(ومَكْرُ أُولَئِك َهُوَ يَبُور)

عبدالفتاح البنوس

 

إنجاز أمني جديد، إنجاز أمني فريد، إنجاز أمني في الزمن الصعب والمرحلة الأصعب، إنجاز هزم أكبر الأجهزة الاستخباراتية في العالم، وهي الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية بكل قدراتها الفائقة وإمكانياتها الهائلة ووسائلها وأدواتها الحديثة والمتطورة، إنجاز أمني وضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بجارة السوء، التي لطالما أظهرت حقدها الدفين على اليمن واليمنيين من خلال سياستها العدائية المشبعة بالحقد والغل والكره لكل ما يمت بصلة إلى يمن الإيمان والحكمة.
هذه الجارة العربية المسمى، العِبرية السلوك والسياسة والممارسة، فتحت الباب على مصراعيه أمام الضباط الأمريكيين والإسرائيليين لتدنيس بلاد الحرمين واحتضان غرف عمليات يديرون من خلالها شبكات تجسسية تعمل في الداخل اليمني لحسابهم بعد تلقيهم التدريبات اللازمة على أراضيها، وتجنيدهم لحساب الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية، وتزويدهم بأحدث أجهزة التجسس، في محاولة بائسة منها لإثناء اليمن عن موقفه الداعم والمساند لإخواننا في قطاع غزة.
لم يكتفوا بالتآمر على غزة وفلسطين ومقاومتها، ولكنهم ذهبوا لتجنيد مجاميع من الجواسيس في إطار مخطط شيطاني يهدف إلى التشويش على الدور الذي تقوم به بلادنا نصرةً لغزة، من أجل القيام بمهام تجسسية من شأنها الحد من عمليات الدعم والإسناد اليمنية، حيث تضمنت المهام المسندة لهم القيام برصد البنية التحتية وكشف أماكن التصنيع الحربي ومواقع إطلاق الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة، وكذا العمل على جمع المعلومات عن قيادات الجيش والأمن والقيادات الوطنية المدنية ورصد مقراتهم وأماكن تواجدهم وإقامتهم، بالإضافة إلى إمداد العدو بالمعلومات والإحداثيات عن المنشآت الخدمية والأماكن التي تعرضت للقصف والاستهداف في وقت سابق، في سياق العدوان الأمريكي والإسرائيلي والتي راح ضحيتها عدد كبير من المدنيين.
تدربوا، وتعلموا، وتأهلوا، وتحصنوا، وموّهوا، واحتاطوا، ظنًّا منهم بأن ذلك سيكفيهم وسيحجب عنهم العيون الساهرة في أجهزتنا الأمنية، هكذا ظنوا ولكن الله خيَّب ظنهم، وأمكن أجهزتنا الأمنية منهم، من خلال عملية (ومَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُور) والتي تم تنفيذها على عدة مراحل مستهدِفَةً واحدةً من أخطر شبكات التجسس التي تديرها غرفة عمليات مشتركة في الرياض تابعة للاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية والسعودية.
حثالة من الخونة والعملاء ممّن باعوا أنفسهم للشيطان وقرنه وربيبتهم إسرائيل، رفعوا الإحداثيات، وقدموا المعلومات وساهموا في إزهاق أرواح وإلحاق أضرار بالممتلكات العامة والخاصة، تحت إغراء المال المدنَّس الذي أوصلهم إلى هذا المستوى من السقوط والخساسة والنذالة والدياثة، جنّدهم الشيطان فتجنّدوا معه وأخلصوا له النوايا، وصَدَقُوه الأقوال والأفعال، غير مدركين لخطورة وفداحة ما يقومون به، من خيانة وتآمر، والتبعات المترتبة على ذلك.
وضعوا أنفسهم في صف كيان العدو الصهيوني، وتحوّلوا إلى عناصر استخباراتية تجسسية تابعة للكيان والأمريكان وقرن الشيطان، ونصّبوا أنفسهم أعداءً لغزة وأهلها وفلسطين وقضيتها التي تعد قضية العرب المصيرية التي لا يجوز التفريط بها أو المساومة عليها، أغراهم المال، وأعمتهم الخيانة، فأضحوا شركاء لترامب والنتن وبن غفير في جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبوها بكل دم بارد في قطاع غزة.
فأوقعهم كل ذلك في شر أعمالهم، ليكتبوا بما ذهبوا إليه، وما اقترفته أيديهم نهايتهم المخزية والمهينة في الدنيا والآخرة، النهاية الفاضحة الشاهدة على خستهم ونذالتهم، ليضافوا إلى قائمة العار صُحبَةَ من سبقهم ومن سيلحق بهم في هذا المستنقع القذر، وهذا السلوك المنحرف، وهذه الخيانة الكبرى الجالبة لأصحابها العار، العار الذي سيظل يلاحقهم وأمثالهم من ذوي الخسة والنذالة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
خلاصة الخلاصة: اليمن محروس بعناية الله وحفظه، ومهما تكالب عليه الأعداء من الشرق والغرب، فإن الله معه وأهله، مهما جنّد الأعداء من جواسيس وعملاء، ومهما وظّفوا من مرتزقة وأجراء، فإن الله سيحبط أعمالهم، وسيفشل مخططاتهم، وسيفضحهم ويخزيهم في الدنيا قبل الآخرة، وعلى الأمريكي واستخباراته، والإسرائيلي واستخباراته، والسعودي واستخباراته، أن يعوا ويدركوا جيدًا بأن أجهزتنا الأمنية لهم بالمرصاد بفضل الله وعونه وتوفيقه، وأنهم مهما استقطبوا وجنّدوا من جواسيس وخونة وعملاء للعمل لحسابهم، لن يحصدوا سوى الإخفاق والفشل، وسيكون مصيرهم مصير مَنْ قبلهم من العملاء والخونة.
والتحية والتقدير، والشكر والعرفان للعيون الساهرة في أجهزتنا الأمنية على هذه اليقظة، وهذا الحس الأمني، وهذا الحضور المتميز في جانب مكافحة الجريمة، وإفشال مخططات الأعداء، وفضح وضبط عملائهم وإطلاع العالم على ما تقوم به أمريكا وإسرائيل والسعودية تجاه اليمن والذي لن يمر مرور الكرام.
والعاقبة للمتقين.

قد يعجبك ايضا