دماء الشهداء تبني المستقبل

محمد عبدالمؤمن الشام

 

تمر ذكرى الشهداء لعام 1447هـ، لتذكرنا بأن كل قطرة دمٍ سالت في سبيل الوطن كانت حجرًا في بناء صرح الأمة وعزتها. إن الشهداء لم يرحلوا عبثًا، بل تركوا خلفهم رسالة واضحة لكل الأجيال: أن الحرية والسيادة الوطنية لا تُحفظ إلا بالتضحيات، وأن التعبئة والجاهزية المستمرة هما الضمانة الحقيقية لحماية الأرض والمكتسبات.

في هذه الذكرى، نستحضر تضحيات الأبطال الذين قدموا أرواحهم دفاعًا عن الوطن، ونعاهدهم بأن تبقى دماؤهم نبراسًا يوجه خطانا، وأن تبقى الجاهزية الوطنية عالية، والتعبئة مستمرة. فكل جهد، وكل تضحية، وكل لحظة يقظة، هي وفاء حيّ لدماء الشهداء، وامتداد لمسيرة صمودهم التي أرست قيم العزة والكرامة.

الشهداء هم رمز البطولة والوفاء، وهم الذين حفروا أسماءهم بحروف من نور على صفحات التاريخ الوطني. كل تضحية قدموها كانت رسالة صريحة: الوطن أغلى من كل شيء، والسيادة لا تُهدى، بل تُحفظ بالعزيمة والشجاعة. ومن دمائهم، نستلهم العزم على مواجهة كل التحديات، واليقظة الدائمة، والاستعداد المستمر في كل المجالات.

التعبئة والجاهزية العالية ليستا شعارًا عابرًا، بل منهج حياة يعكس إدراك الشعب العميق للتضحيات التي قدمها أبطالنا. فهي خطة مستمرة لضمان أمن الوطن وصون المكتسبات، وتحقيق الوفاء لكل دمٍ سال في سبيل الأرض والكرامة. ومن هذا المنطلق، فإن ذكرى الشهداء هي دعوة صريحة لكل مواطن، أن يكون حاضرًا وفاعلًا في ميادين الدفاع عن الوطن، سواء على صعيد العمل أو المشاركة المجتمعية أو دعم المؤسسات الوطنية.

تتجاوز هذه الذكرى حدود الحداد والاستذكار لتصبح منصة لإحياء القيم الوطنية، وتعزيز روح الوحدة والتلاحم بين كل فئات المجتمع. كل خطوة نحو رفع مستوى الجاهزية، وكل دعم للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية، هو وفاء حيّ لتضحيات الشهداء، وإعلان صريح بأن دماءهم لم تُسفك عبثًا. إنها دعوة للتضامن الوطني، وتأكيد على أن الأمة التي تنسى شهداءها تخاطر بفقدان هويتها، بينما الأمة التي تكرمهم وتواصل مسيرة الجاهزية الوطنية تبني مستقبلًا مشرقًا وآمنًا.

تحمل هذه المناسبة رسالة واضحة لكل الأجيال القادمة: إن التضحية من أجل الوطن ليست حدثًا عابرًا، بل واجب مستمر. وأن الحفاظ على الجاهزية واليقظة، ورفع مستوى التعبئة الوطنية، هو السبيل لضمان أمن الوطن وحماية مستقبله. إن دماء الشهداء زرعت فينا درسًا خالدًا بأن الوطن لا يُحفظ إلا بوعي جماعي، وأن كل فرد مسؤول عن حماية مكتسباته والعمل على رفع مستوى صمود المجتمع.

في هذه الذكرى، نستذكر أيضًا الأمثلة الحية للشهداء الذين واجهوا أصعب الظروف بصلابة وإيمان. كل قصة بطولة، وكل موقف تضحية، يعزز فينا الإصرار على الحفاظ على الأرض والمكتسبات الوطنية. فالاستعداد الدائم، والتدريب المستمر، والمراقبة الواعية لكل تهديد، هي الترجمة العملية لوفائنا للشهداء.

كما تحمل هذه الذكرى رسالة قوية لكل المعتدين: الشعب الذي يقدّر دماء شهدائه، ويعزز التعبئة والجاهزية في كل لحظة، لن يسمح لأي قوة أن تتعدى على أرضه أو تهدد سيادته. فالتضحيات التي قدمها الشهداء ليست مجرد حدث تاريخي، بل هي قاعدة صلبة لبناء الأمة وسياج يحمي حاضرها ومستقبلها، ويجعل من كل تهديد فرصة لتعزيز الوحدة الوطنية وتعميق الشعور بالانتماء والولاء.

وفي ختام هذه الذكرى، نقولها بكل وضوح إن دماء الشهداء لن تذهب سدى. التعبئة والجاهزية العالية هما عهدنا لهم، ولأرضنا، ولأجيالنا القادمة. كل خطوة نحو حماية الوطن، كل تضحية في سبيل الكرامة، هي وفاء حيّ لدمائهم الطاهرة. إن ذكرى الشهداء ليست لحظة عابرة، بل نبراس حياة، ومصدر قوة، وصرخة عزيمة، ورسالة صمود للأعداء: الوطن حاضر، والأبطال باقون، والعزيمة لا تنكسر.

إن الوفاء لدماء الشهداء، والتأكيد على التعبئة والجاهزية العالية، هما الضمان الحقيقي لاستمرار صمود الوطن، وحماية مكتسباته، وبناء مستقبل مشرق للأجيال القادمة. ففي كل لحظة نستذكر فيها شهداءنا، نعيد التأكيد على أن التضحية من أجل الوطن ليست خيارًا، بل واجب وطني مستمر، وأن العمل من أجل الدفاع عن الأرض والسيادة هو أسمى أشكال الوفاء لتضحيات الأبطال الذين قدموا حياتهم بلا تردد.

إن هذه الذكرى السنوية تعلمنا أن الوفاء لا يكون بالكلمات وحدها، بل بالعمل والجهد المستمرين، وأن الاستعداد والتعبئة الوطنية ليسا مجرد شعارات، بل أدوات عملية تحفظ الوطن، وتقوي قدرته على مواجهة كل المخاطر. فالشهيد الذي ضحى بحياته هو من أعطانا أعظم درس في الولاء والانتماء، وعلينا أن نحافظ على هذا الإرث بوعي وصدق.

وختامًا، يظل شعار الذكرى السنوية هذا العام: “وفاءً لدماء الشهداء.. التعبئة والجهوزية عالية”، رسالة حية لكل من يقرأ ويشهد، بأن الوطن لن يُهزم، وأن دماء الشهداء تبقى نبراسًا للمستقبل، وقوة دافعة لكل المواطنين للعمل والإخلاص والدفاع عن الأرض والسيادة.

 

قد يعجبك ايضا