الكلاب الضالة.. خطر يصحو معه أطفالنا كل صباح

عادل حويس

مع خيوط الفجر الأولى يخرج أبناؤنا إلى مدارسهم يحملون حقائبهم الصغيرة وأحلامهم الكبيرة لكن الطريق الذي ينبغي أن يكون آمنا يخبئ لهم خوفً يتربص في الزوايا… كلاب ضالة تجوب الشوارع بلا رادع تثير الرعب في القلوب الصغيرة قبل أن تثير الشفقة في قلوب الكبار.

كم من طفلٍ تعثر خطاه حين رأى سربا من الكلاب يتقافز أمامه! وكم من أم وقفت خلف النافذة تودع صغيرها بقلب واجف تدعو أن يعود سالما قبل أن يصاب بأذى أو خوف لا يمحى!

ليست المشكلة وليدة اليوم بل هي صرخة متكررة في أزقة المدن والقرى لكنها تزداد مع كل صباح حين نرى الكلاب الضالة تتكاثر بلا رعاية ولا تنظيم. هي مخلوقات تبحث عن الطعام والمأوى، لكنها حين تجد نفسها في بيئة بلا تنظيم ولا رحمة تتحول من كائن يستحق العطف إلى خطر يهدد الإنسان.

إن معالجة هذه الظاهرة لا تكون بالعنف ولا بالإهمال بل بالرحمة المنظمة. حملات التوعية وتعقيم الكلاب وتوفير مأوى آمن لها كلها حلول إنسانية تحفظ التوازن بين حق الإنسان في الأمان وحق الحيوان في الحياة.

فأمن الطريق مسؤولية جماعية تبدأ من البلدية وتنتهي بوعي المجتمع. أطفالنا يستحقون أن يسيروا إلى مدارسهم مطمئنين لا تلاحقهم نباحات الخوف في كل منعطف.

فلنكن جميعا صوتا للعقل والرحمة… لنطفئ هذا الخطر الذي يهدد صباحاتهم الجميلة قبل أن يتحول الخوف إلى عادة واللامبالاة إلى جريمة صامتة.

فامان الطريق ..حق لكل طفل وواجب علي كل مجتمع.

قد يعجبك ايضا