طريق (صنعاء – المحويت – الحديدة) الطريق الحيوي الوحيد الذي يربط محافظة المحويت وعاصمتها مدينة المحويت بالعاصمة صنعاء وكذا أحد الطرق الهامة التي تربط العاصمة صنعاء بمدينة الحديدة وكذا منفذ حرض البري.
هذا الطريق يشهد حركة حيوية نشطة ومتنامية بشكل كبير وهو يلبي حاجات مئات الآلاف من السكان على امتداد الخط الاسفلتي وجواره من القرى والعزل ابتداءٍ بأول منطقة سوق الربوع في قاع المنقب وحتى العرجين بمديرية الشعافل بالقرب من الخط الدولي (الحديدة – جيزان).
وينقسم طريق (صنعاء – المحويت – الحديدة) إلى ثلاثة أجزاء من حيث الانجاز وتاريخ انتهاء المشاريع ويعد الجزء الذي يربط مديرية شبام في محافظة المحويت مع عاصمة المحافظة الأفضل من حيث الاتساع وكفاءة الانجاز والتزام المعايير أثناء تنفيذ الخط الاسفلتي وفيما عداه من أجزاء الطريق فهي بحاجة إلى صيانة وإعادة نظر في مسار بعض أجزاء الطريق.
الخط الاسفلتي الرابط بين العاصمة صنعاء ومدينة شبام محافظة المحويت بطول يصل إلى 43 كيلومتراٍ يعد الجزء الأقدم من طريق (صنعاء – المحويت – القناوص) وجرى انجاز هذا الجزء في منتصف عقد السبعينيات مع فترة حكم الرئيس إبراهيم الحمدي.
ويتذكر الشيخ يحيى أحمد الشيخ أن الرئيس الحمدي أمر بسجن عدد من مشايخ ضلاع وهمدان وبيت نعم بسبب اعتراضهم على شق الطريق وسط مزارعهم التي كانت حينها تزرع الحبوب والفواكه كالفرسك والبرقوق ولا تزال قائمة على هذا الحال إلى اليوم وأبلغهم حينها بأن المصالح العامة لا تحتاج إلى الاستئذان من أحد أو قبول معارضة أحد .
وقال: مكثوا حوالي أسبوع في السجن أدباٍ وبينهم والدي ولم يطلق الحمدي سراح أحد إلا وقد بدأت عمليات شق الطريق ولم يجرؤ أحد على الاعتراض بعدها حتى استكمل الطريق من شملان إلى داخل مدينة شبام.
وأضاف: اليوم نطالب بتوسيع الطريق ولا أحد يستجيب لنا العديد من الحوادث المرورية وقعت بسبب ضيق الطريق وتنامي حركة المرور عليه والدولة لا تزال معتمدة على طريق تعد أساسية للعاصمة صنعاء أنشئت منذ عهد الحمدي .
حفر وحوادث
جرت للطريق عمليات صيانة جزئية على امتداد تلك الأعوام لكن عمليات الصيانة ظلت جزئية ولا تفي بالغرض واليوم هذا الخط الذي يشهد حركة مرورية متزايدة يوماٍ عن آخر بفعل العامل السكاني وسفلتة العديد من الطرق الفرعية أصبح يشكل خطورة مرورية كونه خطاٍ سريعاٍ وجاهزيته أصبحت متردية للغاية ويحتاج إلى صيانة شاملة .
طريق (صنعاء –شبام) أصبح مليئاٍ بالحفر وتتسبب بالعديد من الحوادث المروعة كما أن الطبقة الاسفلتية اضمحلت بشكل كبير تؤثر على اتزان المركبات العابرة عليها وتحتاج إلى صيانة شاملة بسبب قدم الطريق لا ترقيعه كما هو الحاصل بين الحين والآخر ولأغراض ربما أقلها استنزاف مخصصات الصيانة لا غير.
ترميمات صورية
المهندس أحمد الكوكباني – مهندس طرقات – أوضح أن ما يجري من عمليات ترميم صورية للطريق هي بمثابة ذر للرماد في العيون فالطريق باتت بحاجة لترميم كلي ووضع طبقة اسفلتية جديدة على طول الخط الاسفلتي الرابط بين مدينة شبام ومدخل العاصمة صنعاء من جهة الشمال .
وقال: العمر الافتراضي لطبقة الاسفلت قد انتهى واقتلاع أمتار هنا وإعادة ترميم مربعات بشكل مجزء ومتقطع هناك يزيد المشكلة ويضاعف عملية صيانة الطريق مستقبلاٍ إذ سيصبح المجهود الحالي المتمثل بإصلاح مربعات وأمتار محدودة لا قيمة له وسيعد بمثابة هدر للمال العام .
مضيفاٍ: طريق (شبام – صنعاء) بطول ما يزيد عن 40 كيلو متراٍ زادت الحركة عليه وهو بحاجة إلى التوسعة وليس فقط الترميم الكلي ونستغرب أن هذا المدخل للعاصمة صنعاء لم تشمله أعمال توسعة المداخل فالطريق ضيق وبالكاد يسمح لسيارتين بالسير معاٍ وفي الاتجاهين .
صيانة عديمة الجدوى
السائق محمد الزيدي – مالك باص- يشكو من رداءة هذا الجزء من طريق (المحويت – صنعاء) ويقول: إنه يسبب له الكثير من الأعطال بسبب الطبقة الاسفلتية المهترئة والتي تحولت في أغلب الطريق إلى حفر أو مستوى غير منتظم في الطبقة الاسفلتية بمعظم أو أغلب أجزاء الطريق ويشعر معها بأن عجلات السيارة لا تمضي على خط أسفلتي .
ووصف عمليات الصيانة بين الحين والآخر لهذا الجزء من طريق (شبام – صنعاء) بعديمة الجدوى وبطيئة بشكل كبير وتسببت بحوادث مرورية .
ويقول: في عام 2011م تم نزع ما يقرب من كيلومتر إلى كيلومترين من الطبقة الاسفلتية في قاع المنقب وظل الأمر كذلك حوالي عام وبعد مناشدات من السائقين وأهالي المنطقة تم استكمال عمليات الصيانة بعد أن وقعت عدة حوادث مرورية وذهب بنتيجتها ضحايا كون السائقين يتفاجأون بمناطق الصيانة ويضطرون للفرار إلى الاتجاه الآخر فتقع الحوادث.
ويضيف: الحفر على الطريق أصبحت كذلك تشكل حالة قلق كبير بالنسبة إلينا مستخدمي الطريق وبين الحين والآخر نشهد حوادث مرورية بسبب تفاجئ السائقين بها ومحاولة الهروب إلى الخط المعاكس فيقع الحادث فالطريق ضيق ولا يسمح للسائق بالمناورة .
وعن وضع الطريق بشكل عام يقول : الطريق بشكل عام بحاجة إلى طبقة اسفلتية جديدة لكن ردم الحفر وإصلاح أجزاء هنا وهناك جعل من هذا الجزء من الطريق أشبه بالثوب المرقع والطبقة الاسفلتية غير منتظمة ويحس المسافر عبرها أنه يمشي على طريق ترابي لا اسفلتي .
ويكمل الزيدي : السفر من مدينة المحويت إلى صنعاء مريح بالنسبة إلينا كعاملين ومستفيدين على هذا الخط وكذلك الأمر بالنسبة للمسافر إلى مدخل مدينة شبام أما الجزء المتبقي للوصول إلى صنعاء فهو بمثابة معاناة كونه خطاٍ سريعاٍ أما الآخر ضيق ويعاني من الاهتراء في الاسفلت بشكل عام ويتسبب بوقوع حوادث مرورية نتيجة السرعة واهتراء الطريق ناهيك عن الأضرار التي تلحق بالسيارة نتيجة الاستخدام اليومي خاصة من قبل باصات وسيارات الأجرة وهذه جميعها تؤثر على السلامة العامة للناس من مستخدمي الطريق .
ويقول : جميع شكاوى ملاك السيارات تتلخص معظمها في حدوث أعطال في سياراتهم بسبب هذا الخط أو من خط (صنعاء – المحويت) حيث والخط سريع والطبقة الاسفلتية أصبحت مهترئة وحالتها سيئة للغاية مقارنة بوضع الطريق من شبام إلى المحويت التي أنجزته شركة ألمانية .
ويضيف : من شبام إلى المحويت الطريق متسعة كما أن الطبقة الاسفلتية ممتازة للغاية وتوجد الأضواء الفورسية التي تضيء الطريق في الليل وخلال هبوط الضباب بينما الخط من شبام إلى صنعاء عكس ذلك تماماٍ.
نقيل ضلاع
من جانبه يختم المهندس أحمد الكوكباني حديثه عن أبرز الإصلاحات الملحة لهذا المدخل للعاصمة صنعاء ويشير إلى أن الطريق بحاجة ماسة إلى عملية توسعة وخاصة في نقيل ضلاع المطل على الجهة الشمالية للعاصمة صنعاء حيث تتعدد الحوادث المرورية وخاصة حوادث السقوط على أن يندرج ذلك بالتزامن مع صيانة شاملة للطريق .
ويقول: نقيل ضلاع بعد معسكر الاستقبال شمال غرب العاصمة والذي تقع فيه حوادث مأساوية بسبب سقوط السيارات بحاجة إلى جانب التوسعة إلى وضع حواجز حماية لمنع حوادث السقوط المأساوية .
تبديد المال العام
ويختم: إن الصيانة الشاملة والمستوفية وبدون إبطاء لهذه الطريق الحيوية في حال البدء بها سيوفر على الخزينة العامة كلفة الصيانة المتكررة لهذا الجزء من الطريق والمدخل الهام للعاصمة صنعاء والذي عبره تدخل بعض احتياجات العاصمة والمحافظات القريبة من الخضروات والفواكه كما أن من شأن التوسعة والصيانة الشاملة وإضافة إلى تسهيل الحركة المرورية في هذا المدخل الحيوي للعاصمة صنعاء الاستغناء عن إحداث عمليات صيانة لسنوات قادمة بدلاٍ عن عمليات الصيانة المتكررة في عام واحد التي تبدد أموال الخزينة العامة والمواطن على حد سواء ودون أن تؤدي الغرض المطلوب منها.
لافتا في الوقت عينه إلى أن طريق (صنعاء – المحويت – الحديدة) يعتبر ثاني طريق حيوي بعد طريق (صنعاء – الحديدة) لكونه يربط العاصمة صنعاء بالحديدة وميناء الحديدة من جهة وأيضاٍ لكونه يعتبر الطريق الأقرب الذي يربطها بمنفذ حرض البري مع المملكة العربية السعودية وأي رداءة في جزء من الطريق تؤثر على الطريق بشكل عام.