بجاه الله .. كفانا صراعات!

مشاهد بشعة ومرعبة يشاهدها شعبنا على الشاشات الصغيرة .. وتنقلها وسائل الإعلام العالمية والمحلية المكتوبة والالكترونية وكل وسائل الاتصال الاجتماعية والوسائل الرسمية والمستقلة .. مشاهد أشلاء وأنصاف أجساد ورؤوس قطعت وأيد وأقدام بترت .. القاتل والمقتول يمنيان وعلى أرض الإيمان والحكمة.
يا الله كيف أصبح الموت سهلا ورخيصا في بلاد وصف الرسول الاعظم أهلها بأنهم (أرق قلوبا وألين أفئدة) .. دماء تسال وأرواح تزهق ونساء وأمهات يثكلن وأطفال ييتمون وأسر تشرد لفقدانها أعزاءها وعائليها .. يكتفون بوصف قتلاهم بالشهداء .. وتسجل الجريمة والقضية ضد مجهول.
بالأمس شاهد القاصي والداني عربا وأجانب واحدة من أفظع الجرائم التي تتوالى تباعا ويوميا بحق اليمنيين في جميع المحافظات دون أي ذنب أو سبب.. والفاعل والمدبر ما يزال بعيدا عن يد العدالة.
منذ أن شمرت القوى السياسية عن أيديها وأفكارها وأدواتها وأذكت صراعاتها السياسية لم يجد أبناء شعبنا خيرا ولا عافية ولا تنمية ولا استقرارا ولا أمنا وكأن هذه القوى السياسية مجتمعة دون استثناء تريد إبادة الشعب لتعيش هي ومصالحها ونذهب نحن إلى محرقة صراعاتهم الدنيئة.
بجاه الله .. يا أحزاب يا سياسيون يا مجتمع مدني يا منتفعون يا إسلاميون .. يا شيوعيون ياليبراليون .. يكفينا صراعات وقتلا وحروبا ماذا فعل بكم أبناؤكم وأولادكم وإخوانكم وشعبكم لتفعلوا بهم كل هذه الجرائم السوداء والمقيتة التي لا يرتكبها حتى البوذيون والملحدون وغيرهم وأنتم لأجل أهوائكم تعاقبوننا بأبشع الجرائم¿
لن نقبل منكم الشجب والتنديد والاستنكار ونرفض أيضا مواساتكم لنا ولأسر الشهداء .. كيف تقولون لنا ذلك وأنتم تقتلوننا يوميا لأجل نزواتكم ومصالحكم وأحزابكم.
إن الأحزان قد ملأت بيوتنا وقلوبنا وأرواحنا وأطفالنا وأمهاتنا ولهذا نتوسل إليكم ونناشدكم الله .. وبجاه النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وبكل معتقداتكم وأفكاركم وشرفائكم, دعونا نعش اتركوا بلادنا الحبيبة وأبناءها حلوا عنا اذهبوا إلى الجحيم غير مأسوف عليكم .. يا من دمرتم البلاد بصراعاتكم وخلافاتكم.
أخيرا.. لا يمكن لي ولكل يمني في مثل هذه المآسي التي تحل علينا جميعا سوى القول (إنا لله وإنا إليه راجعون) والرحمة تغشى شهداءنا الذين سقطوا أمس وفي الأيام الماضية والأعوام الماضية ومن سيلحقون.. والعزاء موصول لأسر الشهداء ولمن فقدوا أعزاءهم وأحباءهم وأصدقاءهم.