خلافات امريكية بين الديمقراطيين والجمهوريين حول معتقلي جوانتانامو


وعد الرئيس الامريكي باراك اوباما بمواصلة الجهود من أجل غلق معتقل جوانتانامو في حين يحذر معارضوه من مخاطر عودة المفرج عنهم إلى الارهاب بعد الافراج عنهم.
وعلى خلفية البحث في غلق سجن جوانتانامو وفي حرب أرقام تدور رحاها بين الادارة الامريكية الديمقراطية وخصومها الجمهوريين في الكونجرس اشادت الخارجية الأميركية بتراجع نسبة العودة إلى النشاط الارهابي منذ تولي اوباما الرئاسة.
وقال كليف سلوان المبعوث الخاص السابق المكلف غلق سجن جوانتانامو العسكري الذي افتتح قبل 13 عاما: “إن معارضي غلق جوانتانامو يوردون نسبة 30 % من العودة إلى الجريمة بين معتقلين سابقين وهذه المزاعم غير دقيقة بالمرة”.
وكتب سلوان في مقال بصحيفة نيويورك تايمز: “اكثر من 90 بالمئة من جميع المعتقلين الذين تم نقلهم في عهد هذه الادارة لم يشتبه أو بالاحرى يثبت انهم مارسوا ادنى فعل معاد منذ الافراج عنهم”.
وبحسب تقرير لمكتب المخابرات الوطنية في (سبتمبر) 2014م يتم تحديثه كل ستة اشهر فإن 19 % من المعتقلين السابقين بجوانتانامو الذين نقلوا قبل 2009 تأكد أنهم عادوا إلى الانشطة الارهابية او حركات التمرد. واصبحت النسبة 6,8 % للمساجين المفرج عنهم منذ (يناير) 2009م حين وقع أوباما مرسوم غلق جوانتانامو كأول اجراء في عهد رئاسته.

وقال اوباما الثلاثاء في خطابه حول حالة الاتحاد: “حان الوقت لانهاء العمل وليس من المعقول أن ننفق ثلاثة ملايين دولار على كل سجين للحفاظ على سجن يدينه العالم ويستخدمه الارهابيون للتجنيد”.
في المقابل يلوح الجمهوريون بشبح تصاعد التطرف الاسلامي للابقاء على السجن بالاعتماد على الاعتداءات الاخيرة في باريس. ويطالب جون ماكين الخاسر في الانتخابات الرئاسية امام اوباما في 2008م واعضاء آخرون في مجلس الشيوخ بوقف معظم عمليات الافراج لمدة عامين وذلك من خلال مقترح قانون.
وقالت السيناتورة كيلي ايوت: “يجب أن لا نفرج عنهم في الظرف الامني الحالي مع المخاطرة بأن يعودوا إلى مهاجمتنا”.
وفي الاتجاه ذاته يقول ماكين: “في صفوف الاسلاميين المتطرفين يعتبر امرا مشرفا أن تكون من معتقلي جوانتانامو”. وأضاف: “نواصل الافراج عن مجموعات من المساجين من دون وجود أي برنامج ومع احتمال كبير لعودة ثلثهم إلى القتال”.
وكانت نسبة عودة المساجين للارهاب 17 % في السنوات الاولى من ولاية اوباما لكنها استمرت في الانخفاض من خلال مراجعة وضع كل سجين حالة بحالة والبلد الذي يرسل اليه. وبصرف النظر عن الارقام “تتمثل القضية في معرفة أي مخاطر يمكننا اخذها عند الافراج عن مساجين” وفق ما يقول خوان زاراتي المستشار في مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية.
وقال مايلز كاغينز المتحدث باسم وزارة الدفاع لوكالة الصحافة الفرنسية: ” قرار نقل معتقل يتم بعد تبادل معلومات محددة ودقيقة مع بلد الاستقبال بشأن التهديد المحتمل الذي يمكن أن يشكله السجين بعد نقله وحول الاجراءات التي يتعين على هذا البلد اتخاذها للتقليل بشكل كاف من هذا التهديد”.

يذكر أن الغالبية العظمى من معتقلي جوانتانامو لم تتم ادانتهم ابدا بسبب عدم توفر الادلة. وتتم دراسة مخاطر انضمامهم إلى تنظيمات ارهابية الواحد بعد الاخر. وافرج عن 28 منهم في 2014م وتمت الموافقة على نقل 54 آخرين بينهم 47 يمنيا على أن يتم ذلك قبل نهاية 2015م.
ترفض السلطات عمليا نقل اي سجين إلى اليمن طالما استمر الوضع متفجرا في هذا البلد. وقال ايان موس المتحدث باسم الخارجية المكلف جوانتانامو: “نعمل على تحديد اماكن ملائمة لنقل كل سجين تمت الموافقة على الافراج عنه ونحن واثقون اننا سنتوصل إلى ذلك”.
وتم الافراج أخيرا عن 12 يمنيا ونقلهم إلى بلد ثالث. وقال كاغينز: “إذا لم نحصل على كافة الضمانات الامنية وبشان المعاملة الانسانية لا تتم عملية النقل”.

قد يعجبك ايضا