الغليان الشعبي يتصاعد”.. 14 أكتوبر جرس إنذار لـ”الاحتلال الجديد” واستعادة القرار الوطني المسلوب

الجنوب المحتل.. عقد من "الخيانة والنهب" يكشف الوجه القبيح لـ"التحرير المزيف" في ذكرى 14 أكتوبر

 بعد عشر سنوات من الاحتلال السعودي الاماراتي أو ما أطلق عليه مرتزقة الاحتلال آنذاك بـ”التحرير”، تقف اليوم مدينة عدن والمحافظات الجنوبية المحتلة على حافة انفجار شعبي غير مسبوق، حيث يغلي الشارع الجنوبي بـ”بركان الغضب العارم” ضد قوى النهب المحلية المرتبطة بالاحتلال .. ويؤكد مراقبون أن عقدًا كاملاً من الخداع والوعود الوهمية قد كشف الوجه الحقيقي للاحتلال الجديد، محولاً الجنوب اليمني إلى كارثة إنسانية وإدارية بامتياز.

الثورة/ مصطفى المنتصر

وبعد مضي قرابة عشرة أعوام على الاحتلال الأجنبي للمحافظات المحتلة، بات الانهيار الكارثي للخدمات، وخاصة الكهرباء والمياه وصرف المرتبات، دليلاً قاطعاً على فشل الأدوات المحلية الموالية للاحتلال والوصاية الخارجية حيث أصبح لا ينظر إلى هذا الواقع كإرث حرب” عابر، بل كسياسة ممنهجة” تهدف إلى إضعاف الشعب وإبقائه تحت ضغط الحاجة، وهو ما تسبب بكارثة معيشية، في الوقت الذي تحولت فيه عدن إلى مدينة غارقة في المستنقعات ومتردية الخدمات، في تناقض صارخ مع الوعود البراقة التي أُطلقت بتحويلها إلى “دبي جديدة”، بالإضافة إلى استمرار مسلسل نهب الثروات وتقاسم الإيرادات والثروات النفطية والغازية بين أطراف الوصاية وأدواتها، بينما يحرم المواطن من أبسط حقوقه الاقتصادية.

أرخبيل سقطرى احتلال جديد تحت غطاء الشراكة

تُشكل الأهمية الاستراتيجية للجنوب غاية الأطماع الخارجية، حيث يتم استغلال الموانئ والجزر، مثل أرخبيل سقطرى وجزيرة ميون ومنشأة بلحاف الغازية، وتحويلها إلى قواعد ونقاط نفوذ عسكرية أجنبية تحت غطاء “الشراكة والدعم”. هذا التغلغل، يعكس واقع “الاحتلال الجديد” الذي يتجاوز كل أشكال السيادة الوطنية، ويؤكد أن القرار في المحافظات المحتلة بات مصادراً ويدار من الخارج لتنفيذ أجندات لا تخدم المصالح اليمنية.

وفي ظل صراع الأدوات المحلية على “فتات موائد الكفيل”، تتصاعد دلائل تشير إلى استعدادات بعض أدوات الاحتلال إن لم تكن جميعها لـ”التطبيع مع الكيان الصهيوني”، تماشياً مع التوجه الإماراتي والسعودي، كما يستخدم تنظيم القاعدة وداعش كأدوات لزرع الفوضى والنفوذ في أبين وشبوة وحضرموت، ضمن مشهد معقد ومفخخ تدار خيوطه من غرف عمليات خارجية لضمان بقاء الجنوب ساحة مفتوحة للمشاريع الدولية المتصارعة.

كما حذر مراقبون من مخطط التحالف الرامي إلى تفتيت المناطق الجنوبية والشرقية، محولاً إياها إلى “كانتونات صغيرة متناحرة” أشبه بالسلطنات التي كانت قائمة قبل ثورة أكتوبر المجيدة هذه المؤامرة الواضحة للاحتلال الجديد تهدف إلى إضعاف اليمن ككل وإعادة المحافظات الجنوبية المحتلة إلى عهد التشرذم والصراعات المناطقية التي عادت بقوة خلال السنوات الماضية.

الجنوب بين احتلالين والوعد المؤجل بـ”أكتوبر الجديد”

بالمقابل يرى مراقبون أن الذكرى الـ 62 لثورة 14 أكتوبر مثلت “جرس إنذار مرعباً” لقوى الاحتلال وأدواته، مؤكدين أن أبناء وأحفاد الثوار الذين أطاحوا بالإمبراطورية البريطانية، لديهم القدرة الكاملة اليوم على “كسر القيود الإقليمية والدولية” وتحرير أنفسهم من هذا الاحتلال الجديد والمتعدد الأشكال، وأكدوا على ضرورة استعادة الوعي الشعبي والتحرك لـ”تصحيح المسار” والتخلص من الأدوات التي ارتهنت للخارج، وأن “بركان الأحرار في عدن يغلي ولكنه لن يظل خامدا إلى الأبد.”

ويؤكد هذا الحراك المتصاعد أن الصوت الشعبي بات أقوى من القمع أو الإغراءات، وأن زمن الخنوع قد ولى، الجنوب المحتل اليوم ينادي بـالسيادة الكاملة واستعادة القرار الوطني، في تأكيد واضح على أن الأرض والقرار يخصان الشعب وحده وأن على المحتل أن يعي حقيقة أن اليمن اليوم لم يعد يمن الأمس وأن الشعوب الحرة وإن تغاضت بعض الوقت، إلا أنها لن تنسى أو تسامح من كان سببا في ضياعها وتدمير أوطانها.

قد يعجبك ايضا