أكثر من 300طالب وطالبة في مدرسة الأمل بالإضافة إلى الملتحقين في المدارس الحكومية والمعاهد المهنية


> نحرص في حدود إمكانياتنا المتواضعة على تلبية متطلبات شريحة الصم والبكم

● قامت جمعية رعاية وتأهيل “الصم والبكم” بالحديدة بتطوير مدرسة الأمل الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة وبذلت في سبيل ذلك جهوداٍ كبيرة حتى استطاعت أن توفر فصولاٍ دراسية من مرحلة الروضة إلى الصف التاسع بقدرة استيعابية تصل إلى 300 طالب وطالبة واشتمل هذا التطوير على إدراج الأنشطة الترفيهية والرياضية ضمن الجدول الدراسي.
مع هذا تظل هناك العديد من العقبات التي تحول دون إمكانية تأهيل هذه الشريحة تأهيلاٍ علمياٍ محترفاٍ لتحقق دمج هذه الشريحة في المجتمع وهي العقبات التي تعوق عملية اضطلاع القائمين على هذه الجمعية بمهامهم على أكمل وجه.
ولتسليط الضوء أكثر “الثورة” التقت الأخ غمدان محمد شمسان رئيس جمعية الصم والبكم بمحافظة الحديدة وطرحنا عليه العديد من الأسئلة التي تبلورت حول فكرة تأسيس الجمعية ومصادر تمويلها والأنشطة التي تقوم بها لصالح هذه الشريحة.. وقد جاءت إجاباته على النحو التالي:

● في البداية حدثنا عن فكرة تأسيس جمعية رعاية وتأهيل الصم والبكم بالحديدة¿
– جمعية رعاية وتأهيل الصم والبكم بالحديدة أسست نظراٍ للحاجة الماسة لها وبسبب وجود العديد من ذوي الاحتياجات الخاصة فئة (الصم والبكم) وقد عملنا خلال السنوات القليلة الماضية على تطوير وضع الجمعية والمدرسة التابعة لها والعمل في حدود الإمكانات لتكون جهة مجتمعية ترعى هذه الشريحة التي قدر الله لها أن تخلق بهذه الإعاقة.. الجمعية تعمل على رعاية هذه الشريحة وقمنا بتطوير مدرسة الأمل والارتقاء بأوضاعها لتلبي الاحتياجات التعليمية للدارسين فيها من فئة الصم والبكم وفي هذا الإطار عملنا على توفير الكادر بالرغم من إمكاناتنا المحدودة.
● ما أهم البرامج والأنشطة التي سعت الجمعية إلى تنفيذها¿
– عملنا على تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة في العديد من الجوانب فقمنا بإنشاء مركز للخياطة لتعليم الفتيات انفاذا لمخطط دمجهم في سوق العمل كما أولينا الجانب الرياضي اهتماماٍ خاصاٍ فقمنا بتوفير العديد من الألعاب الرياضية للترويج عن المعاقين حيث تم توفير طاولة تنس وطاولة بلياردو كما أقمنا دوري رياضي تم دعمه من قبل بعض الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني.
بالإضافة إلى أنه يوجد لدينا أيضاٍ قاعة للرسم يتم فيها تعليم الموهوبين في هذا الجانب عن طريق بعض المتخصصين بهدف تمكينهم من ملكات الرسم والتعبير.. وعملت الجمعية أيضاٍ على توفير قاعة كمبيوترات لتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة فئة (الصم والبكم) كون الحاسوب أصبح لغة العصر.
لذا لا بد من ضرورة اعتماد ميزانية مالية للرياضة عن طريق الاتحاد العام اليمني للصم والبكم حتى تستطيع هذه الشريحة أن تتفاعل بقوة مع هذا الجانب الهام والحيوي وأيضاٍ حتى لا تشعر بأنها مهملة.
غياب الدرجات الوظيفية
● ما هو الدور الذي تقومون به من أجل تفعيل الجانب التعليمي فيها¿
الجمعية تعتبر الجانب التعليمي من أهم أولوياتها ولهذا كانت مدرسة الأمل التي تأسست عام 1988م بكادر أجنبي في حينه ليتم بعد ذلك في العام 1990م تخريج أول دفعة من المدرسات وكان عددهن 6 مدرسات. واليوم يوجد لدينا في مدرسة الأمل التابعة للجمعية أكثر من 300 طالب وطالبة ابتداءٍ من صفوف الروضة وحتى الصف التاسع ويعمل على تدريبهم نخبة من المدرسين والمدرسات الذين تم تأهيلهم في جانب تدريس الصم والبكم.. كما تم فتح صفوف لشريحة (الصم والبكم) في بعض المدارس الحكومية لاستكمال تعليمهم وفي هذا السياق تم إلحاق عدد من الطالبات بمدرسة بلقيس للبنات وإلحاق عدد من الطلبة بالتعليم المهني والفني.. ونحن نطالب أن تكون هناك فصول دراسية يتم فيها التعليم بواسطة لغة الإشارة لتتمكن هذا الشريحة من الالتحاق التعليمي واستكمال أطماحها بصورة طبيعية ومن دون أي معوقات.
عدم الشعور بالاستقرار
● ماذا بخصوص توظيف منتسبي الجمعية من الخريجين¿
-هؤلاء المدرسون والمدرسات الذين يبذلون جهودا كبيرة لتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة (الصم والبكم) يعاني أغلبهم من عدم الشعور بالاستقرار الوظيفي جراء عدم ترسيمهم وظيفياٍ باستثناء عدد محدود جداٍ فقط.. ونحن بدورنا تصرف لهم مكافآت محدودة لا تتجاوز 19 ألفاٍ لحملة البكالوريوس و16 ألفاٍ لحملة الثانوية والتي دفعت البعض إلى ترك العمل في المدرسة ودفعتنا إلى البحث عن مصادر للتمويل كونها مخصصات شهرية ثابتة تثقل كاهل الجمعية وللأسف الشديد عملية التوظيف التي تتم بواسطة الخدمة المدنية والمالية يتم استبعاد العاملين في مجال تدريس (الصم والبكم) بحجة أنه لا يوجد جهة أو باب معتمد لهذا الجانب في الموازنة العامة.. وكأن هذه الشريحة لا تعتبر من شرائح المجتمع اليمني.. وأعتقد أن الأمر يحتاج إلى قرار سياسي من الحكومة لتخصيص عدد من درجات التوظيف للمدرسين والعاملين في مدراس الصم والبكم.
لا توجد لدينا ميزانية
● ما هي الخدمات التي تقدم للمعاقين في الجانب الصحي¿
– للأسف أنه لا توجد لدينا ميزانية كافية لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة فئة (الصم والبكم) في الجانب الصحي كما لا يوجد لدينا أطباء منتدبون أو مرسلون من قبل مكتب الصحة للاهتمام بالجانب الصحي لهذه الشريحة وفي الغالب نحن نقوم بإرسال المرضى أو الذين يحتاجون للعلاج إلى صندوق المعاقين والذي يقوم في الغالب بصرف العلاجات لأصحاب الحالات المزمنة منهم فقط.
توقف الدعم
● كيف تقيمون علاقة الجمعية بالمنظمات والجهات الداعمة ذات العلاقة بقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة¿
كنا قبل سنوات نتلقى دعماٍ من الدولة بواسطة صندوق المعاقين لكن ومع دخول 2010م توقف الدعم المالي للجمعية كما هو الحال للصندوق الأمر الذي توقف معه العديد من الإمكانات والنشاطات التي كان يمكن أن توظف لصالح تطوير هذه الشريحة وتأهيلها للاندماج في المجتمع بصورة طبيعة ومنتجة.
أما عن الدعم الخارجي للجمعية فهناك العديد من المشاريع التي تم تنفيذها تتم من خلال دعم المانحين خاصة السفارة اليابانية والكورية وغيرها من السفارات التي تولي شريحة الصم والبكم اهتماماٍ كبيراٍ.. كان لدينا مشروع مقدم كهدية من السفارة الألمانية وهو عبارة عن منحة كمبيوترات إلا أنه ومع الأحداث الأخيرة التي شهدها البلد تم تأجيل موعد تسليم هذه الهبة ومع هذا فقد قامت السفارة اليابانية بمنح الجمعية باصين لنقل المعاقين وقامت بمنحنا دعماٍ مالياٍ قدرة (79) ألف دولار إضافة إلى دعم بعض الجهات لشريحة (الصم والبكم) عن طريق المشاركة في مؤتمرات أو دورات رياضية سواء في الصين أو الكويت أو غيرها.
رعاية ضرورية
● كلمة أخيرة تودون قولها في نهاية هذا اللقاء.. ¿
– أتمنى أن تقوم الدولة والحكومة اليمنية بسن جملة من القوانين التي تعزز من حماية هذه الشريحة وحماية حقوقها وتدفع باتجاه تأهيلها تمهيداٍ لدمجها في المجتمع ولن يتأتى ذلك إلا بواسطة سن هذه القوانين وإلحاقها بخطط قابلة للتطبيق وإجراءات عملية واقعية وملموسة كتوفير ميزانية مالية تغطي كل الاحتياجات التعليمية والصحية والتأهيلية لهذه الشريحة.. وكذا تخصيص فصول دراسية في المدارس الحكومية بلغة الإشارة وإعادة صرف الميزانية المالية الخاصة بصندوق المعاقين والتي يصرف جزء منها للصم والبكم.

قد يعجبك ايضا