الارتزاق والصهينة!!

مطهر الأشموري

 

 

قناعتنا أن ترامب ليس فقط شريكاً في كل الإجرام والجرائم والإبادة الجماعية في غزة، بل الفاعل الأكبر فيها لكن ذلك لا يعني التقاطع مع أي قرار تتخذه حماس والفصائل الفلسطينية حول إنهاء العدوان على غزة حتى وإن جاء وفق مقترح من «ترامب»..
وهكذا الأمر سواءً لحزب الله أو لحماس كشركاء في المقاومة ومحور المقاومة في ظل وضع دولي مازال المتراكم الأمريكي هو الفاعل المؤثر في منطقتنا، ولهذا فإننا نتعامل بواقعية مع استقلال أطراف الشراكة في المقاومة ومحور المقاومة فيما يبقى الثابت المتفق عليه – وهو ما سيظل – هو الاستمرار في المقاومة واستمرار محور المقاومة ومن يرى أو يقول غير ذلك فهو مخطئ وقاصر النظر يتبنى التنظير للقادم وفق السردية الصهيونية والأوامر الأمريكية و عليه انتظار القادم.. حينهاـ بلا شك ـ سيعودون إلى أسطوانتهم القديمة و يعلقون كل شيء على شماعة إيران وأذراع ايران حتى ونحن نحتكم للقضية المركزية للأمة وهي قضية فلسطين والتي من لا يقف معها إنما يقف صراحة مع احتلال واغتصاب فلسطين ربطاً بأمريكا..
فالواضح حتى للطفل أن من يرفعون شماعة «أذرع إيران» هم مجرد أدوات حقيرة ورخيصة للصهاينة ولأمريكا يقدمون أتفه وأحقر الأدوار أدنى من توصيف أذرع «الصهينة»، فأيهما أوضح هذه الأدوات الحقيرة أم ما يقولون عنه أذرع إيران، ثم هل كانت الجيوش العربيةـ مثلاًـ في حروب 1948م ، 1967م، 1973م كانت مجرد أذرع لإيران وإذا لم تكن كذلك فلماذا خاضت هذه الحروب جيوش عربية؟..
إذا كانت هذه الحروب هي من أجل فلسطين فمواقف إيران ومحور المقاومة ونضالهما مع فلسطين يستحق الوقوف أمامه بإجلال وتقدير .
فهل يريد البعض من ال «هلافيت» أن تمنع إيران من الوقوف مع فلسطين حتى لا يقول «الهلافيت» عنا أننا «أذرع لإيران»..
إنني شخصياً أرى أن توصيف «أذرع إيران» لا تستحق أي توقف عندها لأنها إسفاف في التفاهة والسفاهة، وما أردته ربطاً بما سار فيه حزب الله وحماس هو واقع ووقائع تثبت أن إيران لا تبحث عن أذرع، أو أفرع كما الصهاينة، وشركاء محور المقاومة لا يقبلوا أن يتعامل معهم أي طرف كما التعامل مع العملاء والمرتزقة..
العملاء والمرتزقة لا يمكنهم رفض أوامر السفير السعودي أو رقيب إماراتي و هم لا يعصون أوامر أسيادهم ويفعلون ما يؤمرون به أمريكياً وإسرائيلياً ، ومع هذا فإن تموضع هؤلاء كأمر واقع ماذا سيقولون إن لم يستعملوا شماعة إيران وأذرع ايران ونحوها؟..
حيث لا بديل لديهم فإنهم في اضطرار لاستمرار ذلك حتى لو لم يعد من يصدقهم لا في اليمن ولا في العالم، فوضعهم وموضوعهم لم يعد غير عمالة وارتزاق في أحسن أحواله وحالاته..
اليمن بوقوفها وموقفها مع غزة سجلت موقفاً تاريخياً فرض على العالم احترامه ، وبات اليمني حتى المرتزق أو المصطف مع المرتزقة لا يعرف في مطارات العالم إلا من خلال الوقوف والموقف مع غزة، ومرتزقة يجبرون على قول انهم مع صنعاء وموقف صنعاء مع فلسطين و غيره وكم من قصص وحكايات يرويها مرتزقة في هذا الجانب ولكن هكذا هو المال الدنس و«المدنس»..
هؤلاء يا جماعة ليست مشكلتهم مع إيران ولا كونها تتدخل أو تتداخل لكنهم يريدون أموالاً ولا يمكنهم الحصول على الحد الأدنى مما يطمحون ويطمعون إلا بمعارضة صنعاء، ومعارضة صنعاء تحتاج لشماعة «إيران» ولا مال إلا بمثل ذلك وهذا شرط وأساس الارتزاق، فكيف تريدونهم وماذا يرفعون من شعارات؟..
المثل المصري يقول «الرزق يحب الخفية»، ولكن الارتزاق وهو يفضل «الخفية» لكنه في حالتنا يشترط فقط معارضة صنعاء ولا مجال هنا وفي التفعيل لإخفاء أو خفية، فهذه شروط الرعاة والممولين ولم يعد بمقدور مجاميع مرتزقة رفض شروط باتت أوامر لا ترفض ولا ترد ولا حتى تناقش!!.

قد يعجبك ايضا