ملحمة عملية “ومكر أولئك هو يبور”

مراد راجح شلي

 

في اللحظات التي كان فيها أعداء اليمن يتوهمون أنهم نسجوا خيوطًا من ظلام لا يُفكك، وأنهم أتقنوا صناعة المكر في دهاليز مخابراتهم المشتركة، كانت أيادي الإيمان ترسم بأمر الله لوحة النصر .
ها هي صنعاء، الحصينة بإيمان أبنائها، تعلن للعالم أجمع عن واحدة من أعمق عمليات الاستخبارات المضادة في التاريخ المعاصر: «ومكر أولئك هو يبور».
لقد كانت الآية الكريمة {وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ} هي العنوان الذي اختاره صناع هذا الإنجاز الأمني لهذه الملحمة، لتكون تذكرةً للطغاة بأن كل مكرهم سيعود عليهم بالخسران والدمار. فما أحكم كلمات الله وأصدقها! لقد باء مكرهم بالبوار وتحولت مؤامراتهم إلى رماد في وجوههم.
في غرف عمليات مشتركة على أرض سعودية، اجتمعت مخابرات ثلاثة أعداء: الأمريكي المتغطرس، والصهيوني الغادر، والسعودي التابع. لقد ظنوا أنهم بصمتهم على ورقة الموت لليمن، يمكنهم اختراق صموده، ووقف موقفه التاريخي المنتصر لمظلومية اهلنا في غزة. شكّلوا خلايا نائمة، وزودوها بأحدث تقنيات التجسس، ودربوها على أيدي ضباط منظمات إرهابية عالمية. لقد وظفوا كل إمكاناتهم لضرب البنية التحتية لليمن، ورصد مقرات قياداته، وتحديد مواقع صناعاته العسكرية البطولية – تلك الصناعات التي أرعبت كيان الاحتلال وأسقطت هيبته.
لكنهم نسوا – أو تناسوا – أن اليمن أرض الإيمان، وأن رجال الأمن فيه هم حراس العقيدة، وأن عيون الشعب هي رقباء لا تغفل. لقد بدأت الملحمة الحقيقية عندما انقلبت الأدوار، وتحول الصيادون إلى فريسة بفضل يقظة رجال الأمن، وتدبير الله تعالى، تم تطويق هذه الشبكة الإرهابية، واقتلاعها من جذورها، وكشف أساليب عملها الخسيسة.
لقد كانت هذه الخلايا تمثّل ذراع العدو الطويل لضرب اليمن في صميم أمنه، بل وتورطت بشكل مباشر في توفير إحداثيات أدت إلى استهداف المدنيين الأبرياء في مساكنهم وأسواقهم في جريمة حرب بكل المقاييس، تكشف الوجه القبيح لأعداء الإنسانية.
إن هذه الملحمة لا تحمل فقط خبر انكسار مؤامرة الأعداء، بل تقدم دروسًا عظيمة لكل أبناء الأمة :
كما كان تعاون المواطنين ويقظتهم سلاحًا فعالاً في كشف هذه الشبكة، يبقى دور الشعب هو خط الدفاع الأول.
المؤامرة على اليمن هي جزء من الحرب ذاتها على غزة وفلسطين. إنه الصراع ذاته بين الحق والباطل، بين الإيمان والاستكبار.
لقد هزم إيمان رجل أمن يمني متوكل على الله كل أجهزة التجسس الأمريكية والإسرائيلية. إنها معادلة الإيمان التي لا يفهمها أعداؤنا.
صنعاء اليوم، من فوق أنقاض مكر الأعداء، ترفع راية {فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا}. إنها رسالة إلى قادة الاستكبار في واشنطن وتل أبيب والرياض: لن ترهبوا اليمن، ولن توقفوا مسيرته نحو تحرير فلسطين. ورسالة إلى شعبنا اليمني العظيم: ها هم رجالكم يحولون الليل إلى نهار، ويحرسون أمنكم بإيمان لا يتزعزع.
فليخس الأعداء، وليفشل مكرهم، وليبقى اليمن – برجاله وإنسانه – حصن الأمة المنيع، وسهمها المصوب نحو قلب الأعداء.

قد يعجبك ايضا