صلى عليك الله

لمـا وفى زين الخلائق أشرقت
دنيا الأنامö وتاهتö الأصنام
وتسربلت أرض الجزيرةö بالضيا
وعلى الشöعاب ترعرع الإسلام
وازدانت الدنيا بهدي محمد
وتنفست في ظلهö الأحـلام
أرسى على وجهö البسيطةö منهجا
سمحا به تستـنهض الأقوام
يا خير من أهدى الحياة ربيعها
واخضرت الوديان والآكام
عجز الكلام بأن يفيك محبة
والحبر والقرطاس والأقـلام
ماذا أضيف وأنت رقم صاعد
لبلوغهö تتضاءل الأرقــام
ماذا أبوح وأنت أفصح ناطق
وحيا فما الإيحاء والإلهام
ماذا أقول وأنت بحر مناقب
ترسو على شطآنهö الأيام
ماذا أقول وأحرفي منثورة
جمل يعثöر خطوها الإلمـام
تجثو أمامك سيدي أو تنحني
ما للكلام إذا ذكرت كلام
كل المدائح في النبي محمد
ثكلى وإن بلغت بها الأحلام
تبدو عöبارات الثناءö بأفـقöهö
كقصاصة عبثت بها الأنسام
تقف العبارات البليغة عنده
مهزوزة ينتابها الإحجـام
ماذا عسى أروي وأفق محمد
تذوي به الأفلاك والأجرام
من للسماءö بريشة سينالها
ترسو أمامك ريشتي وتـلام
لولا التشرف بالمديحö إذا دنا
من أفقهö والقلب فيه هيام
لطويت أوراقي وقلت تطاولي
في مدحö خيرö المرسلين حرام
كيف الوصال وأنت أرفع منزلا
ولöكلö هاماتö الوجود أمام
يكفي بشدوي أن أبث مشاعöري
فالشدو حب والثناء غرام
لولاك يا طه لما انتشر الضيا
ولظل فينا الجهل والأوهام
ولعرشت سحب الضلالö وحل في
قلبö الوجودö من الضلالö ظلام
لولاك ما افتر السرور بأفقنا
ولظل فينا الظالمون وداموا
لولاك يا نبع الضيا ما أنفقت
كف و لا كفلت بها أيتام
لولاك ما قامت حضارات لها
في المشرقين منابر وسöنام
لولاك ما زيد ولا عمرو اهتدى
ولماشدا في العالمين سلام
لولاك ما بر الوليد بوالد
ولقطöعت بين الورى أرحام
ولمـا رأينا الجار يحفظ جاره
والحب يرفل والصلاة تقام
علمتنا نشر التسامحö بيننا
والعفو من شöيمö الكرامö يرام
وجعلت دستور الهدايةö مصحفا

يتلى وعöنوان الحياةö نظام
لولا ك ما قöيم المروءةö أورقت
بين الأنام وزالتö الأسقام
جاهدت في نشرö الفضيلةö لم تزل
علما توالت بعده الأعلام
لولا ك ما روض المكارمö أينعت
ثمراته وتـفتقت أكمام
ولمöـا اهتدى للحقö بعد ظلالهö
عبد وذلت للعظöيمö الهام
يا سيد الكونينö عذرا إن أنا
قصرت أو مالت بي الأيام
رغم التعثرö لم أزل متوقد
وبفضل حبك هذه الأنغام
صلى عليك الله يا خير الورى
ما ناح طير أو نغته حمام.