الثورة نت/
تعاملت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” مع خطة المجرم ترامب لإيجاد مخرج لما تشهده غزة من جرائم إبادة جماعية منذ عامين، بحكمة وعقلانية ومسؤولية ودهاء.
راعت حركة “حماس” في ردها على خطة “ترامب” المصالح الوطنية العليا والحفاظ على الوحدة والثوابت الفلسطينية لسكان القطاع بشكل خاص وفلسطين بصورة عامة والتي ما تزال ترزح تحت الاستعمار في العصر الحديث بعد أن تمت تصفية الحقبة الاستعمارية في كل دول العالم.
بيان حماس ركز في مضمونه على عملية وقف الإبادة ورفع الحصار ودخول المساعدات وانسحاب الاحتلال الصهيوني وتبادل الأسرى وتسليم إدارة قطاع غزة إلى هيئة فلسطينية من المستقلين بناء على توافق فلسطيني ومناقشة القضايا التي تتعلق بمستقبل غزة وحقوق الشعب الفلسطيني من خلال إطار وطني جامع تكون حماس جزء منه بالاستناد إلى القوانين والقرارات الدولية ذات الصلة.
بكل المقاييس يعد بيان حماس بمثابة انتصار في حرب غير متكافئة استطاعت من خلالها أن تُلحق هزيمة قاسية بكيان الاحتلال على المستويات العسكرية والدبلوماسية والنفسية بقتدار أذهل العالم الذي تابع فصول تلك المواجهة بين حركة حماس بإمكانياتها المحدودة وكيان غاصب مدجج بترسانة أسلحة مهولة ودعم غير محدود من أمريكا وبقية الدول الاستعمارية.
اليوم على العربان الذين هرولوا إلى البيت الأبيض لتوقيع اتفاقيات الذل والهوان العودة إلى رشدهم، يمكن أن تنزاح الغشاوة من عيونهم وعقولهم حتى يعرفون حقيقة الصراع العربي – الصهيوني ودوافعه وأسبابه، ربما يصلون إلى ما وصل إليه قادة وطنيون عرب، القيادة اليمنية أنموذجًا شخصّت حقيقة الصراع ورفعت الصوت عاليًا بأن إسرائيل ليست سوى كيان صهيوني تم زرعه في المنطقة العربية من قبل بريطانيا برعاية أمريكية وبقية الدول الاستعمارية لتؤدي دور وظيفي يتمثل في حماية المصالح الأمريكية والغربية.
ولنا أن نتساءل ماذا يعني إشراف الإدارات الأمريكية المتعاقبة بشكل مباشر وآخرها إدارة المجرم ترامب عن كل ما يتصل بالصراع العربي – الصهيوني وتزويد إسرائيل بترسانة أسلحة متقدمة ومتطورة ورعايتها وحمايتها دوليًا بالإضافة الى تزويدها بأسباب القوة الاقتصادية وفي المقابل تدمير الجيوش العربية وهو ما حصل بالفعل للجيشين السوري والعراقي وتحييد الجيشين المصري والأردني لتتسّيد إسرائيل المنطقة عسكريًا وأمنيًا.
واقع الحال يسجّل للقيادة اليمنية موقفًا مشرفًا قلما نجد نظيرًا له في التاريخ المعاصر، وهو الموقف الذي أسند الأخوة في حركة حماس بضربات عسكرية واقتصادية حساسة في عمق الكيان الصهيوني، وحيّد حركة السفن التي تتوّجه إلى الموانئ الفلسطينية المحتلة، الأمر الذي ترك أثرًا بالغًا على كيان الاحتلال