أبناء ذمار يطالبون بوضع حد لعبوات الموت


لا تزال تتابع أصداء الجريمة الإرهابية التي ارتكبتها الأحد الماضي عناصر إجرامية خارجة عن النظام والقانون بتفجيرها عبوة ناسفة زرعتها جوار مدرسة الوحدة للبنات في مدينة ذمار اثناء محاولة أفراد اللجان الشعبية تفكيكها بعد ما نقلوها إلى باحة دار الضيافة في مدينة ذمار واستشهاد الإعلامي خالد محمد الوشلي مراسل قناة المسيرة في المحافظة وستة من اللجان الشعبية وجرح 31 آخرين.
الجريمة الإرهابية البشعة أثارت غضب أبناء محافظة ذمار والمجتمع اليمني .. مؤكدين أن تلك الجريمة تتنافى قطعياٍ مع تعاليم الإسلام السمحة وتقاليد مجتمعنا المسالم وتهدف إلى جر الوطن إلى مزالق أكثر خطراٍ.
وعبر أبناء محافظة ذمار بمختلف مكوناتهم السياسية وشرائحهم المجتمعية عن سخط وحزن شديدين وأكدوا في أحاديثهم لـ”الثورة” أن الإرهاب آفة مدمرة بامتياز وأن مواجهته واجب ومسؤولية وطنية ودينية تقع على كاهل الجميع بلا استثناء.
عمل جبان
محافظ ذمار حمود محمد عباد أدان زرع عبوة ناسفة جوار مدرسة الوحدة للبنات وتفجيرها ووصفه بالعمل الجبان وعبر عن تعازي قيادة المحافظة وخالص مواساتها لأفراد أسر الشهداء كافة.
ودعا عباد إلى “تحكيم العقل والمنطق والتزام قيم الشريعة الإسلامية السمحة القائمة على المحبة والإخاء والتعايش السلمي بعيدا عن العنف والفوضى والقتل والدمار ..مبينا أن أجهزة الأمن في المحافظة قامت بالتحرك الفوري والعاجل “باشرت البحث والتحري لضبط الضالعين في زرع العبوة الناسفة وتفجيرها وكشف كل من يقف وراءهم وتقديمهم إلى العدالة”.
أفكار ضالة
من جانبها استنكرت قيادة محافظة ذمار والمجلس المحلي في المحافظة إقدام عناصر إجرامية على زرع عبوة ناسفة بجانب مدرسة الوحدة للبنات في مدينة ذمار وتفجيرها بعد ما اكتشفها أفراد اللجان الشعبية وقيامهم بنقلها إلى ساحة دار الضيافة وتمكنهم من نزع شريحة تفجيرها قبل أن يفجرها زارعوها بواسطة شريحة مخفية ويسقط شهداء من اللجان الشعبية والإعلامي خالد الوشلي ونحو 31 جريحاٍ.
وأكدت قيادة المحافظة والمجلس المحلي في بيانهم إدانتهم لهذه الجريمة النكراء وكل الأعمال الإرهابية التي تستهدف حياة الأبرياء الآمنين وتهدد الأمن والاستقرار والسكينة العامة.
واعتبر البيان أن “قيام عناصر الإرهاب باستهداف مدارس بعبوات ناسفة يظهر بجلاء مدى ضلالة هذه العناصر وبْعدها عن ديننا الإسلامي الحنيف وقيمه السمحة ومدى الغلو والتطرف في أفكارها وممارساتها الإجرامية بحق المجتمع وتجردها من كل القيم الإنسانية والأخلاقية.”
ودعا كافة القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني كافة إلى تعزيز التلاحم والاصطفاف لمواجهة هذه الآفة الدخيلة على مجتمعنا بكل الوسائل باعتبار ذلك واجباٍ دينياٍ ووطنياٍ وأخلاقياٍ”.
ووجهت قيادة المحافظة الأجهزة الأمنية بـ”تكثيف جهودها لحفظ الأمن والاستقرار وسرعة ضبط عناصر الإرهاب والتطرف التي نفذت هذه العملية الإرهابية ومن يقف وراءها وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم الرادع”.. معبرة عن خالص التعازي والمواساة لأسر الشهداء وذويهم “.. سائلة الله العلي “أن يتقبلهم في الشهداء وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل”.
استنكار إعلامي
في المقابل أثارت الجريمة استنكاراٍ واسعاٍ بين الأوساط الإعلامية المحلية والعربية فأدانتها قنوات فضائية عدة ومنظمات إعلامية بينها نقابة الصحافيين اليمنيين ورابطة الصحفيين والإعلاميين في محافظة ذمار الزميل واللتين نعتا الزميل الإعلامي الشهيد خالد محمد الوشلي مراسل قناة المسيرة في المحافظة أثناء قيامه بتصوير عبوة ناسفة عثرت عليها اللجان الشعبية على مقربة من مدرسة الوحدة للبنات.
وأشاد بيان نعي رابطة الصحافيين والإعلاميين في ذمار بمناقب الشهيد الوشلي وما كان يتحلى به من دماثة أخلاق وما تميز به من مهنية وجرأة..واعتبرت رحيله “خسارة فادحة على الوسط الصحفي والإعلامي في المحافظة”.
وطالبت الرابطة السلطات الرسمية “القيام بواجباتها ومسؤولياتها في حفظ الأمن والاستقرار ووضع حد لمسلسل الاغتيالات التي تشهدها المدينة”.. داعية القوى السياسية في المحافظة إلى إدانة هذه الجرائم التي تهدد السلم الاجتماعي.
جريمة شنعاء
من جانبه نعى عضو مجلس الشورى الأستاذ حسن محمد عبد الرزاق عددا من أفراد اللجان الشعبية الذين استشهدوا في انفجار عبوة ناسفة.
وعبر عن ألمه وحزنه لفداحة الجريمة التي استهدفت مدرسة البنات ثم اللجان الشعبية اثناء تفكيكهم العبوة الناسفة التي نقلتها من جانب مدرسة الوحدة مما أدى إلى انفجارها .
وقال: إن تلك الجريمة الشنعاء التي لا يقرها شرع أو قانون هزت مشاعر وأحاسيس جميع أبناء المحافظة بل والشعب اليمني عموماٍ والتي تستهدف تدمير النسيج المجتمعي اليمني وجر الوطن إلى مغبة الفوضى والعنف غير المتناهي .
وطالب عضو مجلس الشورى الأجهزةِ الأمنيةِ المختصِةِ “القيامِ بواجبها في ملاحِقة الجْناة وتقديمهم للعدالة كما حمِلْ القيادةِ السياسيةِ المسؤوليةِ عن أي تقصير أو تقاعْس”.
إرهاب بشع
من جهته قال الدكتور حميد الخضر:إن مثل هذا العمل الإجرامي “لا يمكن أن يقوم به إلا أولئك الذين تجردوا من الأخلاق وقيم الدين الإسلامي الحنيف”.. معتبراٍ هذا الجريمة الغادرة “عملاٍ إرهابياٍ بكل المقاييس”.
وأكد د. الخضر أن من قام بهذا العمل الإجرامي البشع والمدان لن يفلتوا من العقاب وسيتم ملاحقتهم من الأجهزة الأمنية للقبض عليهم وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم الرادع.
تحدُ سافر
من جهته اعتبر عدنان القصوص هذا العمل الإجرامي ” تحدياٍ سافراٍ للأخلاق والمبادئ اليمنية الكريمة وتحدياٍ للشريعة والنظام والقانون وخيانة وطنية عظمى” ..وقال :أدين بأشد العبارات هذه الجريمة النكراء التي اقترفتها عناصر خارجة عن النظام والقانون في هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها بلادنا وهذا مؤشر بالغ الخطورة ..مشدداٍ بالقول:”لا ينبغي لقوى العنف والإرهاب التي تقف وراءها أن تمر دون عقاب”.
وطالب القصوص الأجهزة الأمنية المختصة “القيام بواجبها الدستوري والقانوني في ملاحقة الجناة والقبض عليهم وتقديمهم للعدالة وكشف من يقف وراءها للشعب”.
يد من حديد
الدكتور محمد مياس قال: هذا العمل الجبان خارج عن الدين الإسلامي وجميع الأديان السماوية والعادات والأعراف اليمنية التي قام بها عناصر إرهابية كانوا يريدون استهداف مدرسة الوحدة للبنات لولا دور اللجان الشعبية ونقلهم العبوة ومحاولة تفكيكها قبل تفجيرها بهم في ساحة دار الضيافة.
ودعاٍ اليمنيين كافة إلى “الاصطفاف الوطني والتصدي للأعمال الإرهابية من القوى المعادية للجمهورية والوحدة والشرعية الدستورية”.
معبراٍ عن تأييد جميع أبناء المحافظة للقيادة السياسية والقوات المسلحة والأمن في اتخاذ الإجراءات الصارمة والضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه زعزعة أمن واستقرار الوطن.
دعوة للعقلاء
وبدوره استنكر إبراهيم الشبيبي بأشد العبارات هذه الجريمة الإرهابية النكراء وقال: أعزي الشعب اليمني وأبناء وأسر الشهداء بهذه الفاجعة الأليمة التي استهدفت مدرسة للبنات وطالت أفراد اللجان الشعبية ومراسل قناة المسيرة خالد الوشلي اثناء قيامه بتغطية العثور على العبوة بعد نقلها من جوار المدرسة إلى ساحة دار الضيافة.
وأضاف: إنني أدعو للوقوف أمام هذه الفاجعة والجريمة الآثمة والنكراء كل عقلاء اليمن بمختلف أطيافهم السياسية والاجتماعية إلى تحمل المسؤولية الوطنية في ملاحقة أيادي القتل والفتنة ومحاصرة مستبيحي الدماء والعابثين بأمن الوطن ممن يسعون اليوم إلى الدفع بالوطن نحو مزيد من الانزلاق للعنف والفوضى وعدم الاستقرار.
وتابع : أطالب أجهزة الدولة بالتحرك الفوري والعاجل من أجل ضبط القتلة وكشف كل من يقف وراءهم وتقديمهم إلى العدالة دون تأخير واعتبر أن أي تباطؤ من الأجهزة المعنية في الدولة في التحقيق في هذه الجريمة وردع مرتكبيها ومحاسبة كل المتورطين فيها ليس إلا مزيداٍ من منح القتلة والمجرمين فرصاٍ أخرى لإغراق الوطن بالدماء وجره إلى الفتنة والدفع به نحو المجهول .
مزيد من اليقظة
عبدالقوي الآنسي أكد أن هذه الجرائم الإرهابية لا تمت إلى ديننا الإسلامي الحنيف بصلة .. وقال: يجب أن تقوم الأجهزة الأمنية بمتابعة الجناة وتقديمهم إلى العدالة لينالوا جزاءهم الرادع.. وأطالب أبناء محافظة ذمار كافة بالحذر واليقظة والتعاون مع المؤسسات الأمنية والعسكرية للحفاظ على الأمن والاستقرار.
وتابع: لابد من الاصطفاف الوطني حول القيادة السياسية وبذل مزيد من المساعي الحميدة للعقلاء والحكماء لوأد الفتنة وحل الأزمة وتجاوز آثارها بتحكيم العقل والمنطق والحكمة للخروج باليمن من هذه الأزمة مما يجنبه ويلات الفتن.

قد يعجبك ايضا