(هكذا انتهت حياتي)

قصة روائية من الواقع

علي حسين علي حميد الدين/

تمضي بنا الأيام نحو الوفاة لا نعلم كيف تكون الحياة يحيا الأخرون في سعادة.

لماذا لم نكن سعداء؟

من وحي الخيال لما سمعته عن رقية.

من حولي تحدث وهكذا تجمعت الكلمات.

كم هنالك من شخص يتألم.

كم من مريض يحتاج للعلاج.

لكن الأطباء لا يوفون المريض حقه.

ذهبت تلك الفتاة بكل ما تحمله من متاعب ومشاعر..

لماذا نحن بلا اهتمام؟

وداعا”، وداعا”، وكلنا رحمة عليك إلى الآخرة.

(القصة) 

نور الحياة وولادتي، ولعلي قد أصبحت مولودة جديدة مثل غيري.

عشت صغيرة في منزل والدي العزيز، وقد ترعرعت مع إخوتي، وبنات عمي، وكنت مفعمة بالحيوية مثل الفتيات.

كانت والدتي العزيزة كل حياتي، والبقية كانوا العنوان الجميع في منزلنا.

يا لها من لحظات جميلة تلك المرحلة التي كنا فيها، نلعب، نأمل، نتحدى الصعاب مع أخواتي وبنات عمي وصديقاتي.

شد الحبل، النظر عليه، لعبة الوقل، وتلك كانت تقع على الأرض.

إخوتي ينظرون إلينا، نذهب عنهم، ونعود لنكمل اللعب كالمعتاد.

درسنا وتعلمنا بمستوى الحياة آنذاك.

كان منزلنا يجمعنا جميعا”، أين ستذهبين يا أمي؟! إنني سأذهب لمنزل عمكي هنالك، لتأخذيني معكي، فهنالك من أحب.

ذهبنا كثيرا”، عدنا كثيرا”، الجميع من حولي ينظر وأنا أتأمل.

كنت في مراحل حياتي أتطلع لحياة أفضل، لكن القدر كان هو السبيل لكل حياة.

قفي هنالك في الصف، تعلمي الدروس، اكتبي الواجب، أذهب بعدها لكي آخذ لي بعض الحلويات وأعود.

وإلى المدرسة يوميا”، وصديقاتي كن في مراحل دراستي وكانت علاقتي بالجميع جيدة.

أخواتي يذهبن للتعليم، وأخواتي أيضا”، وأبي ينسج تلك الأحزمة الجميلة.

تعلمنا في مراحل حياتنا كيف نحافظ على أنفسنا، وكيف تكون الفتاة في مثل أعمارنا.

لا تذهبي إلى أي مكان بعيدا” يا ابنتي! نعم يا أمي لن أذهب.

إذا أردتي الخروج فلتذهبي مع إحدى أخواتك يا صغيرتي، نعم يا أمي.

أين ابنتي الصغيرة يا زوجتي؟ إنها نائمة كالمعتاد.

تأتي ابنة عمي لكي تنام لدينا وكنت أرتاح كثيرا” لرؤيتها.

كان عمي هنالك يعلم أبناءه كيف الاحترام، وصعوبة الحياة كانت تجمعنا جميعا “.

العيد على الأبواب، ماذا نلبس؟ إنها فرحة العيد، أمي تأتي لكي تأخذنا للسوق، نأخذ الفستان ونفرح به مع بقية الحاجات.

نذهب لسلام العيد، وهنالك نعرف بقية الأهل، ثم نعود للمنزل لكي نأكل الحلويات، وقبلها نشاهد والدتي وهي تضع الفطائر للعيد.

ذلك العطر الجميل الذي ينسكب على أثواب الضيوف.

ذلك العود التي تظهر رائحته للجميع.

فلان مات، يا لها من لحظات صعبة.

هنالك من الأهل من رحل، يا لها من لحظات حزن للجميع.

نمر على المقابر ونتأمل كم هي الدنيا.

أخي العزيز يحفظك الله، أختي الغالية أنتي كل حياتي، أبي أنت النور لي، ووالدتي هي القدوة الحسنة.

أحتاج كتباً للمدرسة وأذهب بها للمدرسة، والأقلام كانت معي.

وفي الصف هنالك الكثير من الدروس.

ذهب العمر حتى أصبحنا في مراحل تسمح لنا بفهم كل شيء.

تزوج إخوتي وأنجبوا الأولاد.

فرحنا بسعادتهم وعشنا معهم ومع زوجاتهم وأولادهم.

تزوجت أختي وذهبت عني، تزوجت الأخرى وتركتني، لكن كنت في غمرة من السعادة للجميع.

ما هذه الدنيا، إنها تتغير ولعل العمر بدأ يذهب بي نحو الزواج.

من أتانا؟ كان زوجا” لي.

من هو يا أمي؟ ستعرفين!

هل أنت موافقة؟ نعم.

خرجت من منزل والدي لكي أكون عروسا”.

تزوجت وعشت مع زوجي لسنوات.

وخلالها أنجبت أولادي الذين عشت معهم في التربية لهم والاهتمام.

زوجي يذهب للعمل، وأنا أنتظره.

وهنا يعود بالطعام، أنظف المنزل وأعتني بصغاري، ويذهب لتناول القات.

يعود للمنزل، فأجد أنني ابتعدت عن هنالك! عن منزل والدي.

لكنني أذهب إليهم متى أشاء للزيارة.

أبي رحل عن الدنيا، ماذا حدث؟ لعله المرض وقد كان كبيرا في السن، أمي تألمت ونحن كنا حزينين.

لكنني كنت كالجميع أحمد الله تعالى.

رحل أخي أيضا” عن الدنيا.

وفي يوم من الأيام وأنا أنتظر لذلك الفحص الذي أجريته، كان الينا ذلك الفحص فكان الألم كبيرا”.

لم أكن أعلم أنني مريضة بالسرطان.

كل من حولي كان يهدئني وأنا أنظر هل انتهت الحياة؟

الجميع يخبرني أن الأمل مازال موجودا”.

وكنا في عرس لأحد أبناء أخواتي.

تحولت الفرحة إلى ألم وحزن.

ماذا سيحل بي، كيف سيكون الوضع معي؟

هل فعلا” إلى هنا انتهت حياتي؟

هذه ابنة عمي تمسح عني، والأخريات يقلن لي لا تحزني.

مرت الأيام وذهبت للعلاج، وتناول الطبيب العلاج لكنه أخفق.

إضطريت للسفر للخارج لاستكمال ما بدأه الطبيب في علاجي.

ووصلنا إلى الخارج على مراحل من صراعات المرض، وبدا الأمر عندي يتضح كيف سيكون.

ذهبت مع زوجي للخارج والأطباء يتناولون الفحوصات والجميع يطمئنني دائما” ِ

كم هي الدنيا عندما نتذكر كل شيء؟

كم هي الدنيا عندما يأتي الموت؟

لماذا نحيا هكذا في بلدي؟

شهور وأنا هنالك. ووصل أبنائي لكي يشاهدوا أمهم.

أمهم التي أصبحت مريضة، عاد أولادي لليمن والعلاج مازال مستمراً.

جميعهم يتواصلون معي، دائما” أخبرهم أنني أحمد الله تعالى.

وزوجي الحنون لا يفارقني دائما”.

علاج السرطان صعب جدا على المريض.

تلك الجلسات المؤلمة هي التي تذهب بملامح الجسم. وتعطي المريض وضعاً آخر.

خرجنا إلى أماكن متعددة.

عدنا للمستشفى وأنا أنظر، كيف الجميع يعاني من ذلك المرض..

هنالك شخص رحل عن الدنيا.

هنالك آخر مات، وهنالك أنثى دخلت في غيبوبة وتلك كانت أنا!

عشت في غيبوبة لمراحل من الأيام.

فقدت الرؤية لمن حولي.

زوجي أين أنت؟!

أولادي أين أنتم؟!

صديقاتي أين ذهبن؟!

بنات عمي وأقاربي لماذا لم أعد أراكم؟

غمضت عيني عن الدنيا.

دخلت ذلك الصندوق.

رحلت عن الدنيا.

ماتت إحدى الفتيات التي كنت أنا ذلك الميت.

ماذا عني الآن! هل أنا هنا؟

ماذا؟ هل سيتم دفني؟

ذهبوا بي إلى بلدي.

تجمع الجميع لكي يراني.

لعلي قد كنت في عداد الموتي.

الدنيا لا ترحم أحد ونموت جميعا” ونحن في هذه الدنيا كنا مازلنا نأمل.

وداعا” للجميع، وداعا” حياتي، وداعا” لعل الله يجمعنا من جديد في حياة أخرى.

هكذا انتهت حياتي وحياتنا قصيرة، ولعل الحب هو عنوان لمن أحب.

أحببتكم جميعا فلتذكروا أني رقية.

قد يعجبك ايضا