ما تمثله من خطورة على وطننا العربي وعلى مجتمعنا في العالم الإسلامي فإن اليمن بثورته هو أقوى وهو أكثر انعتاقا وخلاصا من هيمنة القاعدة ” معتبرا ان المخاطر التي تهدد هذا البلد وفي مقدمتها خطر القاعدة هي صنيعة للمخابرات الأجنبية التي تسعى لضرب هذا البلد وأن ثورة 21 سبتمبر بكل قوتها وعنفوانها حالت دون سقوط هذا البلد تحت هيمنة القاعدة الأمر الذي كان سيجعل القاعدة تستغل هذا البلد منطلقا لانشطتها تجاه بقية الشعوب في هذه المنطقة.
وبشأن الوضع الاقتصادي .. قال السيد عبدالملك الحوثي :” قد يحاول البعض ان يخيف شعبنا في هذا الجانب وانا أقول لشعبنا اليمني العظيم لا تقلق توكل على الله المطلوب فيما يتعلق بالشأن الاقتصادي هو ان يستمر القطاع الحكومي في القيام بواجبه وهذه مسؤولية لا مناص منها أبدا وأي طرف داخل القطاع الحكومي فيما يتعلق بالشأن الاقتصادي يحاول ان يتلاعب أو يتآمر أو يستهدف هذا الشعب في اقتصاده ان سيتعرض للمساءلة والحساب ” مؤكدا أن على القطاع الخاص مسؤولية في ان يستمر في نشاطه التجاري والاقتصادي وأن يدرك أن من يسعى للتلاعب في هذا السياق فإن اللعب باقتصاد هذا البلد بمعيشة هذا الشعب خط احمر لا يمكن القبول به أو التغاضي عنه.
وبشأن معالجة القضية الجنوبية قال السيد عبدالملك الحوثي :” سنحرص في المرحلة الانتقالية على ان نلتفت إلى اخوتنا الجنوبيين الذين طالما ظلموا من القوى ذاتها التي تسعى للتعطيل والتي تسعى لإثارة الفتن ولتخريب المصالح العامة باعتبارها كانت وراء ظلمهم ومعاناتهم”.
وأضاف :” اليوم أيدينا ممدودة بكل محبة لإخوتنا الجنوبيين لينهضوا بدورهم الوطني بشكل بارز ومتميز وعادل ونحن داعمون لذلك وان نكون معهم بكل محبة بكل جد للخلاص من مظالمهم وحاضرون أيضا إلى كل أبناء شعبنا اليمني العظيم”.
وأردف :” هذه الثورة هي ثورة كل الشعب هي ثورة الشمال وثورة الجنوب ثورة تعز وثورة مارب ثورة تهامة وثورة صعدة هي ثورة اليمنيين كل اليمنيين وما تسعى لتحقيقه هو مصلحة كل اليمنيين بدون استثناء هذه الثورة تمثل إرادة شعبنا اليمني العظيم الموحد وتعبر عن إرادة هذا الشعب الصامد الذي سيكون أقوى من كل المؤامرات .
وكانت قد ألقيت خلال المهرجان كلمة ترحيبية عن اللجان الثورية ألقاها خالد المداني حيا فيها الحشود الجماهيرية التي حضرت إلى ساحة المهرجان للاحتفال بهذه المناسبة الوطنية العظيمة المتمثلة بانتصار إرادة الشعب ..مؤكدا أن إرادة الشعب كانت هي الغالبة لأنها من إرادة الله سبحانه وتعالى وان إرادة الله لا غالب لها .
وقال مخاطبا الجماهير: “حضوركم بهذا الحماس يشكل انتصارا بحجم انتصار الإعلان الدستوري” .. مشيرا إلى ان قياس مدى ترجمة الإعلان الدستوري هو بإرادة الشعب اليمني العظيم .
وأضاف: ” ان تحقيق الشعب اليمني لتحدي الإعلان الدستوري يضعنا جميعا أمام التحدي الأكبر وهو تحدي البناء فالثورة انتصرت ولكن أهدافنا لازالت كبيرة ولابد ان نسعى لتحقيقها” ..معبرا عن ثقته بأن جميع الأهداف التي قامت الثورة من اجلها سيتم تحقيقها ما دام الشعب اليمني يحمل هذا النشاط والحيوية والحماس .
وقد تخلل المهرجان الجماهيري عدد من الفقرات الفنية والشعرية والإبداعية إضافة إلى اوبريت إنشادي “باسم السلم والشراكة” قدمته فرقة أنصار الله الإنشادية.

قد يعجبك ايضا