
من بين 15 بطولة لكأس الأمم الآسيوية أقيمت منذ إنطلاقها عام 1956 وحتى النسخة الأخيرة التي أقيمت في قطر عام 2011 لم تنجح المنتخبات العربية في فرض سيطرتها على الكأس سوى في 5 مرات فقط كان للمنتخب السعودي منها القاسم الأكبر بثلاثة ألقاب ولقب واحد لمنتخب الكويت ومثله لمنتخب العراق آخر المنتخبات العربية المتوجة وذلك عام 2007.
صحيح أن المنتخبات العربية لم تعرف طريقها للمشاركة في هذه البطولة سوى في النسخة الخامسة التي اقيمت في تايلاند عام 1972 بعد نجاح المساعي العربية في طرد منتخب الكيان الصهيوني الذي كان قد شارك في النسخ الأربع السابقة إلا أن وجود 12 دولة عربية في القارة الآسيوية تخوض تصفيات هذه البطولة في كل نسخة كان يحتم ظهورا أقوى من هذا.
وتشهد النسخة السادسة عشر من البطولة والتي ستنطلق خلال أيام في استراليا لأول مشاركة 9 منتخبات عربية تتنافس على لقب القارة ويحدوهم الأمل جميعا في ان يكون لقب هذه النسحة عربيا في البطولة التي تقام لأول مرة خارج الحدود الجغرافية للقارة الآسيوية حيث تستضيفها قارة أستراليا.
وعلى مدار النسخ السابقة وباستثناء المنتخبات العربية الثلاثة السعودية والكويت والعراق فشلت باقي المنتخبات في الاقتراب من الكأس وكان أقرب المنتخبات لتحقيق هذا الحلم هو المنتخب الإماراتي عام 1996 في البطولة التي استضافها على أرضه ولكنه خسر النهائي أمام شقيقه السعودي الذي توج بلقب هذه البطولة في تلك السنة.
وبالطبع فان “الأبيض” الإماراتي يعتبر نفسه حاليا الأحق بتحقيق هذا اللقب لأول مرة في تاريخه في ظل وجود هذا الجيل من لاعبيه الذي حقق العديد من الألقاب والإنجازات.
ويأتي في المرحلة الثانية منتخبي قطر والأردن واللذين كانا أفضل إنجازتهما هو التأهل إلى الدور ربع النهائي حيث فعل ذلك “العنابي” مرتين في بطولتي 2000 و2011 وكذلك منتخب نشامى الأردن في بطولتي 2004 و 2011 أيضا.
وفي ظل الحالة المعنوية التي يعيشها منتخب قطر بطل خليجي 22 الأخيرة والتي أقيمت في السعودية نوفمبر الماضي فأن أحلام التتويج باللقب الآسيوي تراوده بشدة في ظل حالة الاستقرار الفني تحت قيادة مدربه جمال بلماضي.
نفس الطموح يراود المنتخب الأردني الذي كان له صولات وجولات رائعة على مستوى القارة ولكنه أخفق في تحقيق هذا الحلم سابقا و يعول على أن يخرج من دائرة التمثيل المشرف ويخطف إنجاز يرضى به طموحات عشاق النشامى رغم الانتقادات الموجهة إلى مدرب الفريق راي ويلكنز.
أما بالنسبة لمنتخب البحرين الذي كان قد حقق أفضل نتيجة له في تاريخ البطولة عام 2004 التي أقيمت في الصين فانه يمر بظروف صعبة نسبيا بعد خروجه من الدور الأول لبطولة خليجي 22 وما ترتب عليه من تغيير الجهاز الفني بقيادة الأردني عدنان حمد قبل نهاية البطولة وتبدو فرصة ” الأحمر” في المنافسة أكثر صعوبة.
وعلى الرغم من أن المنتخب العماني لم يستطع الوصول إلى أكثر من مرحلة المجموعات في هذه البطولة خلال نسختي 2004 و 2007 إلا ان المستويات الطيبة التي قدمها المنتخب في نهائيات خليجي 22 ووصوله إلى الدور قبل النهائي وحصوله على المركز الرابع قد تنبىء بقدرة الفريق على تقديم مستويات طيبة خلال مشاركته في هذه البطولة.
تبقى المشاركة الأولى والأهم للمنتخب الفلسطيني الذي نجح في التأهل إلى نهائيات البطولة لأول مرة بعد فوزه بكأس التحدي الآسيوي على الفلبين لتكون مشاركته ذات مغزى مهم في هذا التوقيت حيث سيرتفع علم فلسطين خفاقا في الملاعب الإسترالية مؤكدا أن تواجدها ضمن أفضل 16 منتخبا على مستوى القارة وهو إنجاز بحد ذاته بغض النظر عن النتائج التي سيقاتل محاربو “الفدائي” في تحقيقها أيضا.