رئيس الجمهورية: اعتماد الشهداء برتبة »ملازم ثاني« والجرحى بدرجة »مساعد أول«


فجع الوطن صباح أمس الأربعاء بطعنة غادرة أليمة ودامية سددتها له جماعات الإرهاب عبر تفجير سيارة مفخخة أمام بوابة كلية الشرطة في العاصمة صنعاء أودت بحياة 37 وجرحت نحو 66 آخرين من أفراد الأمن المتقدمين للتسجيل في الكلية. فيما تمكنت شرطة العاصمة من التعرف على أوصاف السيارة المستخدمة وبياناتها والتوصل لهوية مالكها.
تمكن أفراد الجيش في محافظة حضرموت من تفكيك سيارة مماثلة كانت معدة للتفجير وضبط خمسة مشتبه بانتمائهم إلى تنظيم القاعدة.
وأدان رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي الجريمة “وكافة الأعمال الإرهابية بمختلف أشكالها وصورها وتحت أي عنوان كانت”. وعبر لدى اجتماعه مع رئيس وأعضاء لجنة صياغة الدستور عن “تعازيه لأسر الشهداء وأمنياته بالشفاء العاجل لكل الجرحى”.. معلناٍ “اعتماد الشهداء ضباطا على قوائم وزارة الداخلية برتبة ملازم ثاني وتعيين الجرحى في وزارة الداخلية بدرجة مساعد أول”.
باص مفخخ
و أوضح لـ “الثورة” مدير شرطة أمانة العاصمة صنعاء العميد عبد الرزاق المؤيد إظهار التحقيقات الأولية أن “باصاٍ صغيراٍ مكشوفاٍ (دباب أو تكتك) كان على متنه اثنان أوقفاه بمحاذاة سور كلية الشرطة من الجهة الغربية حيث كان يصطف أفراد أجهزة الشرطة الجامعيين الراغبين في التسجيل للالتحاق بالكلية قبل أن يغادراه ويلوذا بالفرار وينفجر الباص »الدباب« المفخخ مباشرة مطلع صباح أمس الأربعاء”.
وأشار العميد المؤيد إلى أن هذه الجريمة “تحمل بصمات العناصر الإرهابية لتنظيم القاعدة”.. مؤكداٍ أن “التحريات والتحقيقات متواصلة لاستكمال جمع الاستدلالات ومعرفة كمية المتفجراتوكاششفاٍ التعرف على بيانات السيارة المستخدمة” وهوية مالكها .. ومؤكداٍ أن “أجهزة الأمن لن تتوانى في تعقب الضالعين في هذه الجريمة وستبذل قصارى جهدها في سبيل كشف الجناة الذين يقفون وراء هذه الجريمة وضبطهم وتقديمهم إلى العدالة”.
استعداد أمني مسبق
وبشأن تأمين منطقة الجريمة أكد مدير عام شرطة أمانة العاصمة العميد عبد الرزاق المؤيد أن شرطة الأمانة “أخرجت 8 أطقم من الشرطة و5 أطقم من قوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي سابقاٍ) لتأمين المنطقة وعملية تسجيل المتقدمين للالتحاق بكلية الشرطة”. منوهاٍ بأن المتقدمين سواء من خريجي الثانوية العامة أو من منتسبي أجهزة الأمن الجامعيين يقدر عددهم بأكثر من 4000 متقدم”.
وأوضح العميد المؤيد أن “إدارة شرطة العاصمة كانت أبلغت وزير الداخلية ومدير كلية الشرطة ولجنة التسجيل بضرورة إدخال المتقدمين للتسجيل إلى داخل الكلية وبالفعل استطعنا طوال مساء الثلاثاء إدخال جميع خريجي الثانوية العامة إلى داخل ساحة الكلية لكن منتسبي أجهزة الأمن الجامعيين وصلوا متأخرين ولولا تمكننا من تنظيمهم في طابورين لاستلام وثائقهم وإدخالهم لكان الضحايا بالمئات”.
متقدمون متأخرون
وبحسب شهود عيان تحدثوا لـ “الثورة” فإن المئات من أفراد أجهزة الأمن الراغبين في الالتحاق بالكلية كانوا قد توافدوا بعد منتصف ليل الثلاثاء وجرى تنظيمهم في صفين بمحاذاة سوري الكلية الغربي والجنوبي وتعاون معهم بعض أهالي الأحياء المجاورة لمبنى كلية الشرطة وأمدوهم بالغذاء والبطانيات وغيرها من الاحتياجات تقديراٍ لشدة البرد ودعماٍ إنسانياٍ ومجتمعياٍ لهم”.
ومع حلول الساعة السادسة والربع – تقريباٍ- من صباح أمس الأربعاء كان تفجير السيارة مدويا وحاول أفراد الأمن تفريق المواطنين الذين تجمعوا لمعرفة ما حدث خشية وقوع تفجير أخر بالتزامن مع وصول أجهزة الأمن وفرق وسيارات الإسعاف وفرضها طوقاٍ أمنياٍ على محيطه ومباشرتها نقل الجرحى إلى مستشفيات الأمانة وبدء فريق البحث الجنائي وخبراء الأدلة الجنائية معاينة مسرح الجريمة.
تصاعد الشهداء
وفي حين أفادت مصادر طبية أن نحو 20 من أفراد الأمن المتقدمين للكلية قضوا نحبهم فور وقوع الانفجار متأثرين بالشظايا ظل عدد الشهداء منهم يتصاعد بفعل إصاباتهم البالغة ليرتفع إلى 26 شهيداٍ مع حلول العاشرة صباحاٍ ثم إلى 30 شهيداٍ بحلول الحادية عشرة ثم لحق بهم 3 آخرون مع حلول الساعة الثانية عشرة ليرتفع العدد إلى 35 شهيداٍ و68 جريحاٍ بحلول الساعة الثانية ظهراٍ.
وحتى ساعة كتابة هذا فإن العدد كان قد ارتفع إلى 37 شهيداٍ جرى التعرف على هويات معظمهم باستثناء ستة و66 جريحاٍ بينهم حالات حرجة مازالوا داخل غرف العناية المركزة فيما أجريت لبعضهم عمليات كبرى في المستشفى الجمهوري بالأمانة الذي استقبل نحو 20 حالة من ضحايا الجريمة ومستشفى الثورة العام الذي استقبل نحو 20 حالة فيما توزعت بقية الحالات على مستشفى الشرطة والمستشفى العسكري.
أحوال الجرحى
وكان مكتب وزارة الصحة العامة في الأمانة وجه نداء للمواطنين للتبرع بالدم قوبل بتلبية واسعة أثنى عليها وزير الصحة العامة والسكان الدكتور رياض ياسين عبد الله لدى زيارة تفقدية لجرحى الجريمة بتكليف من رئيسي الجمهورية والحكومة.. معرباٍ عن “الشكر والتقدير للمواطنين الذين هرعوا إلى مراكز نقل الدم للتبرع لصالح الجرحى وللعاملين في المستشفيات لبذل ما بوسعهم لإنقاذ أرواحهم”.
كما تفقد أمين العاصمة عبد القادر هلال الجرحى في مستشفى الثورة العام ونقلت عنه وكالة سبأ أن الجريمة الإرهابية “تمثل استهدافا لكافة شرائح ومكونات المجتمع اليمني دون استثناء” ووصفه المخططين لها ومنفذيها بأنهم “مجرمون خارجون عن الدين والشرع والإنسانية”. ومطالبته “كل القوى والمكونات السياسية وأجهزة الدولة بأن تتحمل مسؤوليتها لتحقيق الإجماع الوطني لمواجهة آفة الإرهاب”.
وفي حين أعلن أمين العاصمة “تضامن الأمانة الكامل مع اسر شهداء وجرحى التفجير الإرهابي الغادر, وتعازيها لهم ودعواتها إلى الله بأن يمن بالشفاء العاجل على الجرحى”º أكد هلال أن “الأفعال الإجرامية الوحشية الجبانة لن ترهب المجتمع والدولة” داعيا “الأجهزة الأمنية واللجان الشعبية والمواطنين المخلصين الشرفاء إلى التحلي باليقظة الكاملة والتصدي لكل من يتربص بأمن واستقرار اليمن ويهدد كيان الدولة”.
وهو ما أكده مدير عام شرطة أمانة العاصمة العميد عبد الرزاق المؤيد في ختام حديثه لـ “الثورة” وشدد على أن المصاب جلل وكبير ويستدعي “التعاطي الإعلامي المسؤول معه وتحري الدقة وتوخي نشر الحقيقة”.. مؤكداٍ أن “هذه الجريمة الإرهابية وغيرها من الجرائم لن تثني أجهزة الأمن وستزيد منتسبيها عزماٍ وإصراراٍ على بسط الأمن والاستقرار وبذل كل ما تستطيع لمكافحة الجريمة وضبط مقترفيها ومواجهة الإرهاب وعناصره الإجرامية الجبانة”.

قد يعجبك ايضا