لم تكـن ثورة 21 سبتمبـر مـجرد حدث عابـر، بل كانـت نقطـة تحـوّل فارقـة في التاريـخ اليمنـي المعاصــر، وبداية لمسـار تحرري أعاد لليمـن هيبتـه ودوره التاريخـي.
هذه الثـورة، التي قادها أنصـار الله بدعـمٍ شعبـي واسـع، أعادت لليمـن سيادته واستقلاله، ووضعتـه على مسـار جديد قائم على الحريـة والكرامـة والمقاومـة.
ورغم التحديات، استطاعــت الثـورة أن تبنـي نموذجـاً فريـداً في المقاومـة والاكتفـاء الذاتي، مما جعلهـا مصـدر إلهـام للأحـرار في العالـم، وإنجـاز عظيـم وفريـد على مستـوى المنطقـة ذلك لأنّها ثورةٌ انطلقت بإرادة يمنيـة شعبيـة خالصـة، فلم تكـن مجـرد حراك عابـر، بل نقطـة تحـوّل تاريخيـة أنّهـت عقـوداً من الوصايـة الخارجيـة والفسـاد الداخلي.
حيثُ عانى اليمـن لعقـود من حكـمٍ فاسـدٍ ارتهـن لقـوى خارجيـة، خاصة السعودية والولايات المتحـدة، حيـث تم استنزاف ثروات البـلاد وتهمـيش إرادة شعبهـا.
وازداد التدخل الأمريكي المباشر في اليمن بعد حادثة المدمرة «كول» عام 2000م، حيث فرضت الولايات المتحدة وجوداً عسكرياً وأمنياً تحت ذرائع مكافحة الإرهاب.
فكانت ثورة الـ 21 من سبتمبر 2014 م هي بحق ثورة الحرية والاستقلال حيث أنهت الوصايا الخارجية خاصـة السعودية والأمريكيـة، واستعـادت القرار الوطني المستقـل وأسقطت نظام الفساد الذي نهب ثروات البلاد لعقود. وتوجّهت إلى بناء دولة قوية ذات سيادة تعتمـد على إرادة الشعب وتحمـي مقدرات الوطـن.
ولا يستطيع أن ينكر كائنٍ من كان إِنجازات ومكاسب ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر ولا سيما هروب القوات الأمريكيـة من صنعـاء، وإنهاء الدور المباشـر للسفـارات الأجنبيـة في صنع القرار واستعادة السيطـرة على المؤسسـات العسكريـة والأمنيـة، والعمل على تطوير قدرات عسكرية متقدمة، بما في ذلك الصواريخ الباليستيـة والطائرات المسيـرة، والتي أصبحت رادعـاً للعــدوان ولا يزال التوجّه مستمـر نحو تحقيـق اكتفاء ذاتي في الصناعات الدفاعيـة، ممّـا يعزّز من سيـادة البلاد.
ولعلّ من أبرز إنجازات هذه الثـورة المُبـاركة التي ينعـم بها الجميع اليـوم هو القضـاء على الخلايا الإرهابيـة المدعومـة خارجيـاً التي كانت آفة الآفات وأكبر المُعضلات ونشرت الرعب والخوف وإقلاق السكينة العامة وحصدت أرواح آلاف الأبرياء في كل شارع ومسجد.
كما ساهمت الثورة في تعزيـز الوحـدة الوطنيـة عبر مشروع « يد تحمي ويد تبني «. وأصبـح اليمـن جـزءاً فاعـلاً في محـور المقاومـة ولاعبـاً إقليميـاً يُحسب له ألف حسـاب، خاصـة بعد تدخله المباشـر في دعـم المقاومـة الفلسطينيـة عبّـر عمليـات عسكريـة استهدفت الكيـان الصهـيوني.