توزيع الحقائب ليس أولوية..!

إن ما يحتاجه الطالب في وقتنا الحالي في محافظة البيضاء وفي بقية محافظات الجمهورية التي تشهد معارك ضارية بين القوات المسلحة والعناصر الإرهابية تارة وبين اللجان الشعبية والعناصر الإرهابية تارة أخرى ليس تقديم حقيبة مدرسية له ـ كما هو حاصل حاليا ـ وإنما توفير الأمن والمأكل والمشرب وتأهيل المدرسة وكذا توفير الكادر التدريسي والمنهج الدراسي وغيرها من الخدمات الأساسية والضرورية لكي يستطيع الطالب مواصلة دراسته واستيعاب مضامين الدروس التي يتلقاها وقبل كل ذلك لكي يأمن على حياته ويستقر نفسيا.
أما أن يظل اهتمام السلطة المحلية وبعض المكاتب التنفيذية في البيضاء وفي غيرها من المحافظات مركزا على الحصول على الحقائب من هذه الجهة أو تلك بغية توزيعها على طلاب وطالبات عدد من المدارس والظهور بمظهر المنقذين للطلبة وللعملية التعليمية فإن ذلك يجعلنا نصاب باليأس والإحباط ونقول وبالفم المليان أنه لا خير مطلقا في مسؤولينا المحليين والحكوميين للوطن ولا للطالب ولا للمجتمع بشكل عام ما دام تفكيرهم وأعمالهم محصورة فيما لا ينفع الناس أو فيما هو كمالي أو ثانوي في حياتنا وحياة أبنائنا وبناتنا وأخواننا واخواتنا الطلبة.. دون أن يضعوا أي اهتمام أو اعتبار للقضايا والمشكلات التي تشكل خطرا حقيقيا على حياة ومعيشة الطلبة ومختلف شرائح المجتمع مع أن الأولوية دوما في كافة بلدان العالم تكون للجوانب الأمنية والاقتصادية ولتوفير بيئة مناسبة للعملية التعليمية ورفدها بكافة الإمكانيات والوسائل التي تضمن أن تكون مخرجات التعليم ملبية لمتطلبات الواقع الحاضر والمستقبل..
في الأخير نتمنى من قيادات وأعضاء السلطة المحلية والمكاتب التنفيذية والخدمية في محافظة البيضاء ومثيلاتها من المحافظات التي ترزح تحت وطأة الحروب الطاحنة أن يقوموا بواجباتهم وبالمهام المناطة بهم تجاه المواطنين على أن تكون أولوياتهم للقضايا المهمة والمرتبطة بحياة ومعيشة وحاضر ومستقبل المواطنين وفي المقدمة القضية الأمنية التي تستدعي رص صفوف المسؤولين المحليين والحكوميين ومعهم مختلف مكونات المجتمع والعمل سوية في سبيل سرعة إيجاد المعالجات والحلول لهذه القضية التي تتسبب بازهاق أرواح عشرات الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب والرجال يوميا وفي مضاعفة معاناة المواطنين.

قد يعجبك ايضا