استشهاد سماحة السيد حسن نصر الله.. فصل جديد في مقاومة لا تموت

القاضي/ حسين بن محمد المهدي

 

 

(وَ لا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ وَ لكِنْ لا تَشْعُرُونَ).
تمر بنا ذكرى استشهاد أمير البيان، وسيد شجعان هذا الزمان، المجاهد الكبير، والسياسي المحنك الخطير، سماحة السيد حسن نصر الله، زعيم حزب الله رضوان الله عليه، الذي أوتي من العلم، والدين، والورع، واليقين، والفصاحة، والشجاعة في مواجهة الصهيونية اليهودية، ما يبرهن على علو مكانته، وصادق كلمته.
فقد أعلن سماحة السيد نصر الله قائد حزب الله في حياته أن جبهة حزب الله في لبنان لن تتوقف حتى تتوقف إسرائيل عن حربها في غزة، فاستشهد في سبيل الله وهو يناضل من أجل غزة.
لقد كان سماحته مناراً للعلم، والشجاعة، وصدق الكلمة، وحقق حزب الله بقيادته في لبنان ما لم تحققه الجيوش العربية مجتمعة، وذلك بتحرير لبنان من دنس المحتل الإسرائيلي. ونأمل أن يبقى حزب الله على دربه بقيادة المناضل الجسور نعيم قاسم، يخوض غمار الحرب حتى يتم تحرير الأقصى، وتتوقف الحرب على غزة بإذن الله.
إن الشجاعة التي يتحلى بها حزب الله بانضباط تحت راية واحدة، قد أذهلت العالم بصمودها وثباتها. لقد ضرب حزب الله مثلاً أعلى في تنظيمه وانضباطه في دفاعه عن العقيدة الإسلامية، والأخلاق الإنسانية، ونصرته لأبناء فلسطين في غزة، وسعيه الحثيث لتحرير الأقصى الشريف. كما هو الحال عند أنصار الله أبناء يمن الإيمان والحكمة، الذين أثبتوا بمواقفهم الشجاعة في نصرة فلسطين، والدفاع عن عقيدة المسلمين، ما يرتفع به هامات الموحدين، وتنكسر به شوكة الظالمين.
إن الشجاعة التي يتحلى بها أنصار الله وحزبه تعني الاستعداد الدائم، واليقظة المستمرة، وهي من أعظم القربات. فقد جاء في الحديث النبوي الشريف: “رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا”.
لقد أظهر أنصار الله من الشجاعة ما يشكل ضمانة أساسية للحفاظ على العقيدة الإسلامية، والدفاع عن أبناء فلسطين، واستقرار المجتمع الإسلامي والإنساني؛ لأنها بدون ذلك ستصبح الأوطان عرضة للغزاة والطامعين، ما يؤدي إلى انهيار الاقتصاد، وانتشار الخوف، والفساد.
إن الأمة التي تتحلى بالشجاعة في الدفاع عن نفسها وعقيدتها، تكسب احترام الأعداء قبل الأصدقاء، وتصبح كلمتها مسموعة، ولها مكانة بين الأمم.
إن إظهار الشجاعة في الدفاع عن الأوطان والعقيدة هي وسيلة للدفاع عن الحق من أن يطغى عليه الباطل. قال تعالى: (وَ لَوْلا دَفْعُ اللَّـهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَ بِيَعٌ وَ صَلَواتٌ وَ مَساجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّـهِ).
إن إظهار الشجاعة في الدفاع عن فلسطين، وطن المسلمين، وعن عقيدتهم، يعتبر ذروة الإيمان، وتجسيداً له بالعمل. إن التضحية في سبيل ذلك ليست مجرد مواجهة عسكرية، بل هي مشروع حضاري يحمي وجود الأمة مادياً، ومعنوياً، وسياسياً. وله فوائد تشمل الدنيا بالأمن والاستقرار، والآخرة بالفوز برضوان الله وجنته. وهي السبيل لبقاء الحق قائماً، وأمة الإسلام عزيزة كريمة.
ولقد كان سماحة السيد حسن نصر الله المثل الذي يجب أن يسير عليه الكافة من زعماء هذه الأمة، وساستها، ورواد الكلمة، وقادة الجيوش فيها.
فالتضحية والفداء نهج الأقوياء المصلحين، فهنيئاً له الشهادة: (وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ).
ورضي الله عن الإمام علي عليه السلام حيث يقول: “لا تكونوا جبناء عن الحق، ولا وقحين في الباطل”. (وَ لَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).

قد يعجبك ايضا