الإرهاب وأثره وأسبابه وطرق مواجهته 1-2

في هذه الأيام العصيبة التي تمر بها بلاد المسلمين كثر الحديث عن قضايا ظهرت على الساحة ولعبت دورا كبيرا في وصول بلاد المسلمين إلى هذه الحالة من التمزق والضعف والفقر ومن أبرز هذه القضايا قضية الإرهاب نظرا للرعب الموجود على ساحات بلاد المسلمين والذي يتسبب فيه بعض الشباب الذين قل وعيهم وانساقوا خلف أناس أصحاب أغراض ومطامع شخصية مصاروا أدوات يلعب بها من الداخل والخارج لإحلال الفوضى في بلاد المسلمين فما هو الإرهاب¿ هذه بعض الأسئلة التي نحاول أن نجاوب عليها في هذه الكلمات.
أولا: معنى الإرهاب:
من اللغة: مصدر أرهب أي أخاف ومرادفاتها أفزع وروع قال الراغب الاصفهاني الرهبة والرهب مخافة مع تحرز واصضراب قال تعالى (واضمم إöليك جناحك مöن الرهبö) وفي الاصطلاح تعددت التعريفات حوله والتعريف الأقرب لها جميع الممارسات العدوانية بشتى صورها التي حرمها الإسلام وحذر منها ومعها.
بعض النصوص الشرعية حولها: (وإöياي فارهبونö) (لأنتم أشد رهبة فöي صدورöهöم مöن اللهö) وقوله (ص) (اللهم إني أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك وفوضت أمري إليك والجات ظهري إليك رغبة ورهبة إليك).
فمسمى الإرهاب يطلق على جميع الأعمال العدوانية التي تحدث الخوف في القلوب والرهبة في النفوس والاضطراب في الأمن ولكن الذي لا يصح قوله: أن يتخذ ذريعة ضد الإسلام وأهله فالإرهاب صناعة غربية على المسلمين أتت من خارج بلادهم وهي من صنع أعداء الإسلام ليكون ذلك دافعا لهم للوقوف أمام المد الإسلامي على مستوى العالم.
وكلمة الإرهاب التي تقصد هي قتل المؤمنين وتخويف الآمنين وهتك حرمة المعاهدين واستهداف الأبرياء وتدمير المنشآت وتشويه سمعة الدين.
فكل أعمال العنف التي نرتكب باسم الإسلام تجر المسلمين إلى متاهات ومشكلات وتستعدي عليهم العالم لذا وجب علينا فهم هذا المسمى وأثره على المسلمين وأن من يتلبسون بلباس الإسلام ويقعون في هذا العمل فهم بعيدون كل البعد عن النهج الإسلامي القويم والنبي (ص) الذي كان يؤذى في أهله ونفسه وأصحابه وتكون وصيته بالصبر وتقوية الصلة بالله ولم يأمرهم حينئذ برد العدوان على قريش وسلب ونهب أموالهم بل كان سبيله الصبر والصفح ولما عاد إلى مكة ظافرا منتصرا مؤيدا من الله لم يسلب أو يهدم أو ينتقم (ص).
أثر الإرهاب:
كما هو معروف أن لكل زرع حصادا أو ثمرة وأن بعض آثار الإرهاب التي يراها الجميع تتمثل في حصد الأرواح وهلاك الأنفس وتدمير الممتلكات ونشر الخوف والرعب وزرع الضغينة والبغضاء وضعاف البلاد وتكبدها الخسائر وتبديد المكاسب وتسلط الأعداء وتمكنهم من بلادنا.
وأن للإرهاب سلبيات على الفرد والمجتمع منها:
مخالفته لروح الدين الذي يدعو إلى الحلم والعلم والتسامح والعفو والرأفة والرحمة.
أن ذلك من مصلحة أعداء البلاد الذين لا يعنيهم إلا إضعافها وإفقارها وإذلالها.
وقتل المسلمين والمعاهدين الذي كان الإسلام على دمائهم شديد الحرص.
الخيانة والغدر والجباية على الأبرياء وتخويف وترويع الآمنين.
تشويه صورة العلماء والصالحين وصرف الناس عن الإسلام وتخويفهم منه.
حصول الفرقة والتنازع بين فصائل المجتمع وضياع الأمن والأمان.
أسباب الإرهاب
من المعلوم لدى غالب المسلمين أن أسباب الضلال والانحراف عن منهج الله قد تولدت من عهد النبي صلى الله عليه وسلم عندما كانوا يعترضون على حكمه ويشككون في عدله ويتهمونه في تكامله وعانى بعده الخلفاء في القرون المفضلة ما ظهر عليهم من فرق الضلال وأعمال العنف والإرهاب ما لا يحصى وها هو هذا الداء يستمر إلى يومنا بأشد ما نجد وما نرى فعل المسلمين تلمس أسباب هذه الداء العضال الذي دب في الأمة وسبب لها الكثير من المشكلات والمحن.
* عضو بعثة الأزهر الشريف

قد يعجبك ايضا