المواجهة اليمنية مستمرة مع الكيان الصهيوني :الحرب الناعمة .. الوسيلة الاسرائيلية الأكثر خطورة على المجتمع
ألقى العدو الصهيوني بكل ثقله لاستثمار الحرب الناعمة للنفاذ إلى الداخل اليمني بعد أن فشل في تحقيق أي من أهدافه الخبيثة بواسطة القوة والعمل العسكري.
ويقول مختصون إن طبيعة الأهداف التي اختارها العدو الإسرائيلي في عدوانه المتواصل على اليمن، كشفت مدى التخبط والعجز الذي بات عليه من الناحية الاستخباراتية، فراح يضرب منشآت مدنية ومنشآت خدمية لا علاقة لها بالجانب العسكري والاستراتيجي، ويضيفون أن طبيعة المواجهة المستمرة مع العدو الإسرائيلي، تفرض على المجتمع اليمني التحلي بكثير من اليقظة والوعي، فالعدو لن يعلن الاستسلام وسيعمل بكل السبل والوسائل الممكنة على تحقيق اختراق في المجتمع المحلي ولعل الحرب الناعمة هي التي يفضلها في حروبه القذرة.
الثورة /خاص
اللهجة اليمنية
يعطي العدو الإسرائيلي أهمية كبيرة للدخول إلى عمق المجتمع اليمني، ويؤكد الإعلام العبري أن الاستخبارات «الإسرائيلية» بدأت دورات لتعليم اللهجة والثقافة اليمنية لتأهيل عناصر استخبارية.
وتوضح صحيفة معاريف العبرية أن شعبة الاستخبارات في الجيش «الإسرائيلي»، أدركت أن مسألة جمع المعلومات الاستخبارية، وكذلك تحليل المعلومات التي تصل إلى إسرائيل، تتطلب مهارة المتحدثين باللغة اليمنية، حيث واجه العدو مشكلة في فهم اللهجة اليمنية، فبادر إلى تجنيد آلاف اليهود اليمنيين لحل المشكلة التي تواجه الحرب الاستخباراتية التي دشنها العدو بالفعل.
وأشار التقرير العبري أن اللهجة اليمنية، ليست مثل اللغة العربية، ومن ناحية أخرى اكتشفوا في مجتمع المخابرات أنه لا يوجد في إسرائيل شباب وشابات يعرفون اللغة اليمنية على مستوى القراءة والكتابة».
ووفق «معاريف»، فإن «آخر هجرة عظيمة من اليمن كانت «البساط السحري» وقد جرت بين عامي 1949م و1950م، حيث تخلى معظم المهاجرين عن لغتهم الأم اليمنية، وبدأوا يتحدثون العبرية بانتظام، سواء في منازلهم أو في التجمعات الاجتماعية لأفراد المجتمع. لذا، وعلى عكس لغات المهاجرين الأخرى، لم تكن اللغة اليمنية متجذرة في الأجيال الشابة».
و»في غضون ذلك، تم مؤخرا افتتاح فصل دراسي لتعليم اللغة اليمنية، بالإضافة إلى دراسات حول الثقافة والقبلية في اليمن، في قاعدة تدريب فيلق المخابرات في «HD15»، والهدف هو تدريب مجموعات من رجال المخابرات الذين سيديرون مكتب المخابرات “اليمني” معاريف”.
ولفت التقرير إلى أن “الجيش الإسرائيلي قام مؤخرا بتجنيد بعض المعلمين الناطقين باللهجة اليمنية الذين سيقومون بتعليم قوات المخابرات القراءة والكتابة والتحدث باللهجة اليمنية.
اليهوديات من أصل يمني
لوحظ مؤخرا ازدياد ظهور يهوديات من أصول يمنية في دولة الاحتلال الإسرائيلي على مواقع التواصل الاجتماعي، وصار أشبه بالظاهرة فيما تحظى أولئك الفتيات بمتابعة متزايدة من قبل الجمهور في الداخل اليمني خصوصا وأن تلك الفتيات يقمن بنشر منشورات عن حب اليمن وأنهن فخورات بأنهن يمنيات وكذلك نشر فيديوهات وهن يرقصن الرقص اليمني ويروجن للموروث الثقافي والتراث الفني اليمني وغير ذلك من العناوين البراقة التي تخاطب وجدان ومشاعر اليمنيين، لكن مهتمين وباحثين يحذرون من أبعاد وأهداف خطيرة تنطوي على هذه الممارسات التي أخذت منحى متصاعدا ومريبا خلال الفترة الماضية مع انخراط الكيان الصهيوني في العدوان العسكري المباشر على اليمن.
ويبلغ عدد اليهود المنحدرين من أصول يمنية المتواجدين حاليا في دولة الاحتلال- وفق إحصائيات شبه رسمية- حوالي أربعمائة نسمة، وقد وجد الكثير منهم من منصات التواصل الاجتماعي وعلى وجه التحديد النساء منهم، محطات لمخاطبة المجتمع اليمني ومحاولة الترويج لأفكار وثقافات مشبوهة.
حرب ناعمة
ناشطون سياسيون وإعلاميون اعتبروا تزايد الفيديوهات والمحتوى على منصات التواصل ليهوديات يمنيات، شكلا من أشكال الحرب الناعمة الموجهة للشباب اليمني من قبل العدو الذي عُرف عنه الميول لمثل هذه الوسائل الرخيصة في معركة المواجهة مع خصومه.
ويؤكد الناشطون أن الموساد الصهيوني قد يكون وراء هذه الظاهرة الهادفة إلى خلق تعاطف مجتمعي مع اليهود على أنهم ذوو تعايش وسلام وحب والتهيئة لتأسيس ثقافة تقبل بوجودهم في وجدان الناس ونفوسهم، وصولا إلى تحقيق الهدف الأخطر وهو القبول باليهود في العيش في اليمن كأصحاب حق في البلد وأنهم ضحايا للأنظمة السياسية اليمنية وأنهم تعرضوا للظلم والتهجير القسري.
كثير من الشباب اليمني وبعاطفة شديدة، يبدي إعجابا كبيرا بمحتوى اليهوديات على مواقع التواصل ويعمل بجهل وربما بحسن نية على نشره والترويج له دون أن يدرك الأبعاد الخفية لرسائل ودلالات ذلك النشاط المشبوه، ومن المتابعين من يعبر صراحة عن دعمه وترحيبه لعودة اليهود إلى اليمن كأصحاب حق ومهجرين ظلما من موطنهم الأصلي.
ويشير مختصون إلى أن المعركة التي يخوضها اليمن ضد كيان الاحتلال الإسرائيلي دعما للأشقاء في قطاع غزة، لا تقتصر على الجوانب العسكرية والاقتصادية ولكنها حرب شاملة، والعدو يبدي حرصا واسعا على استغلال كل الوسائل والأدوات المتاحة للنيل من بلادنا وشعبه الحر الكريم ولعله يجد مثل هذه الأساليب الناعمة مجالا مناسبا للتأثير على ثبات وتماسك الجبهة الداخلية واختراق حصن المجتمع المنيع بفضل وعي وتكاتف كل فئات المجتمع، لدرجة أن العدو وبكل إمكانياته المادية والاستخباراتية المشهودة، فشل في تحقيق أي اختراق أمني أو استخباراتي، وهو يبحث جاهدا عن أي ثغرة ينفذ منها إلى شعب الحكمة والإيمان، مما يحتم على الجميع التحلي بأعلى درجات الحيطة والحذر وعدم التقليل أو استصغار أي شيء يكون مصدره الكيان الصهيوني.