ألقى المال الخليجي بكل مآسيه على الأمتين العربية والإسلامية، هذا المال الذي امتلكه البدو الرحل في الخليج الذين ينحدرون لقبيلة “عنزة” وهي قبيلة دخيلة على العرب وصنعها يهود البصرة منذ أيام العثمانيين الأولى في الوطن العربي، حين امتلك أبناؤها المال بسبب تدفق النفط ووقوعه تحت سيطرة الغرب الاستعماري وأمريكا، تحول المال إلى لعنة على الأمتين العربية والإسلامية، بعد أن تم توظيفه لخدمة المستعمر الأجنبي ولخدمة حكام الخليج الذين اعتبروا المال مصدر هويتهم ووسيلة لتعويض عقدة الشعور بالنقص والدونية التي يعانون منها وهذا ما يمكن أن نراه بوضوح في تصرفات وسلوكيات حكام الخليج الذين كشروا عن أنيابهم وأظهروا وجوههم القبيحة خاصة بعد جائحة ما يسمى بـ” الربيع العربي” الذي كان ربيعا صهيونيا ممولا بأموال أنظمة العهر الخليجية..!
ما يجري في السودان صناعة خليجية إماراتية تحديدا وهناك دور سعودي- قطري يجري من خلف الستار إلى جانب الدور الإسرائيلي وما يجري في السودان لا يستهدف السودان بقدر ما يستهدف أمن واستقرار مصر الجارة الكبرى التي تثير قلقاً استراتيجياً للصهاينة والغرب وأمريكا وبالتالي تقوم أنظمة الخليج بمساعدة الصهاينة وأمريكا والغرب بمهمة تطويع مصر وإضعاف دورها من خلال إشعال الساحة السودانية والليبية ومن خلال إثيوبيا وسد النهضة وكل هذه المسارح المشتعلة تستهدف أمن واستقرار مصر على المدى المنظور والاستراتيجي، دون أن نغفل المشهد الفلسطيني وما يجري في قطاع غزة من حرب إبادة منذ أكثر من عامين..!
إن المال الخليجي تحول إلى لعنة على العرب والمسلمين، وهو من أضاع سوريا ولبنان واليمن والسودان وليبيا وكان وراء ضياع فلسطين، وما يجري من حرب إبادة داخل السودان على يد أطراف الصراع، ما هو إلا حصيلة هذا المال المدنس والقذر الذي تسعى الكانتونات الخليجية من خلال المال إلى تلميع دورها ومنح نفسها مقاعد في واجهة المسرح الإقليمي والدولي..!
وأن الطالب الفاشل والثري يلجأ لشراء شهائد بأموال أبيه حتى يقول الناس إنه متعلم وحامل شهادة عليا، تفعل أنظمة الخليج ذات الدور، فهي تشتري سمعتها ومكانتها بدماء فقراء العرب وحتى أغنيائهم مثل العراق وليبيا اللتين تم تدميرهما بأموال الخليج حتى تتمكن أنظمته من التقدم لتكون ذات مكانة حضارية لم تتمكن من تحقيقها بوجود الأنظمة العربية الفاعلة ذات العمق الحضاري والتاريخي..!
إن أسوأ ما قد يمكن أن يواجه المرء هو أن يجد “المومسات” يرفعن لواء الفضيلة والتقوى، ليس بما لديهن من مقومات التوبة والإيمان، بل بما لديهن من المال المكتسب الذي يحاولن استغلاله للظهور بمظهر التائبات زورا وتضليلا للرأي العام، وهذا ما تقوم به أنظمة العهر الخليجية التي تسخر قدراتها المالية لتحقيق أهداف أعداء الأمة وهذا الدور تؤديه بجدارة اليوم كل من السعودية وقطر والإمارات وإن كانت الأخيرة أكثر قبحا في سلوكها الماجن بشهادة الجرائم التي تشهدها دول التأثير العربي من العراق وفلسطين وسوريا ولبنان واليمن والسودان وليبيا، ونخشي أن يطال الأمر مصر التي تعيش في دائرة الاستهداف القذر بعد أن قبلت أنظمة العهر الخليجي لتأدية دور “القوادات لأقدم مهنة في التاريخ”..!
